fbpx
3معايير للنظر إلى زيارة العليمي لحضرموت
شارك الخبر

 

كتب – د. عيدروس نصر ناصر النقيب

الزيارة المفاجئة للدكتور رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي لمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، أثارت اهتمام الكثير من الاوساط السياسية والأعلامية الجنوبية واليمنية عموماً، وانقسمت ردود الأفعال إزاءها بين مؤيدٍ ومعارضٍ وبين مُتَفائلٍ ومُتَشائمٍ،

وكان أكثر ما أثار اهتمام المتابعين هو تشكيلة الوفد المرافق للأخ العليمي، حيث شمل الوفد أسماء مرموقة كالاخ الرئيس المهندس حيدر أبوبكر العطاس آخر رئيس جنوبي قبل ١٩٩٠م وآخر رئيس وزراء يمني قبل حرب ١٩٩٤م، والذي لم يزر حضرموت منذ تلك الحرب اللعينة التي أدت إلى خروج كل القيادات الجنوبية مكرهةً على النزوح  إثر الاجتياح الهمجي للجنوب وما تلاه من تدمير وتخريب لكل معالم ومنجزات الدولة الجنوببية التي كان الأخ العطاس ورفاقه القادة النازحون من صُنَّاعها الأساسيين.

في وجهة نظري الشخصية وبعيداً عن التطرف المعارض للزيارة وللوفد الذي رافق الرئيس العليمي فيها، وبعيداً ايضاً وعن التطرف الآخر الذي قال في الزيارة أكثر مما قاله سكان يثرب في هجرة الرسول محمد (ص) إلى مدينتهم، أقول بعيداً عن هذا وذاك، إنهُ يمكن النظر إلى زيارة د. العليمي من ثلاثة معايير  هي:

١. ماذا ستقدم هذه الزيارة لمحافظة حضرموت؟ وطبعاً لن أتحدث عن أحجار الأساس التي قيل أن العليمي سيضعها لعدد من المشاريع، فهناك أحجار أساس ما تزال قائمة منذ ايام الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وأخرى وضعها كلٌ من الرئيس السابق هادي ورئيس الوزراء السابق بن دغر، فحضرموت وكل البلاد ليست بحاجة إلى أحجار أساس ولديها منها ما يكفيها وزيادة، لكنني أتحدث عن حلول لمشاكل يعاني منها أبناء أغنى محافظة في البلاد، المحافظة التي تزود الشرعيين والمتمردين عليهم على السواء، بمصادر طاقتها وثرواتها، بينما تعاني من نقص في تلك الطاقة وفي الخدمات الضرورية لأبنائها عموماً.

٢. ماذا سيقول الرئيس العليمي عن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ما يزال أغلب أبناء حضرموت، ومعهم اغلبية الجنوبيين ينظرون إليها ليس فقط كقوة احتلال قدمت منذ ١٩٩٤م ولم تتزحزح عن مواقعها، بل كقوة رديفة للجماعة الحوثية وسبق وإن رددت وحداتها الصرخة عدة مرات، وظلت نقاطها المنتشرة بالمئات من شحن ونشطون إلى مأرب، ظلت تمثل المعابر الآمنة لتزويد الحوثيين بالأسلحة المركبة والمفككة وبقطع الغيار وكافة أشكال المهربات مما هو مسموح وماهو ممنوع بل وما هو محرمٌ دولياً.

٣. هل سيقوم د. العليمي والوفد المرافق له بفتح موانئ تصدير النفط ومشتقاته في الضبة وغيرها لحل المشكلة التي صنعتها عصابة الحوثي بهجومها على هذه الموانئ وهل سيبحث أو قد بحث هذا مع الاشقاء في المملكة الذين قام سفيرهم بزيارة صنعاء والتباحث مع سلطات تلك الجماعة؟

فإن كان ذلك هو ما ستسفر عنه هذه الزيارة فهي ناجحة حتى لو غضب الغاضبون، أما إذا كانت ستختصر على المهرجانات وكلمات التحيات والمجاملات البروتوكولية  ووضع أحجار الأساس فستكون مثل سابقاتها ولن تختلف عنها إلا باختلاف الزائر وطبعا باختلاف زيادة حجم معاناة الناس واتساع الشروخ والتصدعات الاجتماعية التي يصنعها مهندسو المكائد ومستزرعو الفتن بحضرموت وكل الجنوب وأهله.

ملاحظة على هامش الزيارة:

_________

تسأل كثيرون: ما دام الرئيس العليمي منفتحاً بهذا الشكل على القادة الجنوبيين من ضحايا حرب ١٩٩٤م الظالمة، فلماذا لم يصطحب معه في هذه الزيارة أسماء بارزة مثل المستشار سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة سابقاً، أو الوزير السابق محمد علي أحمد أو السفير والنائب البرلماني الأسبق علي منصر محمد، فإن قال قائلٌ وما دخل هؤلاء بحضرموت، وهو قول أعوج من الاعوجاج، فلماذا لم يصطحب شخصية مثل عضو المكتب السياسي والوزير الأسبق

 المناضل سالم جبران وغيره؟

إنها مجرد أسئلة يطرحها الأبرياء بعفويتهم المعهودة ليس إلا.

أخبار ذات صله