رئيس الإمارات يبحث مع وزير خارجية إيران التطورات الإيجابية بالمنطقة

> أبوظبي "الأيام" وكالات:

> ​بحث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الخميس مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في العاصمة الإماراتية أبوظبي "العلاقات الثنائية" بين البلدين، وسبل دعم التعاون والعمل المشترك بما يحقق مصالحهما المشتركة، في ختام زيارة عبداللهيان للمنطقة في سياق تحركات دبلوماسية تقوم بها طهران.

وتأتي زيارة المسؤول الإيراني لأبوظبي في سياق انفراجات دبلوماسية إقليمية بدأت مع المصالحة السعودية الإيرانية التي تمّت برعاية الصين قبل ثلاثة أشهر، وفي خضمّ إحياء الحوار بين طهران والدول الغربية بشأن ملفّات شائكة.

وتسلط زيارة عبداللهيان للإمارات الضوء على تنامي العلاقات بين طهران وأبوظبي منذ أن أعادت الإمارات سفيرها إلى إيران في سبتمبر الماضي، بعد خفضها مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية لأكثر من ست سنوات.

وشهد اللقاء الذي عقد في قصر الشاطئ بإمارة أبو ظبي تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأهمية البناء على التطورات الإيجابية التي تحققت في المنطقة لما فيه الخير لشعوبها وتعزيز الاستقرار والازدهار في دولها". وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

ونقل عبداللهيان إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحيات إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتمنياته لدولة الإمارات دوام التقدم والازدهار، فيما حمّله رئيس الإمارات تحياته إلى الرئيس الإيراني وتمنياته لبلده وشعبه مزيداً من النماء والتطور.

حضر اللقاء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، وعلي الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وخليفة المرر وزير دولة، وسيف الزعابي سفير الدولة لدى إيران.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، أن المحادثات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة، أحد أهم محاور زيارة عبداللهيان للإمارات.

وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد قد أكد خلال استقباله نظيره الإيراني الخميس، أن بلاده “تؤمن بأهمية ترسيخ نهج دولي للعمل متعدد الأطراف القائم على التعاون والشراكة بما يلبي تطلعات الشعوب في التنمية والتقدم والرخاء”.

وشدد الشيخ عبدالله على أن الالتزام بمبادئ حسن الجوار والحوار الإيجابي والبنّاء بين دول المنطقة يشكل أساسا لاستقرارها وازدهارها وريادتها.

وعلى هامش زيارة وزير الخارجية الإيراني للإمارات، تم التوقيع على اتفاقية ثنائية بشأن توسيع خدمات النقل الجوي بين البلدين.

وذكرت وكالة “وام” أن الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية وقعت بمقرها في دبي اتفاقية مع إيران في مجال النقل الجوي.

وأوضحت الوكالة الإماراتية أن الاتفاقية وقعها عن الإمارات مدير عام الهيئة سيف محمد السويدي، وعن إيران رئيس الطيران المدني محمد محمدي بخش.

وقال السويدي إن الاتفاقية تعد “خطوة مهمة إلى الأمام في ما يخص تنظيم الرحلات الجوية، وتمهد الطريق لتوسيع شبكة خدمات النقل الجوي بما يعود بالفائدة على شركات النقل في البلدين”، وفق الوكالة.

وأشار إلى أن الاتفاقية “تسهم في خلق فرص جديدة للتجارة، ودعم عمليات الناقلات الوطنية للدولة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين رجال الأعمال والشركات التجارية وتشجيع المنافسة الحرة”.

ويرى مراقبون أن الأجواء الإيجابية التي تسود المنطقة حاليا بالتأكيد سيكون لها تأثيرها العميق على العلاقات الإماراتية – الإيرانية، وأن التوجه الجاري لتفكيك الخلافات في المنطقة، سينعكس بطبعه على تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي.

ويشير المراقبون إلى أن دعوة الرئيس الإيراني لنظيره الإماراتي ستكون لها دفعة للعلاقات الثنائية، وقد يجري خلال هذه الزيارة المنتظرة الإعلان عن توقيع حزمة من الاتفاقات بين الطرفين.

وتعد الإمارات المحطة الرابعة لجولة وزير الخارجية الإيراني في الخليج، والتي شملت أيضا قطر وعُمان والكويت، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في تلك الدول لتبادل وجهات النظر بشأن التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية.

وكانت أبوظبي وطهران قد اتفقتا، خلال العام الماضي، على رفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفير، لتعيد الإمارات خلال سبتمبر الماضي، سفيرها سيف محمد الزعابي إلى إيران بعد أكثر من ست سنوات من تخفيض علاقاتها الدبلوماسية معها، وذلك في إطار المساعي الإماراتية التي تهدف إلى تصفير المشاكل في منطقتي الخليج والشرق الأوسط.

كما عينت إيران سفير جديد لها لدى الإمارات في أبريل الماضي، وذلك ردا على الخطوة الإماراتية.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية في 12 يونيو الحالي بأن سفير إيران الجديد لدى الإمارات رضا عامري وصل إلى مقرّ بعثته في أبوظبي، قائلا في تصريح أوّل إنه "سيكون هناك مستقبل واعد ومشرق للعلاقات الثنائية بين إيران والإمارات".

وخفضت الإمارات مستوى العلاقات مع إيران بعدما قطعت السعودية الروابط مع طهران في يناير 2016 في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في الجمهورية الإسلامية ردا على إعدام رجل دين شيعي بارز في المملكة.

وبدأت الإمارات، التي تربطها علاقات بإيران في مجالي التجارة والأعمال منذ أكثر من مئة عام، في إعادة التواصل مع طهران عام 2019 بعد هجمات في مياه الخليج ومواقع سعودية للطاقة.

واستضافت أبوظبي الأسبوع الماضي لقاءً جمع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري، المكلّف المفاوضات النووية، ودبلوماسيين أوروبيين للبحث في ملفات استراتيجية بينها البرنامج النووي الإيراني.

وكانت إيران قد أعلنت في اليوم السابق أنها تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية لا سيّما بشأن البرنامج النووي والعقوبات الأميركية وملفّ الأميركيين المحتجزين لديها.

وكان وزير الخارجية الإيراني أجرى نهاية نوفمبر الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ناقشا خلاله مختلف القضايا بما في ذلك القضايا السياسية والقنصلية والثنائية.

ووصف عبداللهيان العلاقات الثنائية مع الإمارات بأنها علاقات متنامية، وقال إن الحكومة الإيرانية الجديدة عازمة على مواصلة مشاوراتها وتعاونها الفعال مع الأصدقاء والجيران.

وفي مارس الماضي زار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني السابق علي شمخاني أبوظبي حيث أجرى مباحثات مع كبار المسؤولين الإماراتيين، لتطوير العلاقات الثنائية.

وفي نوفمبر الماضي زار نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري الإمارات والكويت، في خطوة انفتاح جديدة على الدول الخليجية.

والتقى باقري في العاصمة أبوظبي المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش ووزير الدولة خليفة شاهين المرر.

وقال قرقاش خلال اللقاء "نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل... والانفتاح على جيراننا... ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات"، وإن "أبوظبي ستبقي حلفاءها الخليجيين على علم بمستجدات الأمور".

وأضاف قرقاش أن بلاده لا تزال قلقة جدا من تصرفات إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

ويرى المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، ويقول إن "الأمر سيستغرق وقتا".

وفي الكويت، بحث الوزير الإيراني، الأربعاء، مع رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح، ووزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، "آخر المستجدات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".

وأوضحت الوكالة أن اللقاء بين الوزيرين تناول "مجمل العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين الصديقين وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وسبل الارتقاء بمستوى التعاون المشترك في عدد من الميادين الحيوية والهامة، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها".

كما بحثا "كل ما من شأنه تحقيق تطلعات وطموحات شعبي البلدين الصديقين نحو مزيد من التطور والازدهار، والتطلع كذلك إلى انعقاد أعمال اللجنة العليا المشتركة الكويتية – الإيرانية واللجان الفنية الأخرى بين الجانبين".

وتبادل الطرفان وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإدانة الاعتداءات الجسيمة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والانتهاكات المستمرة لقرارات الشرعية الدولية.

وناقش الاجتماع أيضا، التطورات على الساحة في اليمن والعراق وسوريا، وبحث آخر المستجدات المتعلقة بملف الاتفاق النووي الإيراني وتداعيات الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب الجهود الدولية لدعم الاستقرار في أفغانستان.

وشدد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المشترك ودعم المساعي الدولية لحفظ أمن وسلامة المنطقة واستقرارها، مع تأكيدهما ضرورة استمرار الحوار ودعم الجهود كافةً التي من شأنها تعزيز استتباب الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

بدوره، كتب عبداللهيان في تغريدة على تويتر" حول زيارته للمنطقة "رفع التحديات مع المشاركة الجماعية لدول المنطقة هو الوسيلة الفضلى لتحقيق تقدم الأمم وضمان أمن الخليج الفارسي (الخليج العربي)".

وكان الوزير الإيراني زار مسقط، في وقت سابق الأربعاء، وأكد أنه أجرى محادثات "بناءة وإيجابية" مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء العمانية.

وتأتي جولة عبداللهيان الخليجية، بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لطهران للمرة الأولى منذ المصالحة بين أبرز قوتين إقليميتين، والتي تمت باتفاق أُبرم في مارس الماضي، برعاية الصين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى