ضغط سعودي لوقف الاقتتال وتسوية الأزمة في السودان

> الخرطوم – الأيام العرب:

> ​تبذل المملكة العربية السعودية جهودا مضنية على الصعيدين الإنساني والدبلوماسي لدفع طرفي القتال في السودان إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية للأزمة بين قائدي الجيش عبدالفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، رغم تمسك قادة الجيش بالقتال وتصلب مواقفهم مقارنة بموقف قوات الدعم السريع الأكثر ليونة وانفتاحا على الحلول السياسية.

وتسعى السعودية لدفع طرفي الحرب إلى ضبط النفس وإقرار هدنة جديدة لتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى السودانيين والبناء على حالة التهدئة تلك لاجتراح حل سياسي يمر بطاولة المفاوضات لتسوية الأزمة.

وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الثلاثاء في اتصالين هاتفيين مع البرهان وحميدتي التهدئة في البلاد ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري واللجوء إلى حل سياسي.

ووفق بيانين عن الخارجية السعودية “جرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد وزير الخارجية أهمية التزام جميع الأطراف السودانية من أجل استعادة مجريات العمل الإنساني وحماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة وسلامة الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الأساسية”.

وأشار البيانان إلى أن “وزير الخارجية جدد دعوة المملكة إلى طرفي الصراع للتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري واللجوء إلى حل سياسي يضمن عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق”.

وجاء ذلك قبل ساعات من نهاية هدنة إنسانية لمدة 3 أيام في السودان، يتوقع مراقبون تمديدها بمناسبة عيد الأضحى الذي يحل هذا العام في 28 يونيو الجاري.

والأحد دخلت هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة بين الجيش السوداني والدعم السريع حيز التنفيذ بوساطة سعودية – أميركية، على أن تنتهي صباح الأربعاء.

ومنذ 6 مايو الماضي ترعى السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع أسفرت في الـ11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات. ورغم تعليق المفاوضات، لا تزال السعودية تمارس ضغطا على طرفي النزاع.

ويتبادل طرفا الصراع بالسودان الاتهامات بارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في إنهاء الاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل الماضي والتي خلَّفت المئات من القتلى والآلاف من الجرحى بين المدنيين إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.

وقال قائد قوات الدعم السريع في بيان على حسابه الرسمي بفيسبوك إنه بحث مع وزير الخارجية السعودي عددا من القضايا المتعلقة بتطورات الوضع في السودان والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وهي الجهود التي تقودها المملكة بمشاركة أميركية ضمن اتفاق جدة.

وقال حميدتي إنه جدد لوزير الخارجية السعودي التزام قوات الدعم السريع بإعلان جدة وما تم التوصل إليه من اتفاق لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية لتسهيل وصول المساعدات وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين.

لكنه أوضح أنه نبه الأمير فيصل بن فرحان إلى خروقات الطرف الآخر للاتفاق ومنها هجومه على قوات الدعم الثلاثاء في وجود بعثة الصليب الأحمر الدولي التي كانت تتأهب لنقل جرحاهم.

ووفق البيان، ناقش حميدتي ووزير الخارجية السعودي الجهود التي تقودها المملكة مع الشركاء الدوليين من أجل عودة الاستقرار للسودان، معبرا عن شكره للجانب السعودي وعلى الدعم السخي الذي قدمته الرياض خلال مؤتمر المانحين المخصص للسودان.

و إلى جانب الحراك السعودي – الأميركي في الملف السوداني، تقود الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مبادرة. وأعلنت الأسبوع الماضي زيادة عدد الدول المكلّفة بها بضمّ إثيوبيا إلى لجنة كانت تقتصر على كينيا والصومال وجنوب السودان، على أن تكون كينيا رئيسة لها بدل جنوب السودان.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية الخميس الماضي “رفضها لرئاسة كينيا للجنة إيغاد الخاصة بمعالجة الأزمة”.

وشددت على أن كينيا “ليست مؤهلة لرئاسة اللجنة”. وكان الرئيس الكيني وليام روتو كشف أن الأطراف الأفريقية ستسعى لعقد لقاء بين البرهان وحميدتي، وهو ما قابله مسؤول حكومي سوداني بتأكيد أن قائد الجيش لن يجلس مع خصمه.

وضرب موقف الخارجية السودانية مبادرة إيغاد في مقتل، لأنه أشّر على رغبة البرهان في إبعاد كينيا عن رئاسة اللجنة لصالح رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت.

ويبدو أن الهدف الرئيسي من الرفض هو إبعاد الحل السياسي وعدم إشراك القوى المدنية في تسوية الصراع الدائر حاليًا والشكّ في إمكانية انحيازها لغريمه حميدتي.

وقلل متابعون من قدرة مبادرة إيغاد على تحقيق تقدم ملموس، خاصة أنها جاءت بعد إعلان الاتحاد الأفريقي خارطة طريق لحل الأزمة قبل أن تظهر نتائج لها.

وتشير جهود إيغاد إلى عدم توقف التحركات الأفريقية لإنهاء الحرب وبقاء الضغط مستمرا على الطرفين المتصارعين أملا في البحث عن فرصة لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية برعاية أفريقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى