آخر تحديث :الأحد - 05 مايو 2024 - 03:56 م

قضايا

من يحمي سرية بيانات المواطن الشخصية إذن؟!
بطاقتي في صنعاء.. وجوازي في الرياض.. وحكومتي في عدن

الأربعاء - 07 يونيو 2023 - 12:36 م بتوقيت عدن

بطاقتي في صنعاء.. وجوازي في الرياض.. وحكومتي في عدن

كتب / سعيد أحمد بن إسحاق

يتساءل المرء فينا عن سر اصدار البطاقة الشخصية من صنعاء وهو طرف معادي ومتمرد على الشرعية؟ وعن سر الجواز من الرياض؛  ونحن دولة ذات سيادة وعضوة في جامعة الدول العربية، والامم المتحدة؟
في ظل هذه الوضعية.. هل المواطن يعامل معاملة النازح في صنعاء، واللاجئ في الرياض؟

تساؤلات تدور بين مواطني الجنوب خاصة حين يطلب حق الحصول على البطاقة الشخصية أو حين التجديد عند إنتهائها.. فهل نعامل كنازحين في صنعاء ولاجئين في الرياض؟ ومامصير بيانات المواطن الشخصية بين البلدين؟ هل تظل سرية، أم تعطى حين الطلب لبيانات شخص ما؟ مع ان القانون لا يسمح لذلك الا بعد موافقة الشخص المعني؟ ولماذا البطاقة الشخصية أو الجواز لم يصدرا من داخل الحدود المحررة التي تحت سلطة الحكومة الشرعية؟

من حق المواطن ان يسأل اذن، ومن حقه الحصول على البطاقة أو الجواز داخل دولته السيادية، ومن حقه أن يأمن عن بياناته الشخصية داخل نطاق السيادة.
إن هذا الوضع قد اتعب المواطن في حقه القانوني، وفي هويته المصانة، التي تميزه بين الامم، بدون أي تعقيدات ومواعيد مشمئزة
بالعودة مرات ومرات،مرة بأن التصوير غير واضح؛ أو بصمة لم يقبلها الجهاز ولابد من اعادة المعاملة  من جديد، ويظل المواطن في متاهة الحصول بين الجيئة والروحة.

ويزيد الطين بلة حين تأتي رسالة من صنعاء عبر الجوال تقول فيها:(عليك بمراجعة ادارة التسجيل لاستكمال معاملتك)، فيذهب المواطن حسب الرسالة فيفاجأ بأن الرسالة لا تخصه وانما تخص شخص آخر، ويذكر اسمه فإن تم التعرف عليه من قبل من اتته الرسالة بالخطأ،،   كان محظوظا فيتم إشعار المعني بها بالمراجعة، أما إن كان مجهولا، فحينها تظل بالكتمان،وفي هذه الحالة يتحمل المواطنين نتائج التأخير ليس سببا فيه. فما ذنب المواطن المغلوب عن امره في ظل هذه الحالة؟ وماذنبه في تحمّل مشقة البعد؟ إذن:
فمن المسئول عن المتاعب وعن التنقل والمشاق والزحام ؟! ألم تستطع الدولة إختصار الوقت وتوفير المال ورفع المشاق عن المواطنين وتسهيل المعاملات بشراء جهاز لهذا الغرض المهم والملح في عواصم المحافظات؟!

لو تحدثنا عن البطاقة الشخصية لوجدنا أن معاناة الحصول عليها أشد.. والمعاناة شديدة قد تطال السنة في متابعات سقيمة  و الغرابة أنها من صنعاء.. ولذا نجد من ابناء ذمار وصنعاء وتعز وغيرها من المناطق اليمنية يمتلك لأكثر من بطاقة وبأسماء ومناطق مختلفة، وهنا الخطورة من مغبة تعدد البطاقات لشخص واحد،،الجنوب في مواجهة معه.لماذا يمنح لليمنيين لأكثر من بطاقة  خلاف الجنوبيين الذي يعاني الويل.. كان يفترض ان تكون البطاقة بتاريخ الاصدار حسب المحافظة لانها هوية ثابتة وليست سلعة متوقفة فسادها  بتاريخ الانتهاء.
إن المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين كل في موقعه ويتحملون قسطا كبيرا من هذا الخطأ الجسيم، وهم مطالبون بالتصحيح للصالح العام حفظا للحقوق وما يمليه الواقع الذي يمر به الوطن ولو في حالته الاستثنائية، ومن اجل مصلحة العامل ومصلحة العمل، ومن أجل ضمان سلامة وتنظيم مشاريعنا العمرانية والاقتصادية، وللمحافظة على أمن وأستقرار الدولة. فهناك قوانين ونظم خاصة للمواطنين لضمان حقوقه في وطنه وعلى أرضه.

أن الحلف ليس بأنفع من الاخلاص والجدية.. فالشقيق عندما يكون مخلصا لشقيقه ويحمل له النوايا الطيبة فلا داعي لاقامة حلف بينهما، لأن الحلف قد يثير متاعب ومشاكل بين أعضائه، فما دام الاخ مطمئنا لأخيه ومخلصا له، ومؤمنا بأن مصيرهما مشترك وواحد.. فما الدافع اذن لاقامة حلف بينهما؟  فلا توجد فوارق بين الجنوب العربي والسعودية حدود، لأن مصيرنا واحد، وعدونا عرفناه، واضح للطرفين.
وهنا يكمن اهمية الجواز والبطاقة الشخصية فالاثنان مستندات مهمة للمواطنين متعلقتان في حركته وتنقلاته وعمله ومتطلباته وحاجاته وأمنه القومي وحقوقه وواجباته.. مستندات تحدد هويته وموقعه الجغرافية وبالتالي سيادته وإستقلاله، ولذا فلا ينبغي ان تكونا خارج السيادة الوطنية منعا للتلاعب والانتحال وتعديا على بياناته الشخصية، مما قد يعرضه للخطر، خاصة في ظل ما يمر به الوطن من حروب وإختراقات، وما يمر به المواطن من ضنك وعسرة في الحالة المعيشية التي اضرت بأفراد الاسرة صحيا وتعليميا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وتغيرا حتى بالسلوك نفسه.. وهنا تأتي أهمية الحصول على البطاقة الشخصية والجواز بدون عراقيل وتمطيط.. داخل نطاق حدود الحكومة الشرعية.
إننا نعطي المثل ولا نقف موقف المعلم، فما أحوجنا للمال اكثر واكثر من استنزافه تحت مسميات واهية، أفقرت الوطن وجوعت المواطن وعملت على تجفيف المنابع أينما كانت.

إن إستعادة الدولة واجب، ومطلب مقدس والإسراع به مهما بلغت التضحيات.. وان هويتي من الوطن تنبع، ومن ارضها تثمر، ومن حق المواطن أن يحتمي بها، ويفخر بها بين الامم واقفا، قائما، لا خانع أبدا، ذهابا وإيابا، يظل طوال عمره حالما ويتمنى ان يصل كما وصلت إليه الامم، لا أضحوكة، ولا غرباء بالداخل ولا بالخارج، ومن حقه ان يعيش ويتحرك، حفظا لكرامته وكرامة اسرته، ولن يستطع  مالم يكن لديه بطاقة أو جواز.. فلا والله.. هذا لا ينبغي.