مراقبون: نجاح أي خطة سلام في اليمن ترتبط أساسا بإرادة الفرقاء

> "الأيام" غرفة الأخبار:

>
يقوم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بتحركات حثيثة هذه الأيام بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وسط أنباء عن حمله لمقاربة جديدة تمهد لحل شامل للأزمة اليمنية، سبق أن لمحت إليها الإدارة الأميركية قبل فترة.

وتأتي تحركات المبعوث الأممي في ظل جمود في المفاوضات التي ترعاها عمان بين جماعة الحوثي والسعودية، والذي تباينت المواقف حول خلفياته بين من يربط الأمر بتدخل أميركي وآخرين اعتبروا أن إعلاء الحوثيين لسقف شروطهم حال دون الوصول إلى توافق بين الجانبين.

كما التقى في مسقط مسؤولين عمانيين، إضافة إلى كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام. ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الحاضر - الغائب في تحركات جروندبرج في المنطقة، وما يروج عن مقاربة جديدة لحل الأزمة المستمرة منذ تسع سنوات.

ويشير المراقبون إلى أن تيموثي ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، سبق وأن أشار في جولة له في المنطقة في أبريل الماضي إلى وجود حاجة لاتفاق جديد لتحقيق السلام في اليمن، لافتين إلى أن ذلك التصريح أثار تساؤلات عديدة، لكن عودة الحراك الأممي قد تقود إلى أجوبة عن هذه التساؤلات.

ويوضح المراقبون أن الولايات المتحدة لم تكن على ما يبدو مقتنعة أو راضية عن اعتماد السعودية مسارا منفصلا للتفاوض مع الحوثيين، من أجل ضمان الانسحاب من الساحة اليمنية، وتقرّ واشنطن بجدوى أن تتم معالجة الصراع من مختلف جوانبه المتشعبة.

ويلفت المراقبون إلى أن فرص نجاح أي خطة سلام في اليمن ترتبط أساسا بإرادة الفرقاء اليمنيين تقديم تنازلات والتوصل إلى تسوية واقعية، وهو ما لا يبدو واضحا حتى الآن حيث يصر الحوثيون على رفع سقف شروطهم، في المقابل يبدو وضع السلطة الشرعية أعقد من ذي قبل.

ويبيّن المراقبون أن اليوم هناك خلافات عميقة بين مكونات السلطة الشرعية، حيث أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتمسك باستعادة دولة الجنوب، في المقابل تدفع أطراف أخرى نحو أقلمة بعض المحافظات الغنية بالنفط، على غرار المساعي الجارية لحزب التجمع الوطني للإصلاح الذي يمثل الذراع السياسية لجماعة الإخوان نحو إقامة إقليم في محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى.

ويشير المراقبون إلى أن الإشكال الحقيقي في اليمن يتمثل في أن كل طرف ينظر إلى أي تسوية من منظار مدى استجابتها لطموحاته الخاصة وأجنداته، وهذا التمشي سيقود اليمنيين حتما إلى طريق مسدود، ولن تنجح أي وصفة أممية كانت أو إقليمية في حل الأزمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى