آخر تحديث :الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - 07:36 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص : تطورات عسكرية تنذر باشتعال معركة "تحرير وادي #حضرموت"

الثلاثاء - 06 يونيو 2023 - 02:17 م بتوقيت عدن

تقرير خاص : تطورات عسكرية تنذر باشتعال معركة "تحرير وادي #حضرموت"

عدن تايم/خاص

سيناريو وتحالف ثلاثي (حوثي- قاعدة- اخونجي) لاستهداف حضرموت وسط حشود عسكرية وتحركات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى باتت تشير بوضوح الى قرب اشتعال فتيل المعركة.

وحشدت المنطقة الاولى قواتها فوق قمم الجبال باتجاه القطن و المكلا بعشرات الأطقم فيما تقول مصادر أخرى 30 طقم مما يؤكد اقتراب حسم المعركة وتحرير وادي حضرموت.

وأكدت مصادر ان هناك إتفاق بين المنطقة الأولى وتنظيم القاعدة باشراف الارهابيين خالد العرادة وباطرفي يرافقهم طيران مسير وصواريخ حوثية سوف تستخدم بالمعركة.

*- تفجير الوضع :*

الوضع بات مقلقًا للسكان فالهدف من القوات الشمالية- اليمنية المعززة بعناصر إرهابية ودعم حوثي تفجير الوضع بإتجاه عاصمة المحافظة مديرية المكلا والسيطرة عليها وعلى مطار الريان ونسف مبنى العمليات في المكلا.

وكذلك من الأهداف اطلاق طيران مسير حوثي باتجاه العاصمة عدن ولحج لتمرير الهدف وهو حرف الأنظار لتنفيذ ما يُخطط له بإتجاه حضرموت .

وقالت المصادر أن هذه التحركات العسكرية السافرة هي رسالة تحدي للجنوب، تؤكد ان الوقت حان لرجال المقاومة الجنوبية وقبائل حضرموت لتطهير وادي محافظتهم من القوات الشمالية اليمنية الغازية.

*- حالة حرب :*

وأكدت المصادر أن المنطقة العسكرية الأولى نشرت معداتها الثقيلة بل ووصل الأمر إلى استحداث نقاط عسكرية جديدة فيما توصف هذه الحالة بانها انتقال إلى وضع "حالة حرب".

وقال الباحث السياسي اليمني خالد سلمان بان المنطقة العسكرية تستطيع في لحظة حلاوة الروح ، أن ترسل رسائل سياسية ، وأن تمارس الترويع ، مؤكدًا أن هذه المنطقة العسكرية عدائية منبوذة من الناس ، وبالتالي محكوم عليها بالرحيل سلماً أو حرباً أو بإحلال قوة بديلة كحل وسط .

تفعيل المنطقة العسكرية الأولى وضع "حالة الحرب" له دلالات عدة مختلفة، فالميليشيات الاخوانية معززة بشقيقتها الحوثية تريد أن تبعث للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية ومجلس القيادة الرئاسي أنها باقية ولو "بسفك الدماء" خصوصًا بعد تزايد الحديث عن ضوء أخضر لانهاء تواجدها ولكن ما غفلت عنه الميليشيات اليمنية في الوادي، أن أبناء حضرموت والجنوب فور حصولهم على ضوء من الرئيس الزُبيدي فانهم سيمسحون المنطقة العسكرية الأولى الحوثية من خارطة المناطق العسكرية في اليمن.

*- تقارب حوثي- اخواني :*

من مصلحة "الجنوب العربي" ‏الخلاص النهائي من مشروع الحوثي التوسعي الهيمني ما يعني انتهاء مصالح حزب التجمع اليمني للإصلاح - الذراع الرئيسي لتنظيم الاخوان المسلمين - الذي ظل وتحت - يافطة الوحدة اليمنية - يمتص ثروات الجنوب العربي لمدة ثلاث عقود ونيف.

وفي نقطة ما من تسارع الأحداث وإصطدام المشاريع، ونتيجة لكل ما سبق سيحدث تقاربًا حوثياً إخوانياً - أو هو يحدث الآن-، وقوة ثالثة مواربة تحلم بإستعادة سلطة الإستبداد ، وإن لم تفصح عن نفسها بعد. في مقابل هذا الفرز يجب خلق إصطفاف بين مختلف مكونات الجنوب القوي القادر ، -وهو ما يسعى له المجلس الانتقالي الجنوبي فعليًا-.

التقارب الاخواني - الحوثي عبر ميليشيا المنطقة العسكرية الأولى يجعل اليمنيون يستمرون في خطيئة التاريخ التسعيني وتحديدًا 22 مايو ، بحيث أن قوات المنطقة العسكرية- وهي قوات شمالية- تعيد التاريخ نفسه فتحاول قوى الشمال جعل نفسها ممراً آمناً للحشد ومحاولة غزو الجنوب مرةً ثانية ولكن من لم يستوعب الدرس في "2015" فعليه انتظار الخسارة الساحقة على يد رجال جنوبيون صدقوا ماعاهدوا الله عليه.

*- الورقة الأخيرة :*

تحركات المنطقة العسكرية الأولى تشير بما لا يستدعي الشك أن نهايتها باتت قاب قوسين أو أدنى ، ومن عاش الوضع السياسي العسكري في اليمن سيفهم ذلك.

الرئاسي اليمني الذي تحول نائبين منه الى نواب لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "نائب الرئاسي" الرئيس عيدروس الزُبيدي، أعطى الضوء الأخضر بدحر المنطقة العسكرية الأولى، وعقد الدورة السادسة في المكلا وما تلاها من تحركات جادة لتوحيد حضرموت كلها دلالات تشير الى أن "بداية النهاية" للميليشيات الشمالية في وادي حضرموت قد حانت.

تهدف ميليشيا الحوثي الى دعم المنطقة الاولى بكل الخبرات الحوثية، وذلك لأن اي زعزعة أمنية جنوبًا تخدم الحوثي شمالًا الذي يحاول جاهدًا لزرع عناصر له في شرق اليمن (جنوبًا) فأذرع الحوثي في حضرموت والمهرة متشعبة عبر قوات عسكرية ميليشياوية بعد أن خسر الجنوب كاملًا في عام 2015 وهاهو اليوم نرى ملامح عودة وادي حضرموت الى الحضن الجنوبي ثم سيليها عودة المهرة، ولإفشال أي مد حوثي وأي تقارب عدواني - سواءًا أكان مع الاخوان أم القاعدة- يجب التفكير بمقاربة مختلفة ومزيدًا من الضربات الموجعة فمصلحة الجنوب وتحرير أراضيه هي "#مصلحة_عليا".

*- شرعية "جنوبية" وجاهزية عسكرية:*

عسكريًا فالمجلس الانتقالي الجنوبي وحد حضرموت وقبائلها وقواتها العسكرية ولديه نخبة حضرمية وقوات عمالقة أرعبت ودك معاقل ارهابيي صنعاء لذلك فان أي معركة بوادي حضرموت محسومة تمامًا لصالحه فصاحب الأرض "يعرف شعابها" وعلى الغازي تدور دوائر الهزائم.

سياسيًا وكما قال الكاتب عبدالله ابن الوزير العولقي " لن يحتاج الانتقالي لدعم المجتمع الدولي، الذي يتمسك برفض مبدأ الانفصال للحفاظ على سيادة ووحدة الدول، كما حدث في حالات كثير طالبت بفكرة الانفصال بطريقة او أخرى. ويعتمد ‎#الانتقالي لتثبيت مشروعه عبر استراتيجية القضم والتسلل الهيكلي للشرعية المعترف بها دوليا وبذلك قد يتمكن من تحقيق أهدافه حتى نسبيًا ،بدون حاجة اعتراف المجتمع الدولي ، ولا حتى باعلان بيان رقم واحد، مبدئيًا".

بالنظر للحالة اليمنية، نجد أن الحوثيين في الشمال هم القوة الحاكمة التي انقلبت على الثوابت الدستورية والوحدة الوطنية التي بنيت عليها الدولة القائمة (الجمهورية اليمنية) بنظامها وحدودها في ظل تخاذل النخب هناك والتماهي مع مشروعه. بالمقابل، يسعى الانتقالي للسيطرة على غالبية الأرض في الجنوب وتمثيلها. يمكننا رؤية كيف أن القضم يلعب دورًا رئيسيًا في هذا السيناريو بداية باتفاق الرياض الى نقل السلطة وانضمام عضويي المجلس الرئاسي للانتقالي مؤخرًا.

يتجاوز العقبات والصدامات المحتملة التي قد تنسف مشروعيته ويستغل الفراغ السياسي والموارد المتاحة في الجنوب بطريقة ذكية ومنهجية لتثبيت مشروعه . يستند بإرادة جماهيرية وقوة عسكرية وفرقاء مشتتين. بالإضافة، للتصدي لحوثنة وزيدنة الجنوب والمشروع التوسعي للحوثي المدعوم ايرانيا،‏ و كشريك فاعل لمكافحة الارهاب والحفاظ على الامن والسلم الدوليين.

بهذه الدوافع يستطيع توظيفها لتحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه وتسويق قضيته داخليا وخارجيًا وباختصار، فالانتقالي يخدمه الوضع ويستغله بشكل ذكي ، ويحيد اي أطراف خارجية وداخلية من الانصدام معه، ولا ينتظر لمشروعية قانونية خارجية تمنحه الضوء الاخضر للاستمرار بنشاطاته وتحركاته، ويحقق أهدافه بطرق مبتكرة غير تقليدية .