fbpx
الحرية لفيصل رجب وجميع الأسرى والمختطفين
شارك الخبر

 

كتب – د. عيدروس نصر النقيب.

 

إنه ذلك الفارس الأبيني الأصيل، ابن المدرسة العسكرية الجنوبية المتميزة.
عند ما التحق العميد الأسير فيصل رجب بالكلية العسكرية في صلاح الدين بعدن ليتخرج منها بعد سنتين برتبة ملازم ثاني، لم يكن يحلم بفلَّةٍ فخمة ورصيدٍ بنكي؟ٍ كبير واسهمَ ضخمةٍ في شركات التجارة والاستثمار، ولا حتى بان يغدو قائداً عسكرياً برتبةٍ رفيغةٍ ومخصصاتٍ وعلاواتٍ ماليةٍ لا حصر لها، لأنه لم يتعلم ذلك في الكلية العسكرية.
في الكلية العسكرية علموهم أن افتداء الوطن بالروح والدم هو الشرف العسكري الاكبر.
علموهم أن العسكرية هي الانتماء والفداء ونكران الذات من أجل الشعب والوطن.
علموهم أن العسكرية هي شرف وعزة وكرامة والتصاق دائم بهموم ومعاناة الشعب، والدفاع عن مصالح الكادحين ومقاومة الظلم واستغلال الإنسان لاخيه الإنسان،
علموهم أن الشرف العسكري يتعارض مع سلوك التعالي والتكبر والغرور والعنجهية والفوضى والعجرفة والعنصرية والفساد والإفساد.
ولم يعلموهم كيف ينهبون المخصصات ويبيعون تغذية الجنود والضباط، ولا كيف يتعالون على الأصغر منهم وينصاعون للاكبر ولو كان جاهلا، ولم يقولوا لهم انصاعوا للشيخ ونفذوا اوامره ولو كان عاصيا، كما لم يلقنوهم كيف يحتجزون البريئ لأنه ليس شيخا ويبرؤون المجرم لأنه شيخٌ أو ابن شيخ.
كان العميد الأسير فيصل والآلاف من القادة العسكريين الجنوبيين يؤمنون بهذه المبادئ حد التقديس.
تلك هي القيم والأخلاقيات التي تشربها جيل فيصل وكل الأجيال العسكرية الجنوبية، وكانت هي السبب في قيام جيشٍ مهنيٍ محترفٍ وفيٍّ للوطن، مطهرٍ من عيوب الفساد التحلل والانحطاط القيمي والأخلاقي، يتماسك كتماسك حجارة البنيان لا تتباعد ولا تنفصل عن بعضها ابداٍ.
اليوم فيصل رجب يدفع ضريبة هذا الإيمان وهذا الموقف وذلك الصمود.
واليوم ينتظر أبناء أبين وكل أبناء الجنوب سرعة الإفراج عن هذا البطل الجنوبي على أحر من الجمر، وسيعود إلى بيته وأهله وذويه ورفاقه ومحبيه، وقد كان المفترض أن يفرج عنه منذ أسبوعين، مع زميليه اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي وبقية المفرج عنهم، لكن سياسة الابتزاز التي تمارسها جماعة الحوثي هي من تسبب في تأخير الإفراج عنه، رغم وجود اسمه ضمن قائمة المفرج عنهم من اسبوعين.
إن أسوأ ما في قضية الأسر والأسرى أن تستغل للتسويق والمزايدات السياسية من قبل بعض المرضى النفسيين لا لشيء إلا لغرض المماحكة وحب الظهور وكسب ود المجرمين وتسويقهم كسرب من طيور الجنة.
لن يفرج عن أي أسير أو مختطف لا بالواسطة القبلية ولا بالتودد والنفاق للجماعة العنصرية السلالية، بل بقوة الاتفاقات والمواثيق والقوانين ومنطق الاحقية والمشروعية، فالحرية هي الحق الوحيد الذي لا يقبل المساومة والمجاملة، ولو كانت الجماعة العنصرية كريمة كما يقول بعض المتنطعين، لأظهرت كرمها في اليوم الأول ولما احتجزت واختطفت واغتصبت وغيبت واخفت وقلتل الآلاف من أبناء وبنات الجنوب والشمال على السواء.
الحرية لفيصل رجب وجميع الأسرى والمختطفين.
(وقلْ جاءً الحقُّ وزهقَ الباطلُ إنًّ الباطلً كان زهوقاً)
صدق الله العلي العظيم.

أخبار ذات صله