صحيفة بريطانية: التقارب السعودي الإيراني أعاد الآمال بإنهاء حرب اليمن

> لندن "الأيام" القدس العربي:

>
​صحيفة بريطانية: الكثير يمكن كسبه لو حسّنت السعودية وإيران من علاقاتهما
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا حول التطورات المتسارعة في العلاقات السعودية - الإيرانية، والآمال التي قد تنهي الحروب بالوكالة بينهما في اليمن وسوريا.

وفي تقرير أعده كامبل ماكديمارد، قال فيه إن الاتفاق المفاجئ بين البلدين، ووضع حد للتنافس المتفجر، أعاد الآمال بإنهاء النزاعات من اليمن وسوريا إلى العراق ولبنان.

 وشهدت المنطقة سلسلة من النشاطات الدبلوماسية في الأسبوع الماضي، وأعقبت التقارب الذي دعمته بكين، بشكل يعد بإعادة تشكيل نظام المنطقة مع أن الخبراء يحذرون بأن حسن النوايا بين إيران والسعودية لن بطول.

فقد كان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أول مسؤول بارز يزور السعودية منذ بداية الحرب الأهلية، في وقت تناقش الدول العربية تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد. وغادر وفد سعودي اليمن معلنا عن تقدم في المحادثات مع المتمردين الحوثيين لإنهاء الحرب الأهلية هناك، كما تم إنجاز صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين.

وتعلق الصحيفة أن هناك الكثير مما يمكن كسبه لو حسّنت السعودية وإيران من علاقاتهما، مثل الأخذ على يد الميليشيات الشيعية في العراق، إلى إجبار القادة اللبنانيين المتخاصمين على اختيار رئيس للبلاد.

ونقلت الصحيفة عن المختص بشؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر لدراسات الشرق الأوسط في جامعة رايس، كريستيان أورليشتسن، قوله إن “سرعة الزيارات المتبادلة التي أعقبت البيان الثلاثي السعودي- الإيراني- الصيني في 10 مارس، تشير إلى أن التقارب أكثر من اتفاق سطحي، بل يمضي في الحقيقة سريعا أكثر مما توقع الكثيرون”.

ومع ذلك، هناك الكثير من المراقبين الذين يشكون في استمرار حسن النوايا. وبحسب تشارلس ليستر، من معهد الشرق الأوسط، قال: “لا أحد ينكر في مجال ونطاق خفض التوتر الذين يحصل في المنطقة، ولكن هناك الكثير من المظاهر الجارية أكثر من الجوهر عند هذه النقطة”. وفي العقد الماضي، ومنذ أن حدثت ثورات الربيع العربي التي شوشت النظام القديم، فقد تنافست إيران والسعودية للتأثير ودعم الجماعات المتحاربة في كل المنطقة خاصة اليمن.

فبعد سيطرة الجماعة الحوثية على العاصمة صنعاء في 2014، قرر ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي كان وزير الدفاع في حينه، شن حرب ضدهم، وشكّل تحالفا مع الإمارات العربية المتحدة. وكانت السنوات الثماني اللاحقة بمثابة كارثة انتشرت آثارها عبر الحدود إلى الأراضي السعودية التي تعرضت للصواريخ والمسيرات التي أطلقها الحوثيون على المراكز المدنية والمنشآت النفطية.

ويبدو ولي العهد الآن مهتما أكثر بتطبيق رؤية 2030، وتحضير السعودية لعصر ما بعد النفط، أكثر من الحرب أو السياسة الخارجية الحاسمة، وهو نفس الموقف الإماراتي، حيث كانت أبو ظبي متحمسة في السابق للحروب.

وتوصل المسؤولون في الخليج إلى أنه من الصعب هزيمة الجماعة الوكيلة لإيران “فهم جيدون في الحرب”.

من ناحيتها، تريد إيران الدخول في تقارب، لشعورها أن موقفها قوي في المفاوضات. وقال ليستر إن “إيران قد استنتجت أن النهج في الـ15 عاما الماضية كان كافيا لتحقيق النصر، ولم تعد هناك حاجة لأن يكون في مقدمة ومركز سياستها الإقليمية، لأنها حققت ما تريده، وهو التأثير الجوهري والنفوذ في العراق، سوريا، فلسطين واليمن”.

ورغم كل هذا، إلا أنه لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للنزاع في المنطقة. فلا تزال هناك خلافات عالقة بين دول الخليج وإيران، بما فيها البرنامج النووي الإيراني، والتزامها بتصدير الثورة الإسلامية، بشكل قد يعيد التوترات بسهولة.

وقال ليستر: “لم يأت الإيرانيون لهذا من موقع ضعف، بل جاءوا بمفهوم عميق للنصر، ويرون ضعفا في الموقف السعودي والإماراتي”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى