​غزة شرارة مواجهة كبرى.. هل تدخل دول الحرب ضد إسرائيل؟

> «الأيام» المصري اليوم:

> وصل التعاون العسكري والاستخباراتي إلى أعلى مستوى بين طهران وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينتين، إذ تدعم الأولى عدة فصائل بالمال والسلاح والتدريب منذ سنوات طويلة، سواء بشكل مباشر عن طريق فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أو عن طريق حزب الله اللبناني، ما أدى لزيادة نفوذها في فلسطين سواء في غزة أو الضفة الغربية.

وبحسب خبراء، هناك غرفة عمليات مشتركة بين تلك الأطراف منذ فترة، ويبدو أنها تلعب دورًا كبيرًا في الحرب الحالية.
  • تدخل إيران وسوريا
وقال د. حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية والسياسية، إن استمرار إسرائيل في تنفيذ اعتداءات وقصف متكرر على قطاع غزة، وحصار المدنيين وقطع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والطاقة، قد يؤدي إلى تصاعد الوضع.

وأضاف فارس أن دائرة الصراع قد تتسع لتشمل مناطق أخرى، ما قد يجبر أطرافًا أخرى للتدخل في المسألة. وتابع: «يمكن أن يكون لدخول حزب الله في لبنان على الساحة وإطلاق الصواريخ تأثير كبير على الوضع، ومن الممكن أيضًا أن يتدخل إيران وسوريا في النزاع، وهذا قد يؤثر بشكل سلبي على الاستقرار العام في المنطقة».
  • صراع إقليمي دولي
وتابع: «من المتوقع أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حال تدخلت إيران، خاصةً بعد إرسال حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، هذا قد يؤدي إلى تحول المنطقة إلى صراع إقليمي دولي، ما ينعكس سلبًا على انتشار الجماعات المسلحة وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة، المشهد الذي يستدعي توضيح دور إيران في التدخل».

واستطرد: «يُتوقَّع أن المشهد القادم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشهد تدخلًا مباشرًا من إيران، سواء عبر العمليات العسكرية المباشرة أو من خلال حلفائها مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ودعم المقاومة في سوريا، ما قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة بشكل كبير».
  • تهديد غير مسبوق
في هذا الصدد، يقول أحمد عبدالقادر يحيى باحث أول في مركز «إنترريجونال» للتحليلات الاستراتيجية الإماراتي، إن دخول حزب الله نفسه بشكل مباشر على خط الحرب، بعد تعرض الفصائل الفلسطينية في غزة لتحدٍّ عسكري كبير نتيجة الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة، أو تعرض جنوب لبنان نفسه لضربات إسرائيلية مُوجعة، سيؤدي بالضرورة إلى اتساع رُقعة العمليات، ويزيد من احتمالية فتح جبهات أخرى ضد إسرائيل ربما من سوريا أو اليمن أو غيرهما، فيما بات يُعرف بـ «وحدة الساحات» الأمر الذي يُشكل تهديدًا غير مسبوق للاستقرار الإقليمي.
  • فرص لاتساع دائرة الحرب
وأضاف عبدالقادر: «تُشير المعطيات الحالية إلى أن فرص اتساع دائرة الحرب كبيرة، بالنظر إلى حالة التأهب الموجودة من الجميع، وتكثيف الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل غير مسبوق، وبغطاء غربي واضح، واستدعاء تل أبيب مئات الآلاف من قوات الاحتياط، ربما تمهيدًا لعملية برية إسرائيلية في غزة، بالإضافة إلى عدم تبلور مبادرات واضحة لوقف العنف والتصعيد، رغم تسارُع الاتصالات والتحركات الإقليمية خلال الساعات الماضية».

ورأى أن التصعيد الحالي يضمن استمرار نفوذ طهران على الفصائل الفلسطينية، وتعزيز الصورة الذهنية لطهران كداعم للقضية الفلسطينية، وهي كلها مكاسب يُمكن أن تدعم أوراق طهران في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي وملفات المنطقة المختلفة، معتبرًا أن تواصُل الحرب الحالية يضمن لطهران استمرار إضعاف تل أبيب وانشغالها بالداخل عن القيام بأدوار خارجية أكثر فعالية ضد المصالح الإيرانية المختلفة في المنطقة، الأمر الذي يُمكن أن يمنح طهران هامش حركة أكبر لتعزيز دورها ودعم حلفائها في المنطقة.
  • عرقلة التطبيع
وتابع: «طهران تحقق الكثير من المكاسب من خلال التصعيد الحالي وتتمثل بشكل أساسي في عرقلة جهود التطبيع بين الرياض وواشنطن، فعلى الرغم من التقارب بين طهران والرياض خلال الشهور الأخيرة، لكن من المتصور أن يكون لأي اتفاق بين السعودية وإسرائيل انعكاسات جيوسياسية سلبية على طهران في المنطقة، وكذلك على الفصائل الفلسطينية التي ربما تخشى أن يتقلص دورها لصالح السلطة حال إبرام أي اتفاق للتطبيع».
  • توسُّع رقعة الحرب
واستكمل: «على الرغم من التنسيق المتزايد والمصالح المشتركة بين إيران والفصائل الفلسطينية، فإنه من المستبعد أن يكون لإيران مصلحة في توسُع رقعة الحرب الحالية إلى ساحات أخرى، وانضمام أطراف أخرى لها لاسيما حزب الله اللبناني، الأمر الذي قد يستنزف طهران، التي تُعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية كثيرة في الداخل، وهو ما تجلى في الاضطرابات الواسعة التي أعقبت مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، قبل أن يتمكن النظام من احتوائها».

ويُعزز من الفرضية السابقة إشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الحرب الحالية ضد حماس ستُغير شكل الشرق الأوسط، وتصريح الناطق باسم كتائب القسام «أبوعبيدة» مساء الإثنين، 9 أكتوبر، أن معادلة الحرب الإقليمية دفاعًا عن الأقصى لن تكون شعارًا، بل نارًا تحرق إسرائيل، وهو التهديد الذي دأبت طهران والجماعات الموالية لها في المنطقة على إطلاقه خلال السنوات الماضية، ويعني فتح جبهات مُتعددة ضد إسرائيل في وقت واحد، وهو السيناريو الذي تزداد فرص تحوله لواقع حاليًا بشكل لم يحدث من قبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى