الكرة اليمنية.. اكبر حفلة تكاذب في العالم!

Thursday 05 October 2023 7:16 pm
----------

حكاية القراءة للمشهد الكروي في اليمن باختصار هي أن تكذب عليَّ في هجمة مباغتة زاعمًا بأنك خليفة “كرستيانو رونالدو” فأقوم بهجمة مرتدة كاذبة، مدّعيًا أنني نسخة من “ليو ميسي”، ثم نتفق، ليس اتفاق “جنتل مان”، وإنما اتفاق “كذَّاب مان” نتبادل الإفك.

ومن أجل مصالحنا الخاصة تتحرك سفينة الكذب وتمخر العباب إلى مدينة الكذب الواطي..!

* والمشكلة أن شهود الزور يهتفون لي ولك طمعًا في فتات أجور كذابي الزفة من إعلاميي “اسمي موجوووود.. خلاص.. أنت بابه وأنت مامه، وأنت أنور وجدي”.

* وفي واحدة من تفاصيل ما بعد العناوين العامة في بلاد “حكمة فيه إيمان ما فيه”، أو كما قال الهندي الذي سرقوا صندله في مسجد.. تشهد الكرة اليمنية أكبر مسلسل تكاذب رياضي في العالم.

نجوم مسلسل التكاذب هنا أطراف كثيرون.. اتحاد كرة القدم، وممثلو أندية، وإعلاميون، وحتى وزارتا الشباب والرياضة، فيما تأخذ اللجنة الأولمبية خط الحياد على الطريقة السويسرية.

* الجميع يمثِّل على الشارع الرياضي اليمني، وهذا الشارع في حالة انعدام الوزن، يتقلب على سرير من المسامير، يتوجع، ولكن على طريقة إحدى الطوائف الهندية.

* ودعونا من عاهة فشل المنتخبات الوطنية بالجملة والتجزئة وغياب منتخبات الناشئين والشباب الأولمبي والمنتخب الأول آسيويًّا ضمن أسوأ ما في قارة آسيا من منتخبات.. وتعالوا فقط نقرأ شيئًا يسيرًا من تفاصيل مساعي إخراج المواسم الكروية للأندية اليمنية من ثلاجة حفظ الدجاج الميت، فما الذي حدث ولا يزال يحدث..؟

* اتحاد كرة القدم يضحك على الأندية بصورة متكررة بأن هناك دوريًّا يمنيًّا قادمًا سيلغي كل هموم وإحباطات الأمس.. وفي العادة يترتب على الدوري المرحَّل من زمن إلى آخر استنفار الأندية الفقيرة للتعاقد مع لاعبين وأجهزة فنية من خزائن مفلسة تتنفس بطلوع الروح، وتتسول حتى من تراب الأرض، طمعًا في إثبات أنه ما يزال للأندية أسماء وقمصان، وما تيسَّر من الشهيق والزفير المدعوم من غبار الأرض.

* أندية تدفع للاعبين ومدربين بعقود متعثرة، واتحاد كرة قدم يكذب ويضرب مواعيد كرة الكذب من تاريخ إلى تاريخ، ومن تأجيل إلى تأجيل، فضلاً عن افتعال الأزمات.

وقد أوصل هذا العوار الاتحادي الفاسد بنادي الصقر في تعز لأن يحل فريق كرة القدم، ويسرّح لاعبيه، ولسان حاله:

هاجروا إلى أندية أخرى.. الله يفتح عليكم.. تعبنا كذب.. هرمنا مواعيد.. ضاق من احتقار اتحاد كرة القدم للأندية.. استمرارنا كمسمار في ماكينة فشل معطوبة لا يليق بنا ولا برئيس نادي ينتمي إلى شركات عائلية ذات منهجية في الإدارة لا تستطيع التعايش مع اتحاد لعب العيال، أو كما هي الرسالة التي أراد شوقي هايل ورياض الحروي إيصالها للناس.

* وهذه الأيام نشهد حراكًا تكاذبيًّا بائسًا، لسان حاله: إحنا متفقين ومش متفقين، لأن شروط أندية صنعاء ستثير حساسية أكبر عند أندية عدن.. وهكذا سيبقى الخرق أكبر من الراقع..!

* أندية صنعاء المدعومة من الوزير محمد المؤيدي قالت حتى آخر ركوب الحافلات:

نعم للدوري بشروط رفع العقوبة عن أمين جمعان، تسليم مستحقات الأندية المفقودة لدى اتحاد كرة القدم المهاجر، وإلغاء هبوط أندية الدرجة الثانية.

وأندية عدن المنسحبة من زماااان ترقب المشهد وتنتظر اكتمال دائرة ازدواج المعايير.

ونادي الصقر ومعه نادي الطليعة من تعز، المنسحبان من الدوري يسألان: ما الذي يحدث.. هل يبيع جمعان قضية شوقي ومعهما الصقر والطليعة..؟، وهل من اتفاق في الخفاء بين الثنائي أمين جمعان وشوقي هايل..؟

* ومن مسافات متضاربة ينقسم الإعلاميون.. طرف يؤيدون وجود دوري على أي حال حتى تتحرك أمور عناصر كرة القدم (اللاعب، والمدرب، والإعلامي، والحكَم)، وبقية طالبي الله من أعضاء الجمعية العمومية الحانبين داخل الجيب الداخلي للعيسي.. وطرف يصرخ قائلاً: المنظومة الكروية لاتحاد العيسي منظومة فاسدة، مترهلة، نخرها الدود، وخيّمت عليها فكرة “قطقطة” الدعم الدولي الكبير بالدولار، وليس من حل غير رحيل اتحاد 18 سنة تعذيب، وإنه لا أهمية للدوري في وجود اتحاد بهذه الصورة العابثة، الرثة..

وبمعنى آخر ليذهب دوري السندويتش الضاحك على الذقون إلى الجحيم.

فيما السؤال المعلَّق: هل يقام الدوري اليمني المتعسر بولادة قيصرية في أجواء صحية بلا ارتدادات وآثار مؤسفة..؟

* سواء أُقيم دوري الغفلة بغياب أندية مهمة من صنعاء وعدن وتعز وغيرها، ستبقى الكرة اليمنية عند ذات الفشل، ونفس منحدر إخفاق المنتخبات بمسمياتها الثلاثة (ناشئين،

أولمبي، الأول)، وسيكون بطل الدوري المنتظر على شبه بذلك الذي اختبر في قاعة الامتحان بمفرده، ومع ذلك جاء في المركز الثاني..!

مقالي في صحيفة اليمني الأميركي