الرئيسية > محليات > مليشيا الحوثي تعترف بأمر خطير.. بالتزامن مع اكتشاف جثامين 16 مختطفا بهذه المحافظة

مليشيا الحوثي تعترف بأمر خطير.. بالتزامن مع اكتشاف جثامين 16 مختطفا بهذه المحافظة

" class="main-news-image img

 

 

اعترفت ميليشيا الحوثي بتصفية 17 أسيراً من أهالي مديرية حرف سفيان، شمالي محافظة عمران، شمال اليمن، بينهم أحد مشايخ المنطقة، وإخفاء مصيرهم عن ذويهم، وذلك منذ اختطفتهم إبان الحرب السادسة التي خاضتها الجماعة ضد الدولة في مناطق بأطراف محافظتي صعدة وعمران، في العام 2010.

وعثر أواخر شهر يونيو الفائت على رفات 16 من المخفيين قسرياً لدى ميليشيا الحوثي داخل كهف مغلق بمنطقة جبلية وعرة في أطراف المديرية، وذلك بعد ثلاثة عشر عاماً من جهود مضنية بذلها الأهالي لمعرفة مصير ذويهم.

وقالت مصادر محلية إن هذه الجثث هي لـ16 شخصاً من المختطفين الـ17 من أبناء المديرية، والذين اختطفتهم مليشيا الحوثي خلال الحرب في العام نفسه وأخفتهم منذ ذلك الحين ولم تكشف أي تفاصيل عنهم، سوى شيخ قبلي يدعى الشيخ محسن معقل أمين عام المجلس المحلي، والذي اعترفت بقتله واستخرجت جثته من أحد وديان المنطقة وسلمتها في ديسمبر من العام 2016م.

وشهدت مديرية حرف سفيان منتصف العام 2010 معارك بين الجيش مسنوداً بمسلحي القبائل من جهة وبين ميليشيا الحوثي التي كانت تتمدد خارج صعدة في محاولة للسيطرة على المديرية، في آخر الحروب الست التي خاضتها الميليشيا ضد الدولة بين 2004 – 2010.

وقالت المصادر إنه عثر على الجثث الستة عشر في كهف موصد بابه بالحجارة والطين، وإن معظم الجثث كانت مربوطة اليدين إلى الظهر قبل إعدامها.

وقالت المصادر إن القيادي الرفيع في ميليشيا الحوثي يوسف المداني زار المنطقة، واعترف أن جماعته خطفت هؤلاء وأعدمتهم، مبرراً ذلك بأنهم (جماعته) "كانوا موجوعين فلم يفرقوا بين أسير من غيره".

وقال المداني إن الـ17 شخصاً اختطفوا وهم في طريقهم إلى حيث يقاتلون مع "البشمركة و(صغير) بن عزيز في (منطقة) العمشية، ضدنا"، والبشمركة هو الاسم الذي كانت تطلقه الميليشيا على القبائل المساندة للقوات الحكومية في حروبها الأولى، فيما قالت مصادر مقربة من الضحايا إن العديد منهم اختطفوا من منازلهم ومزارعهم خلال هدنة أوقف بموجبها القتال.

وقال المداني وفق المصادر المحلية إن المختطفين الـ17 أعدموا في منطقة "وادي مذاب"، بعد عام على اعتقالهم. مضيفا في حديثه مع أهالي الضحايا أن "أي واحد كان يقف ضدنا كنا ننكل به، ولو لم نفعل ذلك لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".

من جانبها نقلت مصادر مقربة من الميليشيا لـ"المصدر أونلاين" إنهم سمعوا باختفاء 17 شخصاً "من البشمركة كانوا يقاتلوا مع بن عزيز، لكن أخبارهم اختفت "جثثهم لم تظهر حينها ولم يكونوا أحياء بين الأسرى، واصحابنا (الميليشيا) لم يظهروا شيئا عنهم، فلم يقولوا قتلناهم ولا أسرناهم، فأصبحوا في قائمة المفقودين".

وقالت مصادر من أهالي الضحايا إنهم ظلوا في عملية بحث طوال السنوات اللاحقة إلا أن الميليشيا "ظلت تماطل وتخفي المختطفين قسرا ولم تكشف عن مصيرهم".

وأخيرا، نفذ الأهالي ووجهاء وأعيان من مديرية حرف سفيان وأهل المفقودين، اعتصاماً في مدينة صعدة للمطالبة بالإفصاح عن مصير أقاربهم المفقودين منذ 13 عاماً، وذلك عقب إطلاق الميليشيا قيادات كبار من المختطفين لديها المؤيدين للحكومة الشرعية في إطار صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة في شهر مايو الماضي.

ونقلت منصة "صعدة اليوم" عن مقربين من الضحايا ان المليشيات الحوثية كلفت محمد علي الحوثي بالنزول لرفع الاعتصام، فنزل ووعد المعتصمين "بمقابلة السيد خلال أسبوع"، وبعد أسبوع كانوا على موعد مع يوسف المداني، المكنى "أبو حسين"، ولما دخلوا عليه وجدوا عنده محمد عبدالكريم الغماري، رئيس أركان قوات الحوثيين، ونائبه علي حمود الموشكي.

وقال المداني لأهالي الضحايا إن الميليشيا ستعوضهم بمبلغ خمسة مليون ريال عن كل مقتول وبندقية روسية نوع أي كي AK، مشترطاً عليهم التوقيع على تنازل قبل استلام التعويضات.

ووفقا للمصادر فإن الجثث الستة عشر التي عثر عليها أخيرا تعود للمختطفين التالية أسماؤهم:

الشيخ صالح بن ناصر خموسي، صالح محسن صالح جميلة، هادي صالح جميلة، حميد علي دجران، أمين صالح غائب دجران، قايد صالح دجران، بكيل هادي علي لكي، هادي أحمد حمود الموج، حميد هادي شيبان، عبدالله هادي شيبان، صالح عبدالله شيبان، محمد هادي شيبان، باقي بن باقي ضاوي، قايد قادر علي منجد، يحيى هادي مهفل، غيلان صالح غيلان.

وتعد الإعدامات والمقابر الجماعية جرائم حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم حسب تصنيف القانون الدولي الإنساني.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي