الرئيسية > محليات > مع فشل إقرار قواعد الهجرة.. قمة الاتحاد الأوروبي توافق لدعم أوكرانيا

مع فشل إقرار قواعد الهجرة.. قمة الاتحاد الأوروبي توافق لدعم أوكرانيا

" class="main-news-image img

 

أيّد قادة الاتحاد الأوروبي، الجمعة، خلال اليوم الثاني من قمة لقادة التكتل، فكرة تقديم "التزامات أمنية" لمساعدة أوكرانيا على حماية نفسها بشكل أفضل مستقبلاً، فيما رفضت بولندا، بدعم من المجر، التعديلات التي طرحها الاتحاد على قواعد الهجرة، ما أدى إلى عرقلتها.

 

وأبرمت دول التكتل، مطلع يونيو الجاري، اتفاقاً بشأن مراجعة تعطّلت طويلاً لقواعد اللجوء التي يتبعها، لكن بولندا والمجر أبدتا معارضة شديدة لها، إذ يهدف لتقاسم استضافة طالبي اللجوء بين بلدان الاتحاد، حيث يفرض على الدول التي ترفض استضافتهم دفع أموال لتلك التي تستقبلهم.

 

وهُزمت بولندا والمجر في التصويت على الخطط، لكن زعيمي البلدين رفضا دعم أي بيان ختامي بشأن الهجرة خلال القمة التي بدأت الخميس.

 

وتطالب بولندا قادة الاتحاد الأوروبي بإضافة فقرة تنص على وجوب اعتماد "الإجماع" في اتّخاذ أي قرارات بشأن هذا النوع من القضايا الحساسة، كما تسعى إلى نص يفيد بأن سياسة الهجرة "يجب أن تكون مبنية على الحق السيادي للدول الأعضاء".

 

وطالبت الدولتان بأن تتضمن أي استنتاجات بنداً ينص على أن تحظى قواعد اللجوء بدعم كافة دول الاتحاد الأوروبي، ورفض باقي قادة الاتحاد هذا الطلب.

 

وبعدما فشلوا في التوصل إلى اتفاق في اليوم الأول للقمة التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى من الجمعة، قرر القادة بحث المسألة مجدداً في اليوم الثاني والأخير للاجتماع.

 

إقناع بولندا

 

وقال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دو كرو: "نأمل أن يكون الليل قد أتاح لهم التفكير في المسألة على نحو جيد".

 

بدوره، قال رئيس وزراء هولندا مارك روته الصحافيين: "نحن على علم بانزعاج البولنديين والمجريين. إنه أمر مباح"، لكنه شدد على أن "هذا الاتفاق ما زال قائماً".

 

أما بلازس أوربان، المقرّب من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، رغم عدم وجود قرابة عائلية بينهما، فقال على "تويتر": "تدور معركة هائلة في المجلس الأوروبي بشأن اتفاق الهجرة. تضغط بروكسل من أجل نص داعم للهجرة، بينما يحارب ويقاوم الثنائي البولندي المجري".

 

وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن إقناع بولندا سيكون أصعب من المجر، إذ قال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته: "يمكن للمجر أن تترك الأمر يمر. ما تقوم به استعراضي نوعاً ما، لكن فهم البولنديين أصعب".

 

ويسعى الشعبويون الممسكون بزمام السلطة في بولندا لتنظيم استفتاء وطني على مسألة استقبال اللاجئين، إذ تستضف بولندا حالياً أكثر من مليون لاجئ أوكراني فروا من بلادهم بعد الغزو الروسي.

 

لكن لطالما عارضت وارسو أي إعادة نقل للمهاجرين القادمين عادة من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، الذين وصلوا إلى اليونان أو إيطاليا.

 

"التزامات أمنية"

 

وبعيداً عن الخلاف بشأن الهجرة، أيّد قادة الاتحاد الأوروبي خلال القمة فكرة تقديم "التزامات أمنية" لمساعدة أوكرانيا على حماية نفسها بشكل أفضل مستقبلاً.

 

وجاء في استنتاجات تم التوصل إليها، الجمعة، أن "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على استعداد للمساهمة، مع الشركاء، في التزامات أمنية مستقبلية لأوكرانيا من شأنها أن تساعدها على الدفاع عن نفسها على المدى الطويل".

 

وضغط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لطالما دعا أوروبا للعب دور أقوى فيما يتعلق بالدفاع، من أجل مناقشة تقديم الالتزامات ضمن التكتل، لكن دولاً أخرى في الاتحاد أشارت إلى عدم وضوح ما يمكن للتكتل تقديمه أكثر مما تفعل، علماً بأنه يقدّم في الأساس التدريب العسكري والسلاح لأوكرانيا.

 

ويأتي البيان في وقت تتفاوض الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على تعهدات ثنائية لتزويد أوكرانيا بالمعدات والتدريب والدعم قبيل قمة مقررة لقادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في غضون أسبوعين في ليتوانيا.

 

وتطالب أوكرانيا بأن تبعث قمة "الناتو" المقبلة رسالة واضحة مفادها بأنها "ستصبح تحت مظلة الحلف الحامية فور انتهاء الغزو الروسي"، لكن يستبعد بأن يقدّم الحلف تفاصيلاً ملموسة أكثر بشأن منحها لعضوية تتجاوز تعهّد العام 2008 بأنها ستنضم إلى صفوفه يوماً ما.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي