الرئيسية > عربية ودولية > صعود اليمين الشعبوي في ألمانيا.. هل تتحول أوروبا إلى اليمين المتطرف؟

صعود اليمين الشعبوي في ألمانيا.. هل تتحول أوروبا إلى اليمين المتطرف؟

" class="main-news-image img

 

فاز حزب "البديل" اليميني الشعبوي في ألمانيا بأول منصب قيادي على مستوى البلديات في ولاية تورنغن شرقي البلاد. هل يعني ذلك تحول أوروبا إلى اليمين بعد نجاحات الأخير حتى في بلد مثل إسبانيا؟

 

أدت نتيجة انتخابات الأسبوع المنصرم في ولاية تورنغن بشرق ألمانيا إلى ابتهاج قادة حزب "البديل من أجل ألمانيا " (AfD) على أمل تحقيق المزيد من المكاسب في الانتخابات الإقليمية المقرر إجراؤها في عام 2024. لكن التقدم الذي أحرزه اليمين المتطرف لم يقتصر على ألمانيا فقط. فيما يلي نظرة عامة على تعزيز نفوذه في أوروبا.

 

إسبانيا

 

سقطت واحدة من آخر معاقل اليسار في أوروبا في أيار/ مايو، عندما تم توجيه ضربة قوية للتحالف اليساري الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في الانتخابات المحلية والإقليمية. ودعا سانشيز بعد ذلك إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة في 23 يوليو/ تموز. وفازت في مدريد إيزابيل دياز أيوسو، وهي شخصية سياسية بارزة في الحزب الشعبي أعيد انتخابها. ويُعرف عنها سخريتها من النسوية، وحقوق المتحولين جنسيًا، والمساواة في الحقوق وحماية الأقليات وحماية المناخ.

 

لكن الأمر الأكثر أهمية هو صعود حزب فوكس اليميني، والذي من المرجح أن يشارك في الحكم في العديد من البلديات ومناطق الحكم الذاتي. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يكون رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان من بين أول المهنئين للحزب بنتائج الانتخابات.

 

هنغاريا

 

 أوربان يقدم مخطط تحول أوروبا إلى اليمين، في نيسان/ أبريل 2022، فاز رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان برابع فترة على التوالي في الانتخابات، وجاء فوزه رغم الحملة الموحدة من قبل المعارضة التي كانت لديها آمال كبيرة في الوصول إلى الحكومة.

 

ويرأس أوربان وحزبه القومي اليميني "فيدس" ما يطلق عليه اسم "ديمقراطية غير ليبرالية" على أساس النموذج الروسي. إذ كانت كراهية الأجانب حجر الزاوية في أجندة حكومته لسنوات. وكان تبريره لرفضه الترحيب باللاجئين في عام 2015 هو أن المجريين "لا يريدون أن يصبحوا عرقًا مختلطًا"، وأن دول أوروبا الغربية متعددة الثقافات "لم تعد دولًا".

 

فرنسا

 

بعد فوز أوربان في الانتخابات عام 2022، سارعت مارين لوبان بإرسال تهنئتها إلى بودابست. وحقق حزبها التجمع الوطني اليميني الشعبوي مكاسب هائلة في الانتخابات البرلمانية عام 2022، حيث حصد 89 مقعدًا وشكل أكبر مجموعة يمينية شعبوية في أي برلمان فرنسي منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وستكون الخطوة التالية هي الفوز في الانتخابات الأوروبية لعام 2024، والتي لم تعد مستحيلة بعد 10 سنوات من زيادة دعم الناخبين لليمين المتطرف في فرنسا.

 

إيطاليا

 

شهد حزب "أخوة إيطاليا" اليميني ذو الجذور الفاشية بزعامة جيورجيا ميلوني صعودًا سريعا. وقد فازت ميلوني في الانتخابات البرلمانية الإيطالية في أيلول/ سبتمبر 2022، مما جعلها أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد. يُذكر أن ميلوني، التي بدأت حياتها المهنية في منظمة شباب فاشية جديدة، هي مدافعة عن موسوليني وتكن إعجابا له.

 

السويد

 

على النقيض من ذلك، كان أمام جيمي أكيسون، زعيم حزب الديمقراطيين السويديين الشعبويين اليميني، طريق طويل ليقطعه لتحقيق مكانة اليمين. وفي سنوات شباب، كان لا يزال يعتبر معتدلاً. واليوم يريد أن "يجعل السويد عظيمة مرة أخرى" على غرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

 

 تأسس الحزب في عام 1988 من قبل أعضاء من المشهد اليميني المتطرف ليصبح ثاني أقوى قوة سياسية في البلاد. ومنذ ذلك الحين، يضغط الديمقراطيون السويديون على حكومة يمين الوسط الحاكمة بخطابهم المناهض للهجرة وللإسلام.  وقد وصف أكيسون الإسلام السويدي بأنه "أكبر تهديد خارجي منذ الحرب العالمية الثانية".

 

فنلندا

 

وجد الشعبويون الأكثر نجاحا في الدول الاسكندنافية من يقلدهم في فنلندا المجاورة، هناك تشكل تحالف من أربعة أحزاب يضم الحزب المعروف سابقا باسم "الفنلنديون أولا"، وقد وصل إلى الحكومة في نيسان/ أبريل 2023.

 

وقد تمكن الحزبالشعبوي اليميني، الذي فازت زعيمته ريكا بورا بمنصب وزير المالية، من تأمين سبعة مناصب وزارية. وتريد بيرا إعادة فنلندا إلى "المسار الصحيح" من خلال "نقلة نوعية" في الهجرة، ما يعني تخفيض حصة بلادها من اللاجئين إلى 500 شخص.

 

سلوفاكيا

 

ومع ذلك، تبدو بورا معتدلة عند مقارنتها بماريان كوتليبا، رئيس حزب الشعب السلوفاكي الفاشي الجديد، وأحد أكثر النازيين الجدد تطرفاً في البلاد. ويثير هذا الرجل غضب الروما واليهود والمثليين جنسياً.

 

في عام 2022، حُكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة "الترويج لإيديولوجية تعرض الديمقراطية للخطر" واضطر للتخلي عن مقعده في البرلمان الوطني. لكن ذلك لم يلعب دروا كبيرا في تقويض نجاح حزبه. وبعد أن حصل على 17 مقعدًا في المجلس الوطني السلوفاكي، ما يشكل نسبة 8 في المائة في الانتخابات البرلمانية لعام 2020، يتوقع الحزب تحقيق مكاسب أكبر في انتخابات مبكرة في 30 أيلول/ سبتمبر.

 

اليونان

 

منذ أيام، فاز رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس وبسهولة بولاية ثانية وهامش قياسي مرتفع على المعارضة اليسارية. فيما حصل حزب "سبارتيانر" القومي المتطرف على 4.8 في المائة، وحصل حزب "إلينيكي ليسي" الشعبوي اليميني على 4.7 في المائة من الأصوات حتى الآن، كما من المرجح أن يدخل البرلمان حزب "نايكي" الأرثوذكسي المتطرف بتمكنه من جني 3.8 في المائة من الأصوات. وبذلك يتمكن اليمين من الفوز بأكثر من 13 بالمائة من مقاعد البرلمان اليوناني.

 

(DW عربية)


الحجر الصحفي في زمن الحوثي