الرئيسية > عربية ودولية > استيلاء الدعم السريع على مقر الاحتياطي المركزي.. هل يغير المعطيات في السودان؟

استيلاء الدعم السريع على مقر الاحتياطي المركزي.. هل يغير المعطيات في السودان؟

" class="main-news-image img

 

في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق مكسب في حربها مع الجيش، أثار إعلان قوات الدعم السريع الاستيلاء على قيادة قوات الاحتياطي المركزي جنوبي العاصمة الخرطوم، تساؤلات حول أهمية هذه القوات ومعسكرها، وما إذا كان الاستيلاء عليه سيغير المعطيات العسكرية في العاصمة السودانية.

 

ويستعر قتال عنيف في الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، منذ مساء السبت مع دخول الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعه الحادي عشر.

 

وينشر الجيش منذ أسابيع قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة لخوض عمليات ميدانية، وسبق أن استُخدمت تلك القوات لتنفيذ عمليات في عدة مناطق ولمواجهة محتجين تظاهروا ضد انقلاب عام 2021.

 

والأحد، نشرت قوات الدعم السريع لقطات لمقاتليها داخل المنشأة وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات.

 

وقال الباحث محيي الدين محمد، المقرب من الجيش، لموقع "الحرة" إن "قوات الدعم السريع دخلت بالفعل المعسكر يوم الأحد، لكن المعارك لا تزال دائرة".

 

وأضاف أن "هذا المعسكر تابع للشرطة وليست قوة عسكرية لكن هم استهدفوه باعتباره نقطة رخوة وليس مثل معسكرات الجيش أو مثل سلاح المهندسين أو المدرعات".

 

لكن لواء الشرطة المتقاعد، عابدين الطاهر، قال في تصريحات لـ"راديو سوا"، إن هذا القوات تأسست بهدف سد العمليات داخل المدن التي تحتاج احترافية وتخصصات عالية لفض الاشتباكات القبلية والتجمهرات غير المشروعة، مضيفا أنها قوات شرطة بقدرات عالية جدا من المهارات.

 

وأكد أن منسوبي تلك القوات تلقت تدريبات في عدد من الدول خاصة مصر، مضيفا أنها كانت تتواجد مع القوات المسلحة في بعض المواقع خلال المعارك الدائرة.

 

وأضاف أنه "من الطبيعي وحسب القوانين، أن تكون قوات الشرطة في مثل هذه الحالات، تابعة للقوات المسلحة بقرار يصدر من قائد القوات المسلحة وأن تصبح جزءا من العمليات العسكرية".

 

وذكرت وكالة فرانس برس، أنه قتل ما لا يقل عن 14 شخصا في معارك في محيط مقر قيادة الاحتياطي المركزي.

 

أهمية المعسكر

 

وقال الطاهر، إن هذا المعسكر ضخم جدا ومحصن وتم تجهيزه وإعداده بشكل جيد، فضلا عن أنه يحتوي على عتاد مميز.

 

وأضاف أن المعسكر يقع في جنوب العاصمة ما يشكل حماية لظهر القوات المسلحة من القوات الجنوبية

 

واعتبر أن إصرار الدعم السريع على مهاجمة هذا المعسكر هو قناعتهم بأن وجود هذا المعسكر يحد من نشاطهم ويمنع دخولهم من الجهة الجنوبية وهم يعلمون تماما قدرات هذه القوات".

 

ويشير محمد إلى أن المعسكر يقع في الطريق الرابط بين المعسكر الرئيسي لقوات الدعم السريع في طيبة، جنوبي الخرطوم ومعسكرات الجيش في وسط الخرطوم.

 

وقال محمد لموقع "الحرة"، إن "الجيش ضرب المقر الرئيسي لقوات الدعم السريع في الخرطوم في طيبة في بداية المعارك، فاستولوا على المدينة الرياضية، فقصفهم الجيش هناك، وأصبحوا بدون مقر، ولذلك هم أرادوا معسكر الاحتياطي المركزي لاتخاذه كنقطة انطلاق استراتيجية في جنوب الخرطوم".

 

وأضاف: "يبدو أن قوات الدعم السريع لديهم مشكلة في الذخائر ووجدوا أن هذا المعسكر قد يحل لهم معضلة الإمداد، لكن أعتقد أن هذا لن يمنحهم ميزة نوعية لأن المدرعات الموجودة هناك خفيفة تستخدم لفض الشغب وليست حربية".

 

وذكرت قوات الدعم السريع أنها صادرت 160 عربة كاملة التسليح و75 ناقلة جنود مدرعة و27 دبابة.

 

وأسفرت المعارك منذ اندلاعها في منتصف أبريل عن مقتل 2800 شخص، وفق منظمة أكلد غير الحكومية كما نزح في الداخل أو لجأ الى الدول المجاورة 2,5 مليون سوداني، وفق الأمم المتحدة.

 

لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى بكثير لأن أيا من الطرفين المتحاربين لم يصدر بيانات رسمية حول خسائرهما وكثير من الجثث ما زالت منتشرة في شوارع الخرطوم أو دارفور في غرب البلاد عند الحدود مع تشاد حيث تدور أعنف المواجهات.

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي