الرئيسية > محليات > منظمة شباب بلا حدود تسلط الضوء على معاناة النساء النازحات في تعز

منظمة شباب بلا حدود تسلط الضوء على معاناة النساء النازحات في تعز

" class="main-news-image img

 

ما تزال معاناة النساء النازحات، واحدة من أبرز صور المعاناة في اليمن، سواء بمخيمات النزوح النائية، أو بأوساط الأحياء السكنية، مع خفوت لأصوات النساء والفتيات النازحات. الأمر الذي حتّم على بعض المنظمات العاملة بالمجال الإنساني، الاهتمام بهذه الفئة، ووضعها على قائمة أولوياتها.

وفي هذا الصدد، أقامت منظمة شباب بلا حدود للتنمية، بحضور 30 مشاركا ومشاركة، ندوة واجتماع لمناصرة قضايا النازحات، في محافظة تعز، بالشراكة مع مؤسسة إطار للتنمية الاجتماعية، ضمن مشروع "حوار العمل الإنساني والسلام للنساء النازحات في اليمن"، بتمويل من صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني، وإدارة هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

يأتي ذلك بهدف الخروج بأهم القضايا ذات الأولوية المتعلقة بالنساء والفتيات النازحات، ليتم عمل مناصرة واستيعاب هذه القضايا، حيث ركزت محاور الندوة على القضايا التي تعاني منها النساء والفتيات، في مخيمات النزوح، والمساكن المضيفة دخل المدن وخارجها، للخروج بجملة من التوصيات الإجرائية والعملية.

ونوه المشاركون في الندوة، إلى أهمية تقويم العمل الإنساني، ومحاولة سد الفجوة بين النازحين والمجتمعات المضيفة، بسبب بعض الانعكاسات السلبية التي نشأت بسبب الظروف المأساوية التي تمر بها البلاد.

واتفق المشاركون على أن النساء النازحات يفتقرن إلى وجود ممثلات لقضاياهن، ما يعني ضعف العلاقات بين النساء النازحات والسلطة المحلية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى أن هناك تهميش لهن في فرص المشاركة بعملية السلام بشكل عام.

وتطرق المشاركون إلى أن الحماية والتمكين الاقتصادي من أهم القضايا التي تحتاجها النساء النازحات، نتيجة ما تتعرض له من عنف واستغلال، لاسيما النظرة القاصرة تجاه المرأة، مشيرين إلى أن تسرب الفتيات من التعليم، وانتشار زواج القاصرات بشكل كبير، زاد من تفاقم المشكلة.

كما أشار المشاركون في الندوة، إلى أن ضعف القدرات والمهارات لدى النساء النازحات واحدة من أبرز المشاكل المحتاجة للمعالجة العاجلة، بالتزامن مع تعزيز الجانب الاقتصادي لديهن ليتجنبن مخاطر الاستغلال والعنف الأسري، والسير بخطوات حقيقية نحو التأثير ومراكز صنع القرار.

إلى ذلك فقد ناقش المشاركون، آليات الحلول التي ستساعد على التخفيف من المعاناة التي تتكبدها النساء النازحات، والخروج بنتائج وتوصيات يمكن توصيلها للجهات المعنية والمانحين في المجال الإنساني.

تحديات كثيرة تفاقم من أوضاع النازحين

إحدى النساء المشاركات بالندوة فضلت عدم ذكر اسمها، قالت إنها ومنذ ست سنوات، غادرت مع أسرتها الموطن الأصلي لتستقر بمديرية صالة، لكن ارتفاع إيجار الشقق دفع بمالكة البيت لطردهم إلى الشارع، ما اضطرهم للاستئجار بمنطقة قريبة من خطوط النار، ومعرضة للاستهداف المباشر بالقناصة.

تواصل حديثها فتقول: "للحرب آثار كارثية على حياتي"، لاسيما وأن أسرتها فقدت كل متطلبات المنزل، وهو ما اضطرها لخوض غمار العمل، فاشتغلت معلمة بإحدى مدارس المدينة.

من جهة أخرى، ترى صباح الشرعبي رئيس قطاع المرأة في ديوان عام محافظة تعز، أن هناك فجوة كبيرة تكبر وتتوسع بين النازحين والمجتمع المضيف بسبب بعض صور التمييز التي يتمتع بها النازحين عن غيرهم، لذلك فإنه من المهم عمل حلول جذرية لهذه المشكلة وبمساندة الجميع.

ويتفق سمير الأشبط مساعد مدير الأمن لشؤون الأحياء السكنية، أنه لابد على القائمين على العمل الإنساني، محاولة العمل على مساعدة جميع الشرائح في المجتمع، حيث بدأت تظهر مشاكل بين النازحين والمجتمعات المضيفة، بسبب الامتيازات التي يحصل عليها النازحون، لاسيما في مدينة تعز الواقعة تحت الحصار.

الدكتورة انجيلا المعمري، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل، تقول أن هناك قصور كبير في أنشطة المنظمات المحلية والدولية في اليمن، لاسيما مع النازحين، حيث تغيب أنشطة التمكين الاقتصادي، التي من شأنها أن ترتقي بالمرأة النازحة حتى وصولها إلى الاكتفاء الذاتي، وهو ما سيجعلها بالتأكيد قادرة على المشاركة الفعالة في جوانب الحياة المختلفة.

أهمية التشبيك مع السلطات المحلية

إلى ذلك فقد خرجت الندوة، بالتصويت على قضية واحدة، والتي تتلخص بالربط بين الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، لتصميم البرامج لتمكين اقتصادي مستدام.

من جانبها تقول صباح راجح مديرة فرع اتحاد نساء اليمن في تعز، أنه تم الخروج من هذه الندوة، بعمل آلية مشتركة لتوحيد الجهود في طرح فرص اقتصادية مستدامة، لدعم النساء النازحات في اليمن.

تضيف فتقول "مناصرة قضية التمكين الاقتصادي للنازحات لها أهمية كبيرة وستنعكس إيجابيا على النساء النازحات وسيكون لها أثر ملموس، وسيتحسن الوضع المادي لديهن وهو ما سينعكس على مختلف الجوانب الأخرى".

وكانت قد عقدت منظمة شباب بلا حدود للتنمية بمحافظة تعز، بالشراكة مع مؤسسة إطار للتنمية الاجتماعية، في نوفمبر الماضي جلسة استشارية لأعضاء منصة حوار النساء والفتيات والنازحات "محلية" في إطار أنشطة هذا المشروع.

حيث خرجت الجلسة الاستشارية بعدد من التوصيات التي أكدت على ضرورة توفير وسائل فاعلة لتقديم الدعم والحماية والمناصرة لقضايا النازحات من خلال توقيع مذكرة التفاهم ومدونة السلوك الخاصة بدعم النساء النازحات والمناصرة إلكترونياً والتفاعل الجاد مع القضايا المرتبطة بالنساء والفتيات النازحات.

كما أقرت إطلاق منصة حوار السلام والعمل الإنساني للنساء والفتيات النازحات عبر منصة تحالف "محلية" لتسليط الضوء على قضايا النساء النازحات وتحسين وضعهن من خلال تبادل المعارف عبر المنصة بما يؤدي إلى مساندة النساء والفتيات النازحات واشراكهن في المجتمع ومناصرتهن إعلامياً وإنشاء قنوات تواصل اجتماعي ومساحة مشتركة ثقافيه واجتماعية لتعزيز حوار السلام والعمل الإنساني للنساء والفتيات النازحات.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي