وفد رسمي من صنعاء في السعودية.. ما دلالات الخطوة على المشهد اليمني؟

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> أعلنت صنعاء، الإثنين، مغادرة وفد رسمي إلى السعودية لأداء مناسك الحج للمرة الأولى منذ انطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة المملكة في 2015.

ما هي دلالات تلك الخطوة على المشهد اليمني الذي يعيش حالة من اللاسلم واللاحرب.. وهل تعني إعلانا من الطرفين ببدء مرحلة جديدة ينتظر الإعلان عنها رسميا بعد الترتيبات الإقليمية والدولية؟

بداية، يقول د. عبد الله العساف، المحلل السياسي السعودي، إن السعودية تُشرع أبوابها أمام الجميع للوصول إلى أداء المناسك والوصول إلى الأماكن المقدسة، ولم تغلق الأبواب أمام حتى من يختلفون معها في كثير من الملفات.
  • انفراجات كبيرة
وأضاف في اتصال مع "سبوتنيك": "في رمضان الماضي، شاهدنا حركة حماس الفلسطينية وهي تصل إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة العمرة، أنا أعتقد أن زيارة وفد الحوثيين (أنصار الله) للأماكن المقدسة، يمكن النظر إليه من زاوية ثانية وهي زاوية إيجابية، وأن هناك انفراجات كبيرة تحدث في الملف اليمني".

وتابع العساف: "لعل جماعة الحوثي تعود بعد أداء مناسك الحج إن شاء الله وقد تاقت نفوسهم إلى السلام أكثر وأكثر وإلى التعاون مع المملكة العربية السعودية والحوار مع الشرعية اليمنية حول مستقبل اليمن وحول سلام دائم في اليمن".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "المسلمين دائما تعريفهم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم "المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده"، والحج دائما يغسل ما قبله، نحن تعودنا كعرب وكمسلمين أن نفتح صفحات جديدة ونطوي صفحات الماضي".
  • السلام المنتظر
وتمنى العساف أن "تكون تلك الزيارة من وفد صنعاء لمكة لأداء مناسك الحج نقطة إيجابية وتمهيدا لوصول قيادات كبرى حوثية نراهم في الرياض في المملكة العربية السعودية".

وأكد العساف أن الملف اليمني أمر في غاية الأهمية بأن يتوافق اليمنيين بكافة أطيافهم ومشاربهم حول السلام المنتظر، كما أن الشرعية اليمنية أيضا تمد يدها أمام السلام.

واختتم بقوله: "بقيت الخطوات الأكثر طلبا وهي من جماعة الحوثي، والذي عليه أن يهرول سريعا تجاه السلام وإغلاق هذا الملف والتفكير في إعادة بناء اليمن".
  • الضغوط الأمريكية
في المقابل، يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري اليمني من صنعاء، إن استقبال السعودية لوفد رسمي من صنعاء لأداء مناسك الحج بعد 8 سنوات من الحصار، هى محاولات لتقديم نوع من المواضيع الرسمية من قبل السلطات السعودية لكي تقول لصنعاء "ها نحن قد قبلنا أن يكون هناك وفودا رسمية، وهو ما تستطيع أن تقدمه السعودية".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هذا الوفد يتعلق بالمناسك وتستطيع الرياض اتخاذ قرار بشأنه، في الملفات الرئيسية والأساسية والإنسانية لم تستطيع أن تتقدم نظرا للضغوط الأمريكية المستمرة عليها، وخصوصا مع زيارات بلينكن وزيارات رئيس الأمن القومي الأمريكي، والتي تتم عقب كل اجتماع للمملكة مع صنعاء بشكل رسمي".

وأشار راشد إلى أن تلك الضغوط الأمريكية تزايدت،عقب وصول السفير السعودي إلى العاصمة صنعاء، وكذلك محاولة القيام بفتح ممرات كاملة للموانئ والمطارات، لكن دائما ما يعقب تلك الاجتماعات توجيهات أمريكية بعدم قبول أي تجارب مع صنعاء نظرا للمصلحة الأمريكية والصهيونية في ملفات أخرى.
  • الملفات الرئيسية
وأوضح الخبير العسكري: "نحن نعرف في صنعاء بأن الرياض تحاول خلق فرص لعدم استهداف أراضيها مرة أخرى بأعمال عسكرية من جانب صنعاء، لذا فإن زيارة وفد أن أنصار الله للسعودية ربما يعني أن الرياض تريد أن تقول: هذا ما في مقدورنا ونحن نتعرض لضغوط أمريكية مستمرة بسبب التركيبة الاقتصادية والعسكرية والسياسية بين واشنطن والرياض".

واستطرد: "إذا لم تستطيع الرياض أن تقرر في الملفات الرئيسية والأساسية، ومنها إنهاء الحصار والقيام بدفع المرتبات من خلال تصدير المواد النفطية مباشرة وإعادتها إلى البنك المركزي، عندها نقول أن هناك انفراجة وإرادة سعودية، لكن التلكؤ ومحاولة تقديم شيء من القشور السياسية، هي لا تفي بالغرض على الإطلاق، ولكنها تحاول أن تقول إنها مجبرة وبين (العصا والجزرة) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبل الضغط العسكري اليمني، الذي يؤذيها بشكل كبير".

وأكد راشد أن القدرات العسكرية لصنعاء اليوم متنامية وقد أعلن عن ذلك وزير دفاع صنعاء والمتحدث العسكري وقائد الثورة.
  • اللاسلم واللا حرب
وقال الخبير العسكري، إن هناك رغبة سعودية أمريكية في أن تستمر تلك الهدنة وحالة اللاسلم واللا حرب، لكي يفتشوا عن أي قرار آخر، في ظل المتغيرات الدولية والحرب المتواجدة في أوروبا بين روسيا والغرب، وكذلك بين الصين والولايات المتحدة اقتصاديا وعسكريا، وبين الوضع الاقتصادي والوضع الداخلي الأمريكي، وبالتالي تبحث عن هدنة طويلة لكي تفكر مستقبلا في إيذاء اليمن.

ولفت راشد إلى أن "صنعاء تدرك جيدا أن العدو الأساسي والرئيسي هو الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بدا واضحا من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين للرياض، وبالتالي السعودية إذا لم يكن لديها قرار في الأشياء الرئيسية، فعندها لن تنجيها أمريكا من أي استهدافات عسكرية حتى ننال الحرية وننال كامل الاستقلال، وخروج الأجانب من جميع جغرافيا اليمن، سواء الجزر أو الأماكن التي تتواجد فيها حاليا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى