وتستمر حكاية الحجّ!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٣٩ مساءً

أهنئكم بدخول عشر ذي الحجة، وهي خير الأيام عند الله.. تقبل الله صالح الأعمال، وكتب الأجر، وبلغنا وإياكم يوم النحر، وبيض وجوهنا جميعا يوم الحشر.. وتستمر حكاية الحجّ والحاج اليمني في هذه الأيام المباركات.. وحكاية وﺃﺳﺮﺍﺭ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ.. فالحج اجتماع فيه تسابق على الأخرة بأفعال الخير والمحبة ونشر السلام، وترك المعاصي والأثام، والتحلّي بالذكر والتسبيح والاستغفار وطلب الحسنة في الدنيا والآخرة؛ وليس فيه تنافس على دنيا أو البحث عن منفعة دنيوية.. الحج محطة هامة للتكافل والتضامن والتراحم والاخاء والتوحد والايثار.. الحج لا رفث فيه ولا فسوق ولا جدال! الحج يعني تفرغ تام لله،  ترك البيت والدنيا وملذاتهما، وترك الحسب والنسب والمكانة، وترك الانشغال، إلا بالله وحدّه.. واعتقد أن اليوم ستُطوى مرحلة من مراحل ايصال الحجيج، وهي محط تقييم عند المهتمين، وستُدشن أخرى، بعد استكمال الاستعداد وتشكيل الفرق وللجان سيدشن الأخ الوزير قريباً مرحلة التنفيذ الميداني، حيث من المتوقع أن يُعقد اجتماع موسع  ومفتوح، سيضم المشتركين في تسيير هذه الرحلة المباركة؛ للمناقشة والنقد والمعاتبة والتقييم وتحمل المسؤولية، وهذا كله في اطار توجّه الوزير والوزارة في اتباع منهج الوضوح والشفافية.. وببركة الله سيدشن فضيلة الشيخ "شبيبة" مرحلة العمل الميداني في القريب العاجل!  ومن متابعتي لنشاط المرحلة السابقة، ولبعض ردود الفعل، ظهر لي أن لكل عمل إصلاحي وتصحيحي  ردود أفعال سلبية، ونادراً ما تكون إيجابية!؛ وهذا ربما ما آلم الأخ الوزير، وعبّر عنه بحرقة من خلال بوست نشره على صفحته في الفيس بوك؛ وربما كان أشد إيلاماً عليه، هو أن تقابل إجراءاته واصلاحاته في تحسين وتطوير  تفويج الحجاج، بمقاومة وممانعة، ليس ذلك فحسب، بل وتتحول إلى خصومة، واسقاط، ومبالغة وجحود، والبحث عن الزلات، وتتبع العثرات، وانكار الفضل، وإخفاء الحسنات، وما إلى ذلك..  كل ما سبق قد يجعل المصلح يتريث ويتوقف لبعض الوقت عن ممارسة ما هو مقتنع به لالتقاط الأنفاس، ولمعرفة ردود الفعل، ولإظهار المحيطين والمتزلّفين على حقيقة بواطنهم، ولتقييم كل ما سبق، وما يصله من مواقف مؤيدة أو ناقدة أو معارضة!  غير أن الثابت أن الوزير قد بدأ الاصلاح والتطوير، ورأى أن تجميع الحجيج في مكان واحد  أفضل بكثير من التفريق، وأن الاعاشة يجب ان تقدم بجودة عالية وتناسب ذوق الحاج اليمني، وأن الفاسدين والمتلاعبين والمخالفين ينبغي أن يحاسبوا، وأن الاخ الوزير متواضع ومتفاعل وسيبقى كذلك، وعدم الرد استثناء، ومُبرر بالانشغال فوق التحمّل، والثابت أن الوزير مخلّق بخلق الدين، وليس بخلق مصنوع ومجمّل، والثابت أن الوزير أهم ما يفتخر به في الحج هو تفانيه بخدمة الحجيج لله تعالى، ومعتمد على طريقتين بالتعرف على المشكلات وحلّها، إما مباشرة مع الحاج، أو من خلال ما يرفع إليه من لجنة الشكاوى التي حرص على تشكيلها في السابق برئاسة  قاضي محايد من خارج الوزارة.. هذه هي الطريقة المثلى، ولذا نهيب بمعاليه الاستمرار بها، لا التوقف عن ممارستها!  .. ولا شك أن عِظم المسؤولية على الاخ الوزير كبيرة،  والحمل الملقى على عاتقه ثقيل، فهو يقوم  بالمتابعة لكل شيء والتعبير على ما تمّ أنجازه، والتوعية، والتصدّي للإشاعات  والمشككين، ما شاء الله عليه، هو واحد بأمة. وهذا مرهق له، وقد يجلب له بعض المتاعب والانتقادات والتخرصات؛ لذلك نطالب من المنظومة العاملة في قطاع الحج المبادرة وتحمل المسؤولية كل فيما يخصه ويكلّف به؛ من أجل تخفيف الضغط على الأخ الوزير، ولكي يتفرّغ للكليات لا الفرعيات..    .. الله.. ما أعظمه من موسم! وما أعظمه من اختبار!  وما يكتنفه من أجواء روحانية تفيح منها نسائم الاتصال بالله و العمل الإنساني وحسن التعامل الراقي مع ضيوف الرحمن.. الله.. الله.. ما أجملها من صورة اسلامية ستتجسد بحول الله  في عرفات الله، وأنت ترى الكل يتسابق لمرضاة الله وحده! فهذا متطوع، سيحمل مسناً أو طفلاً، وهذا سيأتي بمظلة ليقرّبها على رأس حاج، وذاك يرش الماء على وجوه الحجيج، وهذا يسعف ويطبّب، واخر يوجّه ويرشد .. هذه صور مطلوب أن  تتجلى في مرافقة الحاج اليمني لإنجاح أداءه لفريضة الحجّ على أكمل وجه! ومبارك عليكم عشر ذو الحجة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي