تأكيد سعودي إيراني على أهمية التعاون بشأن الأمن الإقليمي

> طهران "الأيام":

> ​قطعت زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى إيران شوطا جديدا في مسار التقارب بين الرياض وطهران، وأظهرت أن تطبيع العلاقات الثنائية خرج من دائرة الشك والمناورة ليصبح خيارا حقيقيا بالرغم من العراقيل التي تعترضه.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت، إنه سيتم افتتاح سفارة بلاده في طهران قريبا، وإنه نقل إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي التقاه مساء أمس، دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة المملكة.

وستضع زيارة رئيسي إلى السعودية، والتي لم يتم الإعلان عن موعدها بعد، اللمسات الأخيرة على عملية التقارب التي تم إضفاء الطابع الرسمي عليها في 10 مارس في بكين عبر اتفاق أبرم بوساطة الصين، الفاعل المهم الجديد في الشرق الأوسط.

وبعد نحو مئة يوم من الإعلان المفاجئ عن استئناف العلاقات الدبلوماسية، أعربت الرياض وطهران عن رغبتهما في أن “تنعكس عودة العلاقة الطبيعية بين البلدين إيجابيا على المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع”، وفق ما قاله الأمير فيصل بن فرحان، الذي هو أول وزير خارجية سعودي يزور طهران منذ 17 عاما.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن زيارة الأمير فيصل بن فرحان تؤكد أن السعودية قد حسمت أمرها باتجاه تطبيع العلاقات مع إيران، وأنها تراهن على الحوار المباشر لحل الخلاف بينهما بما ينعكس إيجابا على ملفات المنطقة، خاصة الملف اليمني.

وترك السعوديون وراءهم التحذيرات الأميركية من مغبة التقارب مع إيران، واختاروا الانحياز لمصالحهم، التي تقتضي إنهاء الخلافات عبر الحوار، وخاصة الاستفادة من مناخ التقارب مع طهران لتسريع مساعي اجتراح الحلول للأزمة اليمنية.

وقطعت المملكة الخليجية علاقاتها مع إيران عام 2016 بعد هجوم متظاهرين إيرانيين على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

ومذّاك تنامى بين القوتين المتنافستين العداء القائم أصلا منذ الثورة الإيرانية عام 1979، ودعمتا معسكرات متنافسة في سوريا ولبنان واليمن.

وشدّد الوزير السعودي على أن العلاقات الثنائية الآن تقوم على “أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

وأكد “أهمية التعاون بين البلدين (المملكة وطهران) في الأمن الإقليمي وأمن الملاحة البحرية”، مشددا على “أهمية التعاون مع جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل”.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه بحث مع نظيره السعودي مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين طهران والرياض، بما في ذلك القضايا الأمنية والاقتصادية.

وأضاف “سنحت لنا الفرصة لمناقشة مختلف جوانب العلاقات بين إيران والسعودية، واتفقنا على تشكيل لجان سياسية لمكافحة الاتجار بالمخدرات وقضايا بيئية أخرى، كما ركزت محادثاتنا على ضرورة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين”، مبيّنا أنه “بعد محادثات اليوم التي تجريها السلطات العليا للبلدين، سنتخذ خطوات لتنفيذ هذه الإجراءات”.

وقال “لقد اتفقنا على التحرك نحو استخدام القطاع الخاص بين البلدين وتطوير العلاقات في مجالات النقل والسياحة والمجالات الأخرى، كما ناقشنا موضوع الأمن الإقليمي وأكدنا أنه قضية أساسية للجميع وضرورة أساسية لمستقبل سيكون أكثر أمنا وازدهارا”.

وبموجب التقارب بين البلدين أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض في 6 يونيو وعيّنت الدبلوماسي علي رضا عنياتي، نائب وزير الخارجية حتى ذلك الحين، سفيرا لها.

وتأخرت إعادة فتح السفارة السعودية في طهران بسبب سوء حالة المبنى الذي تضرر جراء هجوم المتظاهرين عام 2016. وسيتم تشغيلها مرة أخرى “قريبا”، وفق ما أشار إليه الأمير فيصل بن فرحان دون إعلان موعد محدد.

وبانتظار الانتهاء من الأشغال سيعمل الدبلوماسيون السعوديون في أماكن آمنة في فندق فخم بطهران، بحسب تقارير إعلامية.

وأعقبت المصالحة الإيرانية – السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فقد أعادت السعودية علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.

كما كثّفت الرياض جهود السلام في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا يدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين القريبين من إيران.

وفي الوقت نفسه بدأت إيران عملية تطبيع مع الدول العربية الأخرى التي كانت على خلاف معها، ومن المتوقع أن تعيد علاقاتها قريبا مع البحرين ومصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى