آخر تحديث :الخميس - 16 مايو 2024 - 08:58 م

عرب وعالم


دبي..صفقات ضخمة تحدث طفرة في قطاع العقارات

السبت - 17 يونيو 2023 - 11:28 ص بتوقيت عدن

دبي..صفقات ضخمة تحدث طفرة في قطاع العقارات

العرب

أعطت طفرة العقارات في دبي دفعة قوية لشركات التطوير للمضي في تنفيذ مشاريع فاخرة في القطاع بمليارات الدولارات، وهو ما يمنح خطط الحكومة المزيد من الزخم في أن يفتح هذا المسار الأبواب أمام آفاق أوسع لنمو اقتصاد الإمارة الخليجية.

دبي - انضمت شركة إعمار العقارية الإماراتية إلى مجموعة من المطورين الذين يسعون إلى تنشيط السوق في دبي بإطلاقها الجمعة مشروعا فاخرا للإسكان بقيمة 20 مليار دولار.

وتتطلع شركات القطاع إلى الاستفادة من طفرة السوق، التي حفزتها العديد من العوامل، لعل أبرزها تأثيرات الحرب في شرق أوروبا.

وتسببت موجة الوافدين الجدد إلى الإمارة وخاصة الأثرياء في جعل القطاع يتلمس طريق النمو بوتيرة أسرع من المتوقع، بعدما عانى من مشكلات وخاصة عقب الأزمة المالية العالمية قبل 14 عاما.

كونال سينغ: القصور الفخمة لا تناسب غالبا ذوق ونمط حياة الجميع

ولم تهدأ وتيرة المشاريع العقارية في الإمارة حتى خلال الفترة التي تراجع فيها الطلب منذ سبع سنوات، لكن بعد أن باتت دبي محط أنظار أثرياء العالم، انتعش القطاع بقوة وبدأت وتيرة الأعمال تتسارع.

ويمكن لمن يتجول في الإمارة التي تأمل في أن تكون ضمن أفضل عشر مدن اقتصادية في العالم، أن يلاحظ الأعمال الإنشائية بجانب تطوير البنية التحتية بدءا من المباني الصغيرة إلى التجمعات السكنية الكبيرة.

وقالت إعمار التي تملك حكومة دبي حصة فيها في إفصاح للبورصة إن “مشروع ‘ذا أويسس’ وهو أحدث مشارع إعمار العقارية يقع على مساحة إجمالية تزيد على 9.4 مليون متر مربع، ويضم أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية ما بين قصور وفلل فخمة”.

وبحسب الشركة، فإن هذا المشروع الضخم يتضمن حدائق وقنوات مائية ومساحات خضراء، وسيتم تخصيص 25 في المئة من أراضيه للبحيرات.

كما إن إعمار التي قفز سهمها بعد هذه الأنباء بنحو 224 في المئة قياسا بمارس 2020 إلى 6.45 درهم (1.76 دولار) خصصت 1.5 مليون متر مربع من أراضي المشروع لمنطقة تجارية تضم المطاعم ومحلات البيع بالتجزئة.

وقفزت مبيعات الشركة التي رفعت وكالة موديز تصنيفها مؤخرا على المدى الطويل من بي.أي.أي 3 إلى بي.أي.أي 2، خلال الربع الأول من العام الجاري، بنسبة 26 في المئة إلى حوالي 2.3 مليار دولار.

وبدأت إعمار خلال الفترة بين يناير ومارس الماضيين في تنفيذ سبعة مشاريع جديدة، للاستفادة من زخم الطلب المتزايد، مع زيادة الوافدين الجدد وانتعاش حركة السياحة.

ويأتي إطلاق “ذا أويسس” في ظل انتعاش قوي للقطاع بالإمارة، حيث يشهد طلبا مرتفعا للغاية على العقارات الفاخرة التي يبلغ سعرها في المتوسط 10 ملايين دولار، وهو ما دفع أسعارها إلى مستويات تقترب من لندن ونيويورك.

ووفق تقرير صادر عن شركة الاستشارات العقارية نايت فرانك، فإن خلال الربع الأول من هذا العام، تم بيع 88 منزلا بهذا السعر في دبي لتتجاوز المراكز العالمية الأخرى.

وأقرت حكومة دبي في وقت سابق هذا الشهر خطة تطوير جديدة لمشروع “نخلة جبل علي” أكبر الجزر الاصطناعية الشهيرة على شكل نخلة في الإمارة، ما يحيي مشروعا توقف وسط أزمة الائتمان العالمية لعام 2008.

وستشمل الخطة الرئيسية الجديدة لنخلة جبل علي 80 فندقا ومنتجعا، وتضيف 110 كيلومترات إلى ساحل الإمارة.

مشاريع فاخرة في طور الإنجاز

ويحتمل أن يضم المشروع الذي يسعى لاستيعاب ما يصل إلى 35 ألف أسرة، قصورا وشققا فاخرة. كما سيتم تشغيل ما يقرب من ثلث المرافق العامة بالطاقة المتجددة.

وكانت شركة نخيل للتطوير العقاري المملوكة للإمارة قد كشفت للمرة الأولى عن مشروعي الجزيرتين الاصطناعيتين نخلة جميرا ونخلة جبل علي في عام 2003.

وفي دليل آخر على انتعاش القطاع، بلغ عدد صفقات العقارات السكنية المسجلة في دبي خلال الشهر الماضي 10.934 ألف صفقة، بارتفاع نسبته 76.6 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.

ومنذ بداية يونيو الجاري، ارتفعت المبيعات على الخارطة بنسبة 107.2 في المئة، وفي السوق الثانوية ارتفعت المبيعات 52.7 في المئة.

وبلغ عدد الصفقات منذ بداية العام حتى نهاية الشهر الماضي 47.85 ألف صفقة، وهو مستوى قياسي في السوق العقارية في دبي خلال تلك الفترة، وفق أحدث تقرير صادر عن سي.بي.آر.إى.وخلال تلك الفترة زاد متوسط سعر الشقق السكنية بواقع 15.9 في المئة، فيما ارتفعت أسعار الفيلات 16 في المئة، كما أن الإيجارات في المدينة ارتفعت أيضا بمتوسط 24 في المئة على أساس سنوي.

خلال الربع الأول من العام الحالي تم بيع 88 منزلا بقيمة 10 ملايين دولار أو أكثر لكل منها

وتؤكد الدلائل أن إيجار العقارات الفاخرة في دبي أيضا مزدهر، إذ يشير التقرير إلى أن متوسط الإيجار السنوي في منطقة جميرا بلغ 71.6 ألف دولار، فيما تجاوز 270 ألف دولار سنويا في منطقة البراري.

وتعلن دبي بين حين وآخر أسعار بيع قياسية للعقارات، وقد تشهد السوق خلال تلك الفترة صفقة هي الأعلى في تاريخ الإمارة، إذ إن قصرا شبيها بفرساي معروض للبيع مقابل 204 ملايين دولار، ليكون المنزل الأعلى ثمنا حاليا في السوق.

وتشمل الصفقات الضخمة الأخرى في الآونة الأخيرة بيع قطعة أرض خالية قبالة الشاطئ مقابل 34.2 مليون دولار، وشراء بنتهاوس مطل على الخليج العربي مقابل 114.9 مليون دولار.

ومع ذلك، فإن سعر القدم المربعة في القصر والبالغ 3420 دولارا، يتجاوز ضعف ما سجلته العقارات الأخرى في تلال الإمارات، وهي مجمع سكني مسور بني قبل عقدين.

وبيع أغلى منزل في المنطقة حتى الآن مقابل 57.45 مليون دولار في أغسطس الماضي، بحسب سجلات العقارات في دبي.

وقال كونال سينغ، الوسيط العقاري في شركة لوكس هابيتات سوثبيز، لوكالة بلومبرغ “لا يناسب القصر عادة ذوق ونمط حياة الجميع”، موضحا أن المشترين المحتملين إما سيحبونه أو يكرهونه.

وإلى جانب ذلك ثمة عقار واحد فقط في المدينة ينافس هذا القصر وهو بنتهاوس مخطط لبنائه في مشروع يحمل اسم العلامة التجارية لتصنيع السيارات بوغاتي وتنفذه شركة بن غاطي العقارية، ومطروح للبيع بقيمة 205 ملايين دولار، لكن ذلك العقار لم يُبن بعد.