مؤتمر اليمن الدولي في "لاهاي" هل يقدم خارطة طريق لإحلال السلام؟

> "الأيام" سبوتنيك:

>
شهد منتدى اليمن الدولي في نسخته الثانية، والذي انطلق من لاهاي في هولندا، مشاركة دولية واسعة لمناقشة قضايا السلام الاجتماعي وحقوق الإنسان والتحول الديمقراطي في اليمن.

حضر المؤتمر المبعوث الأممي لليمن وممثلون من معظم قطاعات المجتمع والمنظمات الدولية، بمن فيهم ممثلون عن الحكومة اليمنية وعن مختلف الأطراف السياسية الفاعلة ونشطاء وممثلون عن المجتمع المدني، وأكاديميون ودبلوماسيون ووسطاء دوليون، لمناقشة مجريات الصراع، بعد عام من تهدئة أحيت الآمال بإرساء السلام.

وخلال الافتتاح، دعا مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية (منظم المنتدى)، المتحدثين المشاركين لاستغلال هذا المحفل النادر من نوعه من أجل وضع خطوات عملية تفضي إلى إرساء سلام مستدام في البلاد، بعد 8 سنوات من الحرب.

وقال رئيس مركز صنعاء، ماجد المذحجي، في كلمته الافتتاحية: "ما نريده هو أن نفكر بشكل جماعي لاستخلاص المسار الممكن لسلام شامل ودائم وغير قابل للتقويض، وأن يكون السلام لأول مرة في تاريخ اليمن مرتكزا على العدالة ورفع المظالم عن ضحايا هذا الصراع والصراعات السابقة".

وسوف تشهد فعاليات المنتدى حضور سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي وغيرهم من أعضاء المجتمع الدولي، ممن سينضمون إلى المناقشات مع الجهات الفاعلة السياسية والمدنية اليمنية.
  • رؤية شاملة
وتعليقا على المنتدى والأهداف المرجوة منه، يقول الخبير العسكري الجنوبي ثابت حسين (أحد المشاركين في المنتدى)، هناك مشاركة كبيرة جدا في أعمال المنتدى، تنوعت تلك المشاركات والحضور بين مختلف الفئات العمرية والثقافية والسياسية، علاوة على المسؤولين من وزراء سابقين وأعضاء مجلس النواب وسفراء وقادة أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وبالطبع باحثين وإعلاميين.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "حرص منظموا المنتدى على تمثيل المرأة والشباب، ومع ذلك لا أعتقد أن المنتدى قد استطاع ضم توليفة مقنعة وطنيا ومهنيا".

وأشار حسين إلى أن "نسبة المشاركين من جنوب اليمني قليلة إن لم تكن ضئيلة جدا، كنا نتمنى أن تكون النسبة أكبر نظرا لأهمية الجنوب في أي تسوية سياسية قادمة، لأن أي تجاهل للجنوب لن يؤدي إلى أي نوع من الاستقرار، يجب أن يكون حضور الجنوب في أي فعالية إقليمية أو دولية فاعلا، خاصة أنه اليوم شريك رسمي ومعترف فيه إقليميا ودوليا، ويشارك في الحكومة والمجلس الرئاسي".

ولفت الخبير العسكري إلى أن المنتدى يناقش قضايا عديدة، عنوانها الرئيسي البحث عن فرص لسلام شامل وعادل، وأعتقد أن المنتدى يمكن أن يقدم رؤية تضم توصيات لكل الأطراف المعنية في الداخل والخارج، هذه الرؤية قد لا تمثل بالضرورة وجهات نظر كل المشاركين.
  • مشاركة أنصار الله
في المقابل، يقول أكرم الحاج، المحلل السياسي اليمني، إن غالبية المشاركين ممن يقيمون خارج اليمن من المثقفين والتيار اليساري، وقد يكون هناك من يمثل "أنصار الله" وصنعاء، لكن بمشاركة شكلية، نظرا لأن غالبية المشاركين هم أقرب إلى الشرعية اليمنية، والحزب الاشتراكي والناصري والمؤتمر الشعبي العام.

وأكد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الواقع اليمني يختلف كليا عما يدور في المؤتمرات والمنتديات، التي لن تتجاوز التصورات والرؤى غير الواقعية، لأن طريق السلام في البلاد قد خرج من الأيدي اليمنية وأصبح تحت سيطرة المنطقة وبعض دول العالم.
  • من يملك القرار؟
وأضاف الحاج: "منتدى لاهاي على الرغم من أن روح الشبابية طاغية على المشاركين، لكن مع الأسف الواقع يحكي أنهم وعامة الشعب اليمني خارج دهاليز السياسة وصراع المصالح، وهناك تجاذب إقليمي ودولي لملف السلام في اليمن، أي أن أي قرار للحل يجب أن يوافق الرؤى الدولية والإقليمية، وليس الرؤى اليمنية فقط".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "توقيت المنتدى مناسب، لكن أعتقد أن مثل هكذا منتديات وفعاليات وإن كانت تحمل حسن النوايا، فالأمم المتحدة وأطراف الصراع في اليمن لا تعدها رقم في تغيير مجريات الواقع على الصعيد اليمني الداخلي أو الخارجي، لكن يحسب لمثل هكذا مشاركين أن باستطاعتهم إيصال رسالتهم حتى وإن كانت على هامش الصراع والتطلعات التي يرسمونها لمستقبل اليمن".

منتدى اليمن الدولي هو مبادرة سلام ينظمها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية مستقلة تركز على اليمن، وبدعم من وزارة الخارجية الهولندية، والاتحاد الأوروبي، وحكومة النرويج، ومؤسسات المجتمع المفتوح، وأكاديمية فولك برنادوت، عُقدت النسخة الأولى للمنتدى في ستوكهولم في يونيو 2022، وحضره أكثر من 200 جهة يمنية ودولية استثمرت في تعزيز السلام في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى