هذه نتائج خروجكم على الرئيس الراحل وحكومة بن دغر

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ١٣ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٥٨ مساءً

     أكثر ما يعانيه المواطنين في عدن هذه الأيام هو الحر الشديد الذي لا يطاق والتي فاقت درجات الحرارة فيها 45 درجة مئوية ، وأكثر من يعاني من مديريات العاصمة عدن هم أبناء كريتر والتي تقع على فوهة بركان وتحيطها الجبال بشكل دائري ، وما زاد الطين بله هي الإنقطاعات الكهربائية المتواصلة التي أرهقت أبناء عدن وأقلقت مضاجعهم ، وزاد عليهم شحة المياه التي إن جاءت في أوقات قليلة يحتاجون فيها إلى مضخات لرفع المياه ، والمضخات تحتاج إلى كهرباء والكهرباء تحتاج إلى ديزل والديزل يحتاج فلوس ويا بقرة صبي لبن عبدالله داخل عدن .

     أصبح وغدا وأمسى الناس في عدن يتمنون الكهرباء ساعتين يتمتعون بها وساعتين لا بأس إن إنطفأت عنهم أي الخلاصة ساعتين تشغيل وساعتين إنطفاء ، وكان في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الكهرباء تنطفئ في عدن ساعتين فقط في اليوم الواحد وليس بشكل يومي بل حسب الإضطرارية ، ومع ذلك قالوا له أرحل فكانت النتيجة أنهم أضحوا يتمنون من المسؤولين بتوفير الكهرباء أن يمارسوا معهم العدل فيطفئون الكهرباء عنهم نصف يوم ويشغلونها النصف الآخر ، وهذه هي نتائج من يكفر بالنعمة فيتطاول ويظهر النقمة .

     كان رئيس الوزراء الحالي معين عبدالملك أول الخارجين بثورة ضد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ، وعندما إستلم المسؤولية في الدولة تناسى تلك الأيام الخوالي التي كان يخرج فيها أشعث أغبر ويرفع سقف مطالبه بمعية كفار النعمة بإسقاط النظام ، وعندما سقط النظام وإنتهت الدولة وتبوأ أعلى المناصب التي كانت آخرها ولايزال فيها هو منصب رئيس الوزراء ، فقلنا حسناً أكيد بأنه سيشتشعر بمعاناة شعبه وما أسقط النظام إلا ليرفـِّه شعبه ويعوضهم عن ما سلف ، ولكنه للأسف رمى بمعاناة شعبه خلف ظهره وأخفى تلك الشعارات التي كان يرفعها في مكان خفي بل وزادهم إعياء ومعاناة وذهب ليتنعم ما يغتنمه من منصبه ولم ينسى أهله وخـِلَّانه .

     أكثر ما لاحظته في نفوس غالبية أبناء عدن أنهم يترحمون على رئيسهم الراحل علي عبدالله صالح وفساده العظيم التي كانت حكومته تقطع عنهم الكهرباء ساعتين يومياً وما تلبث أن تعود سريعاً ، وأيضاً لا يخفون رحماتهم على أيام سعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر حينما كان رئيساً للوزراء ويمارس عمله من العاصمة عدن، بل ويتندمون بخروجهم عليه ليسقطوا حكومته وكان لهم ما أرادوا على الرغم من وعده لهم بأنه سيجعل صيفهم بارداً ( وفي هذا الشأن لنا مقال آخر نستعرض فيه مآثر سعادته في فترة إدارته لرئاسة الوزراء ) ، والغريب في الأمر أنهم لم يخرجوا لإسقاط حكومة رئيس الوزراء معين عبدالملك بالرغم من أنهم يعيشون أسوأ مراحل حياتهم من جانب إنعدام الخدمات وتردي حالتهم المعيشية .. فهل يا ترى ثمة سر في ذلك ؟ .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي