مشاعر مختلطة بين سرور وأَسَى؟!( 2)

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٢ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٦ مساءً

.. أتابع.. وهناك من المقلقات أشياء كثيرة منها؛ سلوك الانتقالي وتخادمه مع الحوثي، واتخاذ مناطق سيطرته ممر رئيس لمتطلبات مسيرات وصواريخ الحوثي، وربما تهريب العملة والاسهام بعدم استقرارها، فالواقع مخيف، فما بالكم ويُحكى عن التحضير لمشاريع مشبوهة.. فماذا عساه أن يكون المستقبل إذاً؟!؛ وما يتناول ويعلن بشأن اليمن قد لا يكون مطابق تماماً لما قد قرره المخرجون ومتخذو القرار بالشأن اليمني، أو ما يتحدثون به في غرفهم المغلقة!؛  وللتدليل على أن لإعلان شيء، والواقع شيء أخر تماماً؛ سنأتي بمثال من خارج المشهد اليمني، لنؤكد على ما يجري في اليمن!؛ فما نشاهده من تهديد ووعيد لإيران، يفنده الواقع المعاش، فمن يهددونها، يتركونها حرّة طليقة تعبث بالمنطقة وأمنها؛ وتكافئ بمزيد من التقارب معها، ومزيد من إطلاق أموالها المحتجزة، من أجل  تصنيع المزيد من الطائرات والصواريخ العابرة، لتستخدمها الميليشيات المنفلتة لقتل الشعوب وابتزاز الدول!؛  وفي هذه الأجواء، وفي مثل هكذا توصيف مخيف، يحق لنا أن نقلق ونخاف على اليمن، ونخشى عليه من دفع أثماناً باهظة لذلكم التقارب الايراني الأمريكي!؛ والذي ربما قد يكون أحد سببه النكاية بالمملكة على تقاربها الايجابي  هي مع ايران، بوساطة صينية، ولاتخاذها عديد القرارات والمواقف والاجراءات التي لا ترتضيها أمريكا، وانظروا كيف سمحت أمريكا بالإفراج عن 3  مليارات دولار من العراق لإيران ، عقب زيارة السيد "انتوني بلينكن"  للمملكة، فماذا يعني هذا؟!؛ ويلوح في الأفق أن أمريكا تضغط لفرض وتمرير تسوية غير عادلة على اليمنيين، والخشية أن توافق عليها الشرعية، بسبب كثرة الضغوط عليها؛ ولذلك هي بحاجة ماسّة للمؤازرة والإسناد شعبياً وحزبياً ومكونات، على الجميع الصحوة من هذه الغفلة القاتلة التي نعيشها جميعنا، ورفع الصوت واتخاذ المواقف والبيانات والقيام بفعاليات، تُوقِف أي تفكير تأمري، ومن قبل أي أحد!؛ عبّروا عن تخوفكم ورفضكم، لتُفشلوا المؤامرات، فلو مُرّرت التسوية بالصيغة المرهمّة حوثياً، سنجني ذلك سنوات حرب أخرى مؤلمة!؛ ليس ذلك،  فحسب، بل والخشية بالنتيجة على الدولة اليمنية من دويلات الأمر الواقع المتعطّشة لسكب الدماء، والتي للآسف بالأزمة اليمنية القائمة، أدخلت الأحزاب في مجمدّة إلى حين، وسمح لتلك الدويلات بالعبث، باليمن الإنسان والثروة والتاريخ؟!؛  وعلى كل حال؛ ومن أجل تضييق الخناق على أصحاب المشاريع الصغيرة؛ فإننا نبارك المعالجات التي بدأها الاخ الرئيس، وأضم ايضاً صوتي لمقترح الدكتور/ مصطفى محمود في اصدار قرار بإنشاء إقليم حضرموت، وجعل المكلا عاصمة مؤقتة للجمهورية اليمنية، فحضرموت تستحق أن تكون عاصمة أبدية، ففيها كل المقومات، وهي لا تضمر الشر لأحد، وهي كفصيلة الدم (أو "O") معطي عام!؛ واتصالاً بعنوان مقالي هذا الذي سطرته بسبب التصريح الناري القوي، والذي أسعدني كثيراً من قبل اللواء سلطان العرادة، غير أنني في الوقت نفسه، شعرت بغُصّة كونه لم يأتي كموقف من قبل مجلس القيادة الرئاسي كمؤسسة على تهديدات الحوثي، وانما فقط جاء من قبل أحد أعضائه (محافظ محافظة مأرب)، وكأنه المعنّي الوحيد؛  على العموم اللواء العرادة نطق بعد مدّة من الصمت، وكنا قد نسيناه! فبتصريحه الجديد اختلطت المشاعر، وتداخلت.. وجاء السؤال.. أين كان العرادة غائباً؟ من بعد تشكّل مجلس القيادة الرئاسي، فلم نسمع ونرى سوى الزبيدي يصول ويجول، والرئيس العليمي يحاول تسديد الثغور، يحاول يقارب ويُسدد! وما كنا نقول عنهم إضافة نوعية في المجلس، ظهر بعضهم مقلب كبير، فظهروا بحجومهم عند انضمامهم للمجلس الانتقالي ويتصدّرون اليوم حملة ممنهجة ضد الحكومة ورئيسها!؛ وعضو آخر يترقب، يستقطب ويُجيّش ويدّرب،  وقد ينثرها متى ما يرغب!؛   غياب  العرادة عن الظهور بالفترة السابقة،  محل تساؤل؟!؛ إذ كان يتطلب الظهور واعلان مواقفه مما جرى و يجري،  فغيابه غير مبرر ومهما كانت الاسباب.. غير أني شخصيا استحضرت وانا اتحدث عنه، انضمام الشيخ الزنداني  لمجلس الرئاسة في تسعينيات القرن الماضي لتوضيح الصورة! فانضمامهما للمجلسين لم يضيف لهما شيء، بل ربما قد خسرا!؛ فالشيخ الزنداني  كان عالماً وداعية، وفجأة قبل أن يكون عضواً في مجلس الرئاسة، فأفقدته السياسة أتباع كثر، فكثر خصومه، وتضرّر القبول بطرحه ومواعظه، وبالمثل العرادة كان وهو محافظ  يهابه الكثيرون، وصوته مسموع، وكان يُحسب لكلامه ألف حساب، ولما أصبح عضواً في  مجلس القيادة الرئاسي بدرجة نائب رئيس، جعله هذا المنصب يتوارى، وأصبح أكثر صمتاً، ولم يصرّح إلا ماندر.. ولم يُبين موقفه من مواقف زميله الزبيدي الانفصالية.. جعل هذا الامر  الكثيرون ممن يحبون هذا الرجل ويعرفونه مناضلا صلبا ومقتدرا، يتساءلون ماذا حلّ به! لكنه يبدوا أنه لم يعد يتحمل،  فظهر بقوة وتكلم  قبل أيام؛ فبقدر ما أفرحنا كلامه ونؤمن بصدق مضمونه، غير أنه كما قلت، ينتاب المرء  غصة وحسرة وشعور بالأسَى، لأن الردّ والتحدّي على تهديدات الحوثي كان فردياً، فقد يأخذه الحوثي على انه ناتج عن خلاف، ويرتكب حماقات في محاولة لتنفيذ مخططه فيما يخص مأرب!؛ هنا نقف..  ونقول وجب مراجعة وتقيّيم بقاء المجلس من عدمه! فإما الاكتفاء برئيس ونائب ويحتاج الامر للإخراج؛ وإما الضرورة لبقاء المجلس ويحتاج الأمر للالتزام بمضمون اعلان نقل السلطة.. وعليه؛ فإني  أطالب على الفور، بإصدار بيان من قبل مجلس القيادة الرئاسي يعزز ويؤكد كلام اللواء العرادة، ويحتوي البيان على تهديد صريح  للحوثي من أنه لو أقدم على ارتكاب حماقة في مأرب أو تعز فإن الجبهات ستفتح كلها وتحت ادارة غرفة عملية واحدة مشتركة!؛ هذا هو المطلوب حقاً! وليس فقط للتخويف، أو للتنصل كما فعل اللواء البحسني عندما قال أن على الشمالين أن يحرروا مناطقهم ونحن سندعمهم، وأظن أن موقف الزبيدي هو ذاته؛ إن لم يكن منسقاً مع الحوثة!؛ في ظل هذه الأجواء التي لا تسر،  يظهر العرادة ويعود بقوة من ميدانه الناصع البياض المشّع بالنصر والعنفوان، فقابل التهديد الحوثي، بالتحدي المأربي المعروف والمشهود.. شكراً له، فهو قائد بطل!؛ غير أن مجلس القيادة الرئاسي ما لهذا وجد؟!؛ وجد ليكون وعاءً للقوى الفاعلة على الارض من أجل إدارة البلد تحت قيادة واحدة، وجد كمظلة للاصطفاف والتوحد والاتجاه بقلب رجل واحد نحو العدو المشترك للجميع، نحو الحوثي!؛ ولا ينبغي بحال جعله يستفرد بقواكم واحدة تلو الأخرى.. تصريح قوي نعتز به ولكنه ينقصه التبنّي الجماعي منتظرين لذلك! .. بعد تهديد الحوثي بمنع التصدير للثروات من مأرب، وبعد أن نجح في منعها من شبوة وحضرموت، وهاتان الحادثتان كافيتان لإقامة حرب إن كانت غير قائمة، مضافاً إليهما ما قيل عن تعميم جديد يمنع الاستيراد للسلع ألا عبر ميناء الحديدة فقط، فالمطلوب؛ أكرر..  اجتماع طارئ لمجلس القيادة الرئاسي يرد عليهم بتهديد مماثل، ويوقف وصول النفط والغاز الايراني لميناء الحديدة فوراً، ويتبني ما طرحه العرادة، والتحضير لحرب تعيد الحق لنصابه، وتنهي الانقلاب من جذوره، لا أن نسمع من الشرعية كلمات ملينا سماعها من كثرة  تكرارها!؛  وفي ظل الأوضاع السابقة  التي وصفنا.. نسمع عن احتمال الموافقة على خطة المبعوث الاممي المرهمّة من قبل الحوثي!؛ أتكافئون الحوثي على تهديده واعتداءاته ومنعه لتحريك اقتصادكم؟!؛ فلا يعقل هذا ابداً.. والله المستعان!!  #تحية_للمناضل_البطل_اللواء_الشيخ_سلطان_العرادة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي