هل تنجح أمريكا في العودة للشرق الأوسط.. وماذا عن إيران واليمن؟

> "الأيام" وكالات:

> ​وصف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، العلاقات بين واشنطن والرياض بأنها "شراكة استراتيجية"، وذلك في أعقاب زيارته للسعودية نهاية الأسبوع التي أكد خلالها أن "واشنطن لن تغادر الشرق الأوسط".
واعتبر أن "الاتفاق النووي مع إيران ليس محور تركيز الولايات المتحدة في الوقت الحالي".

واعتبر بلينكن أن الاتفاق السعودي - الإيراني، برعاية الصين، "أمر جيد" إذا كان يؤدي إلى خفض التوترات، مؤكدا على أهمية التعاون بين واشنطن والرياض في قضايا عدة، منها النزاع في اليمن والشراكة من أجل إنهاء العنف في السودان فضلا عن التعاون في المجال العسكري والطاقة، ومكافحة الإرهاب".
وتحدث الوزير أيضا عن "الاندماج في الإقليم والتطبيع بين إسرائيل وجيرانها" وقال إن الولايات المتحدة عازمة على "المساعدة في القيام به، وتعميق بعض الاتفاقات الموجودة بالفعل، وكذلك توسيع هذه الجهود".

وفي حديثه لـ "سبوتنيك" قال الباحث في العلاقات الدولية، ماك شرقاوي، إن "الولايات المتحدة خسرت كثيرا بسبب سياسيات بايدن التي ناصبت العداء لأكبر دولتين في المنطقة، مصر والسعودية، وصدرت عنه تصريحات غير مقبولة عن الرئيس المصري، وعن عزمه جعل السعودية دولة منبوذة، لكن ما حدث بالفعل كان العكس تماما حيث وجهت المملكة أكثر من صفعة لبايدن، وصدر الكثير من التصريحات التي فهم منها أن المملكة خرجت من العباءة الأمريكية بحيث أصبحت العلاقات استراتيجية فحسب".

وأشار إلى أن "لدى المملكة حاليا علاقات مهمة مع الصين وروسيا، وتستعد مع مصر لدخول تجمع بريكس".

وأكد الباحث أن "المملكة، التي تقود "أوبك"، اتخذت قرارات متتالية بتخفيض إنتاج البترول رغم رجاء الولايات المتحدة، وقد مثل لقاء جدة في سبتمبر الماضي إهانة لبايدن عندما لم يتم قبول طلبه برفع انتاج النفط، وهناك أيضا تهديد من المملكة بالتعاقد على البترول مع الصين باليوان ما يوجه ضربة للدولار.
وأضاف أن كل هذا وجه ضربة قاصمة للعلاقات التي دخلت في منحنى خطر، ويحاول بايدن الآن من خلال بلينكن لملمة المشكلة التي أوقعت واشنطن نفسها فيها بتراجعها عن الكثير من الوعود وخروجها من ملفات مهمة في الشرق الأوسط، والكثير من المواقف التي تندم عليها، وربما يكون تصريح وزير سعودي بامتلاك الرياض لبرنامج نووي ومطالبته بدعم واشنطن حتى تتأكد من أنه برنامج سلمي قد حرك المياه الراكدة في هذا الملف".

وأكد المحلل السياسي والاستراتيجي فواز كاسب العنزي، أن "زيارة بلينكن تهدف إلى ترميم العلاقات الأمريكية السعودية، التي تضررت بسبب تعارض مصالح الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهي علاقات تاريخية وسبق أن شهدت توترات وعادت إلى ما بنيت عليه من ثقة ومصالح مشتركة، وهي علاقات تخدم الطرفين والمنطقة، كما أن المملكة كانت دائما ركيزة استراتيجية للتوازنات في الإقليم، ودعمت الأمن القومي الأمريكي من خلل تدفق الطاقة فيما دعم الأمريكيون المملكة بالسلاح، وما حدث في علاقات الطرفين جاء بسبب توجهات سياسية تجاه بعض الأنظمة والتي رفضتها الرياض".

وحول التطبيع مع إسرائيل قال العنزي إن" المملكة تسعى لتحقيق الأمن والسلم في المنطقة، لاسيما أن الشرق الأوسط يتوجه إلى مفهوم عالمي جديد هو المواطنة العالمية".

وأشار إلى أن "المملكة تنظر إلى أن الفلسطينيين لهم وطن لابد أن يعودوا إليه، وهي متمسكة بموقفها الذي أعلنته من خلال مبادرة الملك عبدالله التي تحقق السلم والأمن للطرفين، وقد جعلت الرياض القضية الفلسطينية في صدارة الملفات التي توليها اهتماما، وهو ما يجعل مسار التطبيع مرتبط بالقضية الفلسطينية، ولن يمضي قدما ما لم تحل القضية.

وأضاف أنه فضلا عن ذلك المشروع العالمي لأهداف التنمية المستدامة الذي تشترك فيه المملكة وإسرائيل، وبالتالي فإن هذه الشراكة في التعايش والازدهار باتت مطلبا ضروريا لتحقيق السلم والرفاهية لشعوب المنطقة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى