ملاحظات سريعة أولية على ميثاق شرف المجلس الانتقالي؟! (2)

د. علي العسلي
الخميس ، ١١ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

نتابع ملاحظتنا السريعة والأولية على ميثاق الزبيدي الانتقالي الجنوبي،  الباحث عن انشاء دولة من رحم الجمهورية اليمنية، عجيب أمر ما يجري، وشيء لا يُصدق، أن يُنصب الزبيدي نفسه رئيسا لاسترداد دولة انفصالية بغير اسمها، ووففاً لذلك يهيكل مجلسه، وليس بحسب ما  جاء باتفاق الرياض (واحد واثنين)، ولا بحسب إعلان نقل السلطة الناتج عن المشاورات اليمنية-اليمنية بالرياض، وانما بالضد، نشكوه في ذلك إلى الشقيقة الكبرى الراعية الضامنة، ونرجوها ألا  تكون من المتفرجين، وصاحبنا-الله يحفظه- الزبيدي،  يعمل العملة،  ولا بتوارى عن الانظار والكيمرات، بل ولا يخجل، فيحضر قصر المعاشيق باليوم التالي من فعلته ضد الجمهورية اليمنية،  كعضو مجلس قيادة رئاسي مع رئيس المجلس لاستقبال السفير السعودي لدى الجمهورية اليمنية،  مشّي حالكم يا يمنيون، عيشوا! وستشوفون من  هذا الكثير.. نعود لتسلسل ملاحظاتنا، وعلى النحو الآتي:  4.  الميثاق بحسب قراءتي له أنه يمثل برنامجاً أو مطلباً سياسياً للانتقالي، لا اقل ولا أكثر، وطبيعي أن نختلف معه، ونحدد موقفنا منه، لأنه لا يختلف عن الحوثي من حيث النتيجة، فكلاهما يريدان أن يفتتا الدولة اليمنية، يحلا محل السلطة الشرعية للجمهورية اليمنية ويتقاسمان النفوذ على أنقاضها وفق معياري المذهبية والجهوية!؛ ومعيب والله، الصمت المريب من قبل رئيس واعصاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومجلس النواب والشورى، صمتهم هذا، لأمر مثير للسخرية، ويتعجب منه جنّ الجمهورية اليمنية قبل إنسها! ويفترض أن يسمع منهم الرفض ورفع الشكوى للراعي و الضامن، والمحاجّة بصوت عالي؛ كيف للانتقالي ورئيسه الذين أصبحوا بإرادتهم الطوعية جزءًا من الشرعية أن ينقلبوا على ما وافقوا عليه،  بان بكونوا جزءًا منها غير انهم على الواقع وحوش ضدها، فيستلزم ايقاف مهازلهم وفوراً!  5. جميل أن  الانتقالي الداعي للمجتمعين للتوقيع  على ميثاقه لم يدّعي  أنه وريث جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بل كل ميثاقه وأديباته ضدها، ولا يريدها، ولا يريد اسم اليمن،  ويستخدمها  فقط عند ذكر فك الارتباط،  ويبحث عن اسم في الهواء لدولته التي يأمل الحصول عليها في جنوب اليمن!؛ وللتدليل على ما ذهبنا  إليه، فقد  قالوا في احد الفقرات: " يقرر شعب الجنوب اسم دولته المنشودة المجسد لهويته الوطنية والثقافية والبعد التاريخي والحضاري، ضمن الاستفتاء على الدستور"؛ فكيف لفاقد الدولة والهوية أن يقرر؟؛وكيف لمن يريد ان يستعيد دولة أن يتنكر لها، ويتجاوزها، ويفصل له مقاساً اخرا؟!؛ 6. لقد لاحظت في ميثاقهم، العناوين الكبيرة، والتي المفروض انها ثوابت كلها (مقوسة)، فكل الجنوب مقوّس في ميثاق الزبيدي، ولكم أن تحكموا على ميثاق كهذا!؛ فما حكم المقوّس، ومن بعض الأمثلة على التقويس؛ استعادة وبناء وارتقاء وادارة وحماية الوطن الجامع (الجنوب) بكل ولكل أبنائه.. فالجنوب ليس له وجود على الواقع والقوانين والخرائط الدولية وجوجل،  يا أغبياء!؛ فكيف تريدون لأحد أن يقر لكم بشيء لا وجود له إلا في خيالكم وأحلامكم؟؛ تريدونه أن يعترف لكم بالفراغ من انه لكم، فالفراغ كله لكم؟!؛ كذلك  ورد:(الأرض والانسان الوطن والشعب)؛ فهما المرجعان الحاكمان والناظمان في داخل هذا القوس.. كيف لمن لا يتعب قليلاً في صياغة ميثاق مُعتبر، غير منتقد، في جمله والفاظه،  وفي مضمونه، أن يتعب في استعادة دولة لا يعترف بها هو ذاته!؛  بالله عليكم انظروا الى بعض الصياغات: "المواطنون  يقصد الجنوبيون، جميعهم متساوون في حقوق وواجبات المواطنة دون تمييز بينهم بسبب الدين والجنس أو اللون أو العرق أو اللغة أو المنشأ الاجتماعي أو المذهب أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الفكري. وينبني على الاقرار بذلك، التزام أبناء الوطن (الجنوب) بالمبادئ الآتية... ثمّ ساق المبادئ"  الله اعلم من أين جيء بالنص؟! من أية دولة فيها ديانات واعراق والوان ولغات... ما هذه السَلَطَة من انتقالي يريد أن يكون سُلْطَة. كونوا واقعين وتبنوا واقعكم ولا تستوردوا من الخارج حتى ميثاقكم!؛ما هذه الصياغة وما هذه  التخاريف؟!؛ 7. ومن الصياغات التي تجعلك ترثي للانتقالي حاله، وصعوبة قدرته توحيد المحافظات الجنوبية تحت قيادته، منها؛ " احترام الهويات والخصوصيات الثقافية والتاريخية والجغرافية لكل مناطق الجنوب وصيانتها في إطار الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة"؛ اية هويات و أياً طليّ، وأي جنوب له هوية جامعة، وانتم تقرون بأن هناك هويّات يا انتقالي، ومن الصياغات التي تذكرك بالجماهيرية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، صياغة: "تبنى الدولة الجنوبية على أساس الدولة الاتحادية الفيدرالية المدنية الديمقراطية، العربية الإسلامية المستقلة" 8. لاحظت بصمات  الشيخ هاني بن بريك، الغائب عن الاجتماع، الحاضر بقوة في الميثاق،  وفي مرجعيات الميثاق من خلال الأسلمة المتكلفة، حيث معروف الانتقالي ببغضه للإسلاميين،فيصيغ  تماشياً مع  بغض الممول،  ومع ذلك فقد ركزّ الميثاق للضحك على الذفون وللاستهلاك المحلي على الأسلمة، من ذلكم؛ "حفظ وكفالة الكليات الخمس الدين والنفس والعقل والعرض والمال" و يا ليتهم على الواقع حفظوها، فالاغتيالات في عهدهم حصلت للائمة في المساجد وليست عنكم ببعيد؟!؛ وهناك أسلمة لكثير من النصوص فاطلعوا عليها وقارنوا وقاربوا!؛ كذلك  لاحظت عبارة وددت التنبيه والتحذير من خطورتها في السياق الديني وهي:  " الالتزام بمبدأ التعايش والتسامح الديني والمذهبي كمبدأ قيمي حاكم في المجتمع الجنوبي وناظم لعلاقات افراده الإنسانية ومكوناته"، هذه العبارة الابراهيمية، ربما هي رسالة صداقة ومحبة وسلام مع الحوثي ومذهبه!؛ تعايشوا مع التجمع اليمني للإصلاح، قبل أن تنظروا، وتعادون الإخوان، ولا تعادون اليهود!؛ 9. لاحظت عبارة حماية الديمغرافيا الجنوبية وحفظ وتوثيق السجل المدني قبل العام 1990م ومراجعته عقب ذلك.. ماذا تعني هذه العبارة؟!؛ فمن يطلع على كثير  مما جاء في الميثاق يتخيل له أنه في مجتمع  غربي حضاري انساني متقدم، وغير تميزي أو عنصري؛ لكن ايضاً في داخله، صياغات وعبارات مسمومة عنصرية تحريضية لمصادرة  حقوق الاخرين من غير الجنوبين!؛  10. لا حظت كذلك عبارة " الجيش مؤسسة وطنية يحمي سيادة الوطن ويبنى مع الأمن الفيدرالي وفق أسس وطنية وعلمية ومهنية وتمثيل وطني عادل ويحرم ويجرم على افراده الانتماء الحزبي والسياسي"، بذمتكم شوفوا باطل الانتقالي وافتراءه في ميثاق شرف، هيكلوا أول مرّة ميلشياتكم، وبعدين تكلموا عن الجيش وكيف يبنى، وعن عدم التحزب فيه، وآلية التمثيل فيه من كل الوطن لا من قرية او قرى في الضالع!؛  أكتفي بما اوردت، واريد اسمع موقف مؤسسات الشرعية المختلفة مما حصل، أو ليسلموا بعجزهم ويرحلوا، والشعب اليمني بالجنوب والشمال كفيل بأصحاب المشاريع الصغيرة، لا تكونوا محلّلين للحوثي والانتقالي .. ونريد فعلا ميثاق شرف من كل مسؤول يتعهد فيه بعدم الكذب  والتضليل وممارسة الخداع والمكر،  و يكون صادقا مع نفسه ووظيفته ووطنه، نريد منه التعهد بحفظ  الدم والعرض والكرامة الانسانية، نريد منه الوفاء بما التزم أو تعهد أو وافق عليه!.. ودمتم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي