​مراقبون: الانتقالي بات يملك الشرعية القانونية والسياسية لتمثيل قضية الجنوب

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
اختتم الحوار الوطني الجنوبي في عدن بتوقيع القوى السياسية والمكونات الاجتماعية على وثائق شملت الميثاق الوطني الجنوبي، والرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، وضوابط التفاوض السياسي القادم، وأسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية.

وترسم هذه الوثائق أبعادا جديدة لقضية شعب الجنوب، الذي يطالب باستعادة دولته، وقد جرى توقيعها في أجواء مليئة بالحماسة، حيث صدحت حناجر الحاضرين في اليوم الختامي بشعارات من قبيل “بالروح بالدم نفيدك يا جنوب”.

ويرى مراقبون أن الحوار الوطني الذي جرى برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي حقق نجاحا غير متوقع، حيث شارك فيه أكثر من 284 مندوبا من محافظات الجنوب الثماني، تتقدمها حضرموت بـ66 مندوبا وعدن بـ60 مندوبا، ثم أبين بـ25 ولحج بـ22 مندوبا.

ويشير المراقبون إلى أن الوثائق التي جرى التوقيع عليها من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة، وقد تشكل حافزا للقوى المقاطعة للحوار للانضمام، خصوصا وأن هذا الملتقى لن يكون الأخير، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الملتقى.

وقال يعقوب السفياني، مدير مركز سوث 24 للدراسات في عدن، إن مخرجات اللقاء التشاوري الجنوبي الذي استمر لأيام وكان نتاج عملية حوار معقدة ومحفوفة بالتحديات لأشهر، هي مخرجات كبيرة ومتقدمة، وبالتأكيد تشكل مرحلة فارقة بالنسبة للأطراف السياسية والشعب في جنوب اليمن.

وأضاف السفياني في تصريحات لـ"العرب" أن هذه المخرجات تعطي دفعة قوية للمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية الجنوب على حد سواء، لاسيما أن الكثير من المواقف القادمة سوف تبنى عليها وقد بدأ هذا بالفعل عبر انضمام مكونات عدة إلى المجلس.

ويرى مراقبون أن المجلس الانتقالي الذي تشكل قبل نحو سبع سنوات نجح في إثبات نفسه الورقة الصعبة في المعادلة الجنوبية، وأنه بات يملك الشرعية القانونية والشعبية والسياسية لتمثيل قضية الجنوب، مع باقي الطيف السياسي والمجتمعي، المتبني لمشروع استعادة الدولة، بالاستناد إلى خطة واضحة ومرسومة حول كيفية العمل على هذا المشروع.

وقال رئيس مركز سوث 24 إن الوثائق الأربع التي تم التوقيع عليها وفي مقدمتها الميثاق الوطني الجنوبي تتضمن العديد من النقاط والاتجاهات الهامة، وهي في مجملها تركز على مشروع استقلال الجنوب عن الشمال، وهذا مشروع معلن وغير جديد ينادي به المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه وانبثاقه عن الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية في 2017. كما ركز جزء كبير منها على معالجة الماضي وسلبياته التي تم الإقرار بها رسميا عبر الوثائق والمخرجات.

ورأى السفياني أن حالة التفاؤل تبقى رهينة بتنفيذ المخرجات وتطبيقها على أرض الواقع، حيث إن هناك حالة عميقة من الشك تجاه أي حوارات أو مخرجات توافقية سلمية تعلنها الأطراف في اليمن، سواء كان ذلك في الجنوب أو الشمال، والتاريخ يضع أمثلة كثيرة على ذلك.
وشدد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي مطالب اليوم بصنع نموذج حقيقي مختلف قد يكون الأول إذا ما أخرج تلك التعهدات والوثائق إلى الواقع.

وهنأ نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مختار اليافعي شعب الجنوب ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، والقوات الجنوبية، بنجاح اللقاء التشاوري الوطني.

ووصف توقيع وثائق اللقاء التشاوري واختتام أعماله بنجاح في العاصمة عدن، بالنصر الكبير الذي تحقق لشعب الجنوب، متطلعا إلى مواصلة الحوار الوطني مع جميع المكونات السياسية الجنوبية والتحاقها بالركب نحو استعادة دولة الجنوب.

وقال حسين لقور بن عيدان، الباحث والأكاديمي الجنوبي، “لا شك أن انعقاد مثل هذا اللقاء وبهذا الحجم والتنظيم وفي أجواء فرح يعد حدثا كبيرا بعد عقود من حالة التيه والتمزق”.

وأضاف بن عيدان في تصريح لـ”العرب” أن اللقاء أقر عددا من الوثائق المهمة في مسيرة نضال شعب الجنوب، وهو إنجاز وتقدم كبير على طريق تحقيق طموحات شعب الجنوب في الخروج سلميا من الوحدة مع اليمن بعد فشلها وتحولها إلى كوارث على الشعبين.

وشدد الأكاديمي الجنوبي “نعتقد أننا دخلنا مرحلة حاسمة تقربنا كثيرا من السلام العادل الذي ينشده الجميع بدخول الجنوبيين في أي مفاوضات ممثلين لشعبهم ووطنهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى