تعز الحقد.. وقصف المعدات

د. محمد شداد
الاثنين ، ٠٨ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:٥٠ صباحاً

برغم ما قاله حميد الاحمر في أحد الإحتفالات الجماهيرية بمناسبة الانتخابات الرآسية عام 2006م قال كان الوالد دائماً يردد "اليمن هي تعز وتعز هي اليمن" والإشادات التي يشيد بها وبدورها المحوري القاصي والداني في دعم  تعز لليمن بحكم موقعها المتوسط شماله وجنوبه وعدد سكانها الفارق بكل أسباب الثورة والمعرفة والعمالة والاقتصاد يتمنى لها البعض  كما تمنت بنو أسرائيل لغزة أن ينشق البحر ويبتلعها، لأنها شكلت لهم غصة في قلوبهم وشوكة في حلوقهم مقاومةً ونضال..

 صنعت تعز ومحيطها الإقليمي للإمامة المذهبية السلالية في عهد الإمامة والجمهورية غصة محرقة لأنها حملت مشروع الجمهورية  والمقاومة  كليةً دون مواربة أو محاباه، وغنته قصيدة ولحن وسلام جمهوري وشعار وطني وبندقية في المعارك وقلم في كل مجال علمي سياسي وإداري وأعطت لليمن أضعاف ما أخذت.. 

ولا زال حتى اللحظة خيرها إليهم طالع وشرهم إليها نازل وما قصْفُ الآل لمعدات شق الطريق إلا نفحة من نفحات الحقد الثلاثي "الهاشمي القبلي المناطقي" الذي دمر اليمن أعاق وهدم دولته.. عدوان غاشم شفى صدور الكثيرين حتى في الصف المعادي للحوثية، طرفي الشمال المتصارع القبلي والسلالي قد يختلفون في كل شيء إلا على قضية الحقد على تميز ونجاح تعز هم فيه حلفاء.. كذلك طرفي الصراع جنوباً أبيني يافعي مختلفين في كل شيء إلا تحسسهم وخوفهم من تعز هم فيه سواء بسواء.

دلائل شاخصة، برغم رفدها له ناصبها عبدربه منصور شخصيا العداء لأن له معها قصة موضوعها أحداث عام 1986 بين الرفاق وقفت ألوية الوحدة الشمالية والتي كان معظمها من تعز مع "الطغمة ضد الزمرة" فنزحوا على  إثرها إلى الشمال، انتهى كل شئ وظل الحقد قال لوفد الحراك قبل أحداث ثورة الشباب 2011م عندما طلب الحراك حكماً ذاتياً على إثر  مطالب البعض إعطاء محافظة صعدة حكماً ذاتياً قال لهم لو تريدون ذلك اعملوا كما فعل الحوثيون في صعدة أي قرحوها!! وأردف وإذا حدث منكم ذلك أول من سيقف ضدكم تعز..

 أما صالح فحقده على تعز معجون بكل مخلفات المجتمع المنقسم على ذاته طائفياً ومذهبياً وسلالة،  برغم أنها سندته بدايةً وعلمته أ ب، أبجديات السياسة، وعندما طلب الشعب سقوطه أسقطته وقادت المظاهرت حتى في ذمار قال الأستاذ عبدالعزيز جباري حفظه الله حينها لم أتصور أن يقود المظاهرات في ذمار صلوي من تعز.. تجلى حقده للعلن أي عفاش عندما أحاط تعز بعد السقوط بسبعة عشر لواء من القوات التي نفخ فيها من روحه فأصابها ما أصابه من مرض وشروخ، وقال اقنصوهم اقصفوهم أبيدوهم وارموهم في بحر المخاء..

أما الحراك الجنوبي رعشة الخوف عندهم من تعز لازمة لأنهم على يقين أن تعز بوابة جنوب اليمن والأكثر تاثيرًا على معطيات الحرب والسلام في الجنوب سلبًا وإيجاب، ولهذا باعوا اللواء الصبيحي واللواء فيصل رجب لطلائع جحافل الحوثفاشية الملاحِقة للرئيس هادي لأنهم قالوا لا للحوثية ونعم للجمهورية والوحدة دونهما أرواحنا والدماء..

 أما الحوثي السلالي فقصته مع تعز ممتدة تاريخيًا نسجت خيوطها المذهبية الزيدية والسلالية  الهاشمية وما تماهيها مع نظام عكفتها إلا محطة من محطات إعادت التموضع والعداء..

  أما موقف دول التحالف ضد تعز صاغته سياسة العداء للأخونة واعتبروها قاعدة للإخوان المسلمين برغم اختلاف وتباين الزمان والحدث والمكان..وزرعوا في ميناءها قوة واسموها حُراس الجمهورية لقطع شريان اتصالها عبر البحر مع العالم الخارجي..

قالها قحطان فك الله أسرة إبان حرب صعدة ومطالبة كناهير الامامة في النظام الجمهوري بنظام اداري كامل الصلاحية للسلاحف في صعدة، إذا منحوا صعدة الحكم الذاتي فليمنحوا تعز كذلك نظاماً محلياً إدارياً مستقل ولهم منها صناعة نموذج مصغر للدولة الجمهورية الحديثة..منحوا صعدة معظم الشمال ووقف تعز جماهير الجمهورية والباحثة عن الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة بحزم وصرامة...وستظل على موقفها وستبقى مهما عوت الذآب وأكلت أحشاءها عناكب كهوف الجبال..

ختاماً: تصفية القلوب مطلب وطني وديني وأخلاقي مرحلي مُلح، من الكل بحق الكل لأجل تحرير اليمن وإعادة تعافية، والإيمان الصادق بالنظام والدولة العادلة والقانون سيعطي كل ذي حقٍ حقه، بصرف النظر عن منطقة حزب أو مذهب من تولى السلطة، إذا ما توفرت فيه شروط الوظيفة العامة.. القدرة والكفاءة والنزاهة والولاء الكامل للوطن دون سواه..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي