من نحن | اتصل بنا | الأحد 28 أبريل 2024 11:28 مساءً

الأخبار

عسكري يمني يروي فصول مأساته في سجون الحوثيين

انباء عدن الأربعاء 19 أبريل 2023 04:28 مساءً
 
 
عبداللاه سُميح
 
بعد وصول طائرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة الماضي، إلى مطار عدن الدولي، شعر الأسير اليمني المفرج عنه من سجون الحوثيين، ضابط الصف العرّيف أيمن حسن مستور، أن خروجه من باب الطائرة، بمثابة ولادة جديدة، تُنهي كابوسًا امتد لعام ونصف العام، بين جدران شهدت المآسي، في سجن "الأمن المركزي" بالعاصمة اليمنية صنعاء.
 
استغرق "مستور"، وقتًا حتى يصف اللحظات التي وطأت فيها قدماه أرضية مطار عدن، في عملية تبادل للأسرى والمختطفين بين الحكومة اليمنية والحوثيين، شملت قرابة 900 يمني، بتسهيلات من الصليب الأحمر الدولي.
 
في حوار مع "إرم نيوز"، يقول ضابط الصفً في اللواء الأول "زرانيق" الموالي للحكومة الشرعية، غربي البلاد، إن "فترة بقائه في سجون الحوثيين هي أسوأ شيء حدث في حياتي، كنت أتمنى الموت في كل لحظة، بسبب معاناة التعذيب الجسدي والنفسي المتواصل، إلا أن عزيمتنا وعنادنا هو ما ما ابقانا على قيد الحياة طوال هذه الفترة".
 
بعد خمسة أشهر على مولد طفله السادس "بسام"، وقع العرّيف أيمن مستور، في الأسر خلال عملية إعادة تموضع القوات اليمنية المشتركة المتمركزة في الساحل الغربي، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، إذ كان يقود رافعة "ونش" لسحب إحدى العربات العسكرية العالقة إلى "المخا" جنوب غرب تعز، وأثناء محاولته العودة إلى مؤخرة القوات، فوجئ بالحوثيين أمامه، وتم أسره على الفور واقتياده إلى سجن إدارة الأمن بمديرية الدريهمي، مرورًا بسجن "اللاويه" ثم باجل، تمهيدا لنقله إلى سجن الأمن المركزي بصنعاء.
 
*انتهاكات وجرائم*
 
يشير الضابط المولود في الحديدة، إلى حشر قرابة 30 محتجزا داخل غرف لا تتعدى مساحتها 6 أمتار طولًا و4 أمتار عرضًا، في سجن باجل، وسط الحديدة الساحلية، في أجواء يكاد الحرّ فيها والرطوبة يخنقان الجميع، دون وجود فتحة واحدة للتهوية.
 
وقضى مستور، شهره الأول في سجن الأمن المركزي بصنعاء، في زنزانة انفرادية تصل مساحتها إلى متر في مترين فقط، "أقضي فيها حاجتي الإنسانية وهي مكان معيشتي ونومي، قبل أن يتم نقلي إلى عنابر تصل أعداد المحتجزين في الواحد منها إلى 120 محتجزا، من مختلف جبهات القتال".
 
وكشف ضابط الصف البالغ من العمر 40 عاما، عن عمليات تعذيب تعرّض لها الأسرى في سجون الحوثيين، بأشكال وطرق متفاوتة، يشتركون جميعًا في عقوبة الوقف على قدم واحدة مع رفع الأذرع لمدة تصل إلى ساعتين، وكل من تهوي قدمه أو ذراعه من شدة الألم، يتعرّض لضرب بـ"الهروات"، كما يتم توظيف برودة الأجواء الشديدة في صنعاء في عذاب الأسرى، من خلال إزالة معظم ملابسهم وصبّ الماء عليهم وتركهم لساعات في منطقة مفتوحة السقف داخل سجنهم.
 
وأكد أنه لن ينسى مطلقًا حين دخل أحد الأسرى من محافظة مأرب، في مشادة كلامية مع أحد الأمنيين في السجن، ليقوم الأخير بضرب الأسير بـ"الصميل" – عصا خشبية غليظة – على رأسه حتى فقد بصره، ثم انتهى الأمر دون أي اعتبار للإنسانية.
 
وبحسب حديثه، فإن بعض الأسرى تعرضوا لضرب مبرّح من قبل فرق متخصصة، قبل أن تتم إعادتهم إلى عنابر الاحتجاز وهم لا يستطيعون الحراك لفترة تتخطى الأسبوع، ويقوم زملاؤهم من الأسرى بنقلهم ومساعدتهم في الحركة كل ما أرادوا الحمام لقضاء حاجتهم.
 
وتعرض الأسرى، إلى محاولات إذلال وسوء معاملة، وانعدام للرعاية الصحية في المعتقلات، فضلًا عن تعمّد إبقائهم جوعى طوال الوقت، ويصف الضابط أيمن مستور، تغذيتهم بأنها "لم تكن تملأ بطون السجناء، بقدر ضمانها عدم وفاتهم جوعًا، ناهيك عن معاناة الحصول على مياه الشرب والوضوء وقضاء الحاجة".
 
*أصعب اللحظات*
 
على مدى فترات متباعدة، تسمح إدارة سجن الأمن المركزي، لبعض الأسرى بالتواصل هاتفيًا مع أهاليهم، لمدة زمنية محددة، لا تتعدى 4 دقائق. في إحدى المرات جاء دور مستور، للاتصال بأسرته التي كانت تمهد في حديثها لخبر صادم، وحين تلقى خبر وفاة أمه في يناير/ كانون الثاني الماضي، كان وقع الخبر أشدّ عليه من استيعابه في لحظات، وحين حاول الحصول على معلومات أكثر، قطع اتصاله.
 
يقول مستور، إنه ظلّ يعاني لأيام بعدها من صدمة شديدة، وهو يفكّر في والدته التي لن يراها مطلقًا، وانقطاع دعواتها له منذ ذلك اليوم، ثم دخل في نوبة بكاء، حتى قارب على الانهيار.
 
وطوال عام ونصف، بقيت أسرة أيمن المكونة من زوجته و3 أبناء و3 بنات، في حالة قلق وخوف تترقب مصيره، وسط ظروف معيشية قاسية، ضاعفها غياب رب الأسرة وعائلها الوحيد. "لكن الله تدبّر أمرهم" كما يقول الأسير المحرر، فكفاح زوجته ناب عنه في تلبية متطلبات المنزل الضرورية، عبر عدة مهن تجيدها، كنقش الحناء والعمل ككوافيرة، إلى جانب قيامها بحياكة وخياطة الملابس والمستلزمات القماشية، بعد حصولها على دورة تدريبية في هذا المجال.
 
ويسخر ضابط الصف اليمني، من المحاولات البائسة للتأثير على أفكارهم، عبر شاشة التلفاز الوحيدة داخل السجن، والتي لا تتوقف عن عرض قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، بالتناوب مع محاضرات طائفية لبعض قياداتهم.
 
*الليلة الأخيرة*
 
لم يكن أيمن يعلم بعملية تبادل الأسرى التي يجري الإعداد لها، كحال غيره من الأسرى والمختطفين، حتى قبل ليلة من البدء في تنفيذها، إذ أعلن عن اسمه مع عدد من زملائه، ونقلوا إلى عنبر آخر، تمهيدًا لإطلاق سراحهم، فيما كان يظن أن نقلهم لا يتعدى الإجراء الروتيني داخل المعتقل.
 
مع غروب شمس الخميس الماضي، تم الاستيلاء على كل ما يملكه الأسرى المقرر الإفراج عنهم، حتى فُرش النوم، ثم أدخلوهم إلى العنبر الجديد، وهم لا يملكون إلا ما يرتدونه من ملابس، "وهي عبارة عن شميز (قميص) ومعوز (إزار) ومشدّة (غترة)، أحضرتهم لنا لجنة الصليب الأحمر الدولية، وأمضينا ليلتنا الأخيرة نائمين على الأرض".
 
يقول أيمن، إن الحوثيين لم يكتفوا بذلك، إذ أخرجوهم من السجن فجر اليوم التالي على متن حافلات لنقلهم إلى مطار صنعاء، وطافوا بهم في أحد الشوارع القريبة من المطار، ليسمعوهم شتائم وسُباب وتهديدات أهالي أسرى الحوثيين المحتجزين لدى الحكومة، الذين كانوا متجمهرين على نحو مرتب له".
 
لم يشعر الضابط العسكري، بالأمان إلا حين تم تسليمهم إلى لجنة الصليب الأحمر الدولية بمطار صنعاء الدولي.
 
وخلال رحلته الجوية، لجأ الرجل إلى قراءة القرآن، علّه يوقف تفكيره المستمر في لحظة لقائه بأسرته واحتضان أبنائه، وتخيّل وجه طفله الأصغر "بسام"، الذي بات الآن قريبًا من إتمام عامين من عمره.
 

.

 
المزيد في الأخبار
    بدأ البنك المركزي اليمني إجراءات تفعيل حساب التحويلات المحلية والدولية “IBAN” ومناقشة خطة تفعيله مع البنوك، حيث اتفق البنك المركزي مع البنوك على صيغة
المزيد ...
    عدن - محمد القادري:   تفقد مدير عام مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، أحمد علي الداؤودي، ومدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالعاصمة، المهندس محمد
المزيد ...
عقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم السبت في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعاً مع ممثلي عدد من الأحزاب والقوى والمكونات السياسية، لاستعراض
المزيد ...
  تنفيذا لتوجهات الحكومة في مكافحة التهريب، وبناء على توجيهات معالي وزير المالية الاستاذ سالم صالح بن بريك ورئيس مصلحة الجمارك الأستاذ عبدالحكيم القباطي بعدم
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
كم عدد مرات الجماع الطبيعية بين الزوجين؟
كيف يمكن مشاهدة مباريات ميسي مع إنتر ميامي؟
شاهد : اليمني الخارق الذي يتغذى على زيوت السيارات
بالصور : الطفلة اليمنية " ماشا" راعية الغنم
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
       - بعد نشرنا مقالنا، والذي كان بعنوان (رجل على كرسي الحكومة)، وذكرنا تواصلنا بمعالي دولة رئيس
        - بعد أيام من اختياره، تواصلنا بمعالي دولة رئيس الحكومة، الدكتور أحمد بن مبارك ، لم نحتاج
    لابد من تشغيل الكهرباء وكل مؤسسات الدولة بتعز وكنس الفاسدين ..! يُناضل #نائف_الوافي منذُ أشهر، من أجل
    يعاني المواطنين في م\ عدن وخاصة مديرية خور مكسر خلال السنوات الماضية من أزمة مياه حادة, جعلتهم يعيشون
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024