آخر تحديث :الأربعاء - 15 مايو 2024 - 08:05 م

كتابات


المرأة الجندي المجهول في رمضان

الثلاثاء - 18 أبريل 2023 - 03:15 م بتوقيت عدن

المرأة الجندي المجهول في رمضان

كتب / سعيد الحرباجي

‏حقا إنه الجندي المجهول في هذا الشهر الكريم

ذلك الجندي الذي جند نفسه ، وسخر طاقاته وحشد كل قواه الجسدية والنفسية ، والفكرية لخدمة أسرته ...في جد وتفان وإخلاص

يكد ويتعب، ويجتهد ، ويتحمل المتاعب في أوجٌَ الحر ، وفي أقسى الظروف ، وفي أجواء المطبخ الساخنة لأجل خدمة أسرته وتقديم كل ما من شأنه أن يدخل السرور عليهم ويسعدهم ، وقت الإفطار ،،،

نعم إنه الأم والزوجة والأخت والبنت

تلك المرأة التي تمكث في المطبخ لساعات طوال في ظل ذلك الحر الشديد، وتتحمل لسعات النار ، وسخونة الزيت ، وغليان الماء وتصبب العرق وأجواء المطبخ الملبدٌَة بالابخرة الحارة

تفعل كل ذلك في نشوة وسعادة وسرور وفرح كي.... ترى أفراد أسرتها يتناولون تلك الوجبات المتنوعة ، ويتلذذون بتلك الأطعمة الشهية ، ويرتشفون تلك المشروبات اللذيذة ...يملأهم الفرح ، وتغمرهم السعادة ، وتعلو وجوههم البشاشة ، وتكسو محياهم البسمة الحانية

هكذا هو حال المرأة في هذا الشهر الكريم ...تنسى متاعبها ، وتتجاهل آلامها ، وتتغلب على مشاق الصوم ، وتتحمل المخاطر

في صبر ، وصمت ، و تجلد ،،

لا تفكر أن تكلف نفسها بالنطق بما تعانيه ...لانها مجبرة على القيام بهذا العمل

، ومدركة أنٌَه لن يقوم به غيرها ، ومتيقنة أنه واجبها ،،

لذلك فهي لا تبخل عن بذل أقصى طاقة ممكنة

لإسعاد أسرتها ، وإدخال السرور إلى قلوبهم،،

فكم أنت عظيمة أيتها المرأة ،،،

وكم أنت رائعة حينما تقومين بكل ذلك الجهد ..والسعادة تملأ جوانحك ، والبسمة تكسو محياك ، والفرح يأخذ بكل مجامعك،،

فلكِ منا كل الحب ،،

ولك منا كل التحية والتقدير ، والاحترام ،،

فحقاً أنك لأنت الجندي المجهول في هذا الشهر الكريم ،،

لذلك وجب على كل أب وكل زوج وكل أخ وكل ابن في نهاية هذا الشهر الكريم أن يقبل تلك الأيادي التي انتجت ، وأبدعت ، وأسعدت وأفرحت أفراد الأسرة خلال شهر كامل

وأن ينحي إجلالا واحتراما وتقديرا وعرفانا لتلك الجهود المضنية التي قدمتها لهم في رمضان

إذ لولا جهودها الكبيرة التي تقوم بها لما رفرفت أجواء السعادة في المنازل ، ولما أشيعت أجواء الفرح والمرح في البيوت ، ولما ملأ الحب والسرور قلوب أفراد الاسرة ،،

إنٌَ هذا الاعتراف بتلك الجهود التي تقوم بها المرأة ( أكانت أماً أو بنتاً أو أختاً أو زوجة ) في المنزل وبالذات في هذا الشهر وفي عز الحر ، وتتحمل كل تلك المتاعب وهي صائمة صامتة صابرة محتسبة ...هو أقل ما يُقدم لها لانها تحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير

فرفقا بالقوارير،،

واستوصوا بالنساء خيرا،،،

لأنها وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم في آخر عهد له بالدنيا