fbpx
ورقة استكشافية تناقش الآثار التي سببها “الإرهاب” على نساء الجنوب
شارك الخبر

 

يافع نيوز – عدن – خاص
دعت ورقة استكشافية إلى وضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرّف والإرهاب في جنوب اليمن، وضرورة تمكين النساء من المشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار وعملية بناء السلام والانخراط في المؤسسات الأمنية.
وسلطّت ورقة استكشافية نشرها الأربعاء، مركز سوث24 للأخبار والدراسات، الضوء على الأثر الذي أحدثته الجماعات “الإرهابية” المتطرّفة على نساء جنوب اليمن، وعلى المجتمع بشكل عام.
وتناولت الورقة التي أعدتها الباحثة البارزة في المركز والمدير التنفيذي فريدة أحمد، الخطاب الديني المتطرف الذي استهدف المرأة في جنوب اليمن، وأسهم بصورة رئيسية في تقييدها وإباحة دمها، كما فعلت “فتوى وزير العدل اليمني لعام 1994، عبد الوهاب الديلمي.
وأجرت الورقة سلسلة من اللقاءات مع نساء من محافظات عدن وأبين وحضرموت، لفهم أعمق لطبيعة الآثار التي راكمتها  هذه الجماعات المتطرّفة.  وما شكّل لها اختبار التجارب العنيفة ومشاهدتها خلال سنوات الصراع الأخيرة أو ما قبل ذلك، صدمة واسعة وتبعات جسدية ونفسية ليست بالسهلة.
ورغم ذلك، بحسب الورقة، “ظل هذا الفعل العنيف يشكّل تهديداً مستمراً على المجتمعات المحلية بعدم الاستقرار وتدهور التنمية، وباتت آثاره تنعكس بشكل وخيم على مستوى المرأة تعليمياً وثقافياً وتوعوياً. ومع الوقت، انخفضت معه كفاءتها الإنتاجية ومشاركتها المؤثرة داخل المجتمع.”
ووفقا للورقة شكّلت ظاهرة انتشار الجماعات المتطرّفة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي في اليمن، أكبر خطر يهدد أمنها وأمن محيطها الإقليمي، خاصة وأن النظام اليمني السابق استعان ببعض هذه الجماعات في كثير من العمليات بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990. سواء في تصفية الكوادر الجنوبية المدنية أو العسكرية، أو في خوضها حروباً بالشراكة معه.
وزعمت الورقة أنّ “استهداف النساء في جنوب اليمن كان يعد ورقة محسوبة ضمن تكتيكات الجماعات المتطرّفة التي استعان بها نظام اليمن الشمالي السابق خلال وبعد حرب 1994”.
كما أشارت الورقة إلى أنّ بعض الممارسات الوقائية المناهضة للإرهاب جاءت بنتائج عكسية. كما حدث في 17 سبتمبر 2009، حين قصفت الولايات المتحدة بصواريخ من نوع “توماهوك كروز” قرية المعجلة بمحافظة أبين جنوب اليمن، على معسكرين مشتبهين تابعين للقاعدة، سقط في ذلك القصف 41 من السكان، من بينهم 14 امرأة و21 طفلاً.
كما أشارت الورقة، إلى أنّ كثير من النساء اللواتي يتعرضن للعنف من أزواجهن أو آبائهن أو إخوانهن يكنَّ أكثر عرضةً للانضمام إلى الجماعات المتطرفة القائمة على العنف. في المقابل، يساهم نشر الأفكار المتطرفة ضد المرأة بين أوساط الرجال، إلى ظهور ممارسات عنف وتمييز ضدها في حقوقها الاجتماعية خصوصاً في مناطق الريف.
ووفقا للورقة ساهم التأثير الديني على المجتمع في جنوب اليمن بشكل سلبي بعد حرب 1994، وظهرت مدارس التعصّب الديني المتشدد وانتشرت جماعات العنف في عدد من محافظات جنوب اليمن، في خطوات بدت ممنهجة ومدروسة، هدفها الضغط على هذه المناطق وحرف مسار مطالباتها السياسية وإحداث فراغ أمني غايته عدم استقرارها.
توصيات
ونشرت الورقة مجموعة من التوصيات للجهات ذات العلاقة، أهمها:
• وضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرّف والإرهاب، ويمكن أن تُبنى عليها تجارب عمل إقليمية ودولية سابقة، وبالذات الصادرة عن قرار مجلس الأمن (1325)، المتعلق بـ “المرأة، السلام، الأمن”، وسيكون من الأهمية إدراج الاستراتيجية ضمن عملية السلام المستقبلية.
• تمكين النساء من المشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار وعملية بناء السلام، من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي وتحصين المجتمع من مخاطر النزعات العنيفة والإرهاب.
• إشراك عدد أكبر من النساء في المنظومة الأمنية، وهو ما شجّعت عليه المفوّضية السامية في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في 2014، ضمن إطار مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن عن “دور النساء في مكافحة التطرّف العنيف” . وضرورة المساواة بين الجنسين وتمكين النساء.
• تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس والجامعات في محافظات جنوب اليمن، وتنمية وعيهم العام بمخاطر التطرّف والإرهاب، الأمر الذي من شأنه الإسهام بتفسير مخاطره للمستهدفين بصورة وقائية تتصدى للأفكار المتطرّفة.
• تعزيز دور منظمات المجتمع المدني، وبالذات التي تتعامل مع المرأة مثل فروع اتحاد نساء اليمن في المحافظات الأكثر تضرراً من آثار الجماعات المتطرّفة، مثل حضرموت وعدن وشبوة وأبين ولحج، وكذلك اللجنة الوطنية للمرأة، والعمل على تنظيم برامج تدريبية لرفع مستوى وعي المرأة بمخاطر “الإرهاب” والتطرف.
• من المهم التأكيد على إن بناء السلام والأمن ونبذ التطرّف العنيف، لن يتحقق في ظل غياب النساء عن مراكز صنع القرار.
• أهمية التوعية الإعلامية بمخاطر التطرّف العنيف والإرهاب، ووضع ذلك ضمن خطط برامج القنوات الفضائية، فضلاً عن التوعية عبر المواقع الإلكترونية والصحافة الورقية.
• يمكن أن يساعد تشديد العقوبات وعملية مراقبة خطابات الكراهية المتتبّعة لأنشطة النساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في الحد من أفكار المتطرّفين دينياً والتخفيف من حدة التهديدات المحتملة تجاههن.
• تعزيز دور المؤسسات الدينية والمساجد في تعميم ثقافة المساواة بين أفراد المجتمع، ونبذ العنف والتطرّف تجاه النساء.
• التواصل مع شخصيات نسوية مؤثرة ومعتدلة دينياً، لتشجيعهن على نشر قيم السلم الاجتماعي مع نساء أخريات، وحثّهن على تقبّل الآخر واحترام حريته وآراءه.
• إنّ الحصول على تمويل من الحكومة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة التطرّف والإرهاب، عاملاً أساسياً لدعم المنظمات العاملة في مجال المرأة، لتفعيل دورها بشكل كبير في التوعية من مخاطر العنف، لا سيّما في المحافظات التي تضررت بشكل كبير من الجماعات المتطرّفة مثل حضرموت وأبين وشبوة وعدن ولحج.
لتحميل النسخة الإلكترونية من الورقة كاملة:
https://south24.net/news/docs/The_impact_of_terrorism_on_women_in_SouthYemen_Ar.pdf
أخبار ذات صله