رسائل موفقة لوزير الأوقاف "شبيبة".. آخرها رسالته للدعاة لتفنيد خرافة الولاية!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٥ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٤٢ مساءً

الله ما أعظم أن يكون المسؤول، مشبّع بالوطنية، مكافح ومناضل، فكيف إذا كان فوق ذلك  عالم دين، ويقود وزارة دينية ، كـ " ابن شبيبة"، الذي لا يترك مناسبة وطنية أو دينية إلا وأرسل رسائل يعبّر فيها عن نبض وحال الشعب اليمني!؛ ففي يوم عرفة دعا "شبيبة"، للاتعاظ والاعتبار والاستشعار بعظمة الرسول(ص)، وعظمة خطبة الوداع لسيد الخلق سيدنا وحبيبنا محمد (ص)! حيث خطب من صعيد عرفة،  فأكد على حرمة الدماء والأموال والأعراض، ونهى عن التفاخر، وأكد على أن الناس سواسية، وأكد ايضاً على صيانة الحقوق، ووصى بالمرأة، وحرم عليهم اخلاق الجاهلية والتعامل بالربا، وحذرهم من الفرقة والخلاف!؛ هذا ما يطالب به الاخ الوزير من الجميع بأن يرتقي  حسّ الاستشعار والاقتداء برسول الله(ص) في القول والعمل!  وقبلها دعا" شبيبة"، العلماء والدعاة المتواجدين بالحج إلى الاستفادة القصوى من تواجدهم مع ما يربو على أربعة وعشرين ألف حاج يمني مجمعين ومتحركين بأمكنة وأزمنة محددة، والقيام على أكمل وجه بمهمة الدعوة إلى الله، لافتاً هذه المرّة إلى أهمية استشعار الأجر والثواب من الله والإخلاص له في الدعوة والإرشاد والفتوى.. وطالبهم كذلك بضرورة أن تتركز دعوتهم حول تعريف الحجاج وتبصيرهم بأداء مناسكهم الصحيحة، وايضاح الأحكام الشرعية لهم، والابتعاد عن الخلافات ونبذ الفرقة، وأن تكون دعوتهم إلى ما يوحد الكلمة ويجمع، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم!؛  واليوم ها هو معالي الوزير، وبعد أن أعلن نهاية الحج، ونجاحه لهذا العام، ها هو معاليه يدعو  العلماء والمرشدين والدعاة، إلى القيام بواجب لا يقل أهمية عن تبصير الحجاج بمناسكهم، يدعوهم لتفنيد خرافة يوم الغدير أو يوم الولاية، حيث يحتفل الحوثي بالثامن عشر من شهر ذي الحجة من كل عام،  باعتباره يوم دينياً، وعيداً سلالياً، وهو يتعارض مع الدين، ومع نظام الجمهورية اليمنية ودستورها.. يقول فضيلة الشيخ "شبيبة"؛ فإن الوجب الديني والوطني يقتضي دحض خُرافة "الغدير"  أو ما يُسمى بيوم الولاية، بل  والتحذير منهم وطقوسهم وعلى عاتق العلماء والمرشدين والدعاة يقع فعل ذلك، من خلال محاضراتهم، ودروسهم، وعبر كل الوسائل التي تصل إلى أغلب شعبنا اليمني العظيم.. فهذه المناسبة المضللة، بالإضافة إلى تعارضها مع نظام الجمهورية، ومخالفتها للدستور، فهي أيضا تضر بحق شعبنا في نهجه الشوروي الديمقراطي، في اختيار حكامه!؛ فالمطلوب والحال هذا، دحض خزعبلات الحوثي والحفاظ على الهويّة اليمنية، ورفض نظرية البطنين، وأن ما يسمى بالاصطفاء الإلهي وحصر الحكم في جينات بعينها وتميزها وتسيدها على غيرها ما هو إلا هراء، لأصل ولا منطق له.. وهذا لا يقبله اليمنيون، ومن واجب العلماء تبصير الناس وتوعيتهم بهذا، فهو غير مقبول في بلادنا، وباطل عند شعبنا، ومخالف لدستورنا وقد قامت ثورة ٢٦ سبتمبر المجيدة ضد هذه الخرافة، وضحّى ثوارُها الأحرار بدمائهم ليعود الحق لأهله، والاختيار للشعب، ولكي يتخلص اليمن من فكرٍ عنصريّ سلالي بغيض،  يزعم أصحابه أن الحق الإلهي في الحكم والدين والمال هو لهم، لأنهم ينسبون أنفسهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنهم أوصياء على اليمنيين.. هكذا سطر "شبيبة" رسالته للعلماء،  فلله درك يا ابن "شبيبة" وهذا الوضوح وهذا الصفاء وهذا النقاء، وهذا الانحياز لحق الشعب في الحكم،  لا لأحد سواه،  وفي خلاصة الخلاصة؛ فإن مهام وأدوار العلماء والخطباء والدعاة، ألا يبخلوا بفكرهم  النير، من دحض الشبهات، وتصحح الأفكار، وأن يقوموا بواجب  التحذير والتنبيه، لعموم الشعب من مخاطر النظرية السلالية العنصرية، بهما؛ سيحصّن الشعب، وستقلل آثار السموم الضارة من معتقدات هذه الفئة عليهم، فيكفي اليمن اضرارها لقرون، فهذه  الفئة ومن حمل افكارها من قبلها،  قائمون على الحروب وإغراق الارض بالدماء، والتباهي  بالمقابر والقبور التي تحفرها لقتلاها التي تدفع بهم لمهالك الموت!  أختم بالقول:  لا لحكم السلاليين.. لا لاصطفاء جينات على حساب جينات أخرى.. لا للحكم بالغصب، ولا باسم  السماء..  نعم!  للديمقراطية.. نعم! للاختيار الشعبي.. نعم للمؤهلات العلمية والخبرات والكفاءات.. نعم للنزاهة والحكم الرشيد.. نعم! للتطوير والتعاون والتنمية المستدامة.. نعم! أولاً وأخيراً لمن يختارهم الشعب ويرتضيهم حكامه..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي