قَرُبَ عرفة!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٦ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٠٩ مساءً

.. هنيئا لأربعة وعشرين ألف حاج يمني، حجّهم هذا العام.. وهنيئا للقيادة  السياسية ممثلة بوزير الاوقاف والارشاد وكوادره هذا الشرف الذي حظوا به في خدمة حجّاج بيت الله الحرام.. فمن مغرب أمس وطوال الليل ولغاية الآن، النقل لم يتوقف، وبإشراف مباشر وميداني من قبل وزير الأوقاف والإرشاد، التصعيد تمّ إلى منى، وبتغطية مستمرة من قبل اللجنة الاعلامية المرافقة لبعثة الحج .. تم تصعيدهم بزيادة عدد الباصات وعبر آلية معتمدة ومجدولة زمنياً لكل الوكالات التي  فوّجت الحجاج اليمنيين لهذا العام؛ حيث تمّ التصعيد أيضاً بمدّة قياسية من خلال أكثر من 500 حافلة حديثة،  أعدت واعتمدت حتى يكون حجّاجنا من أوائل الواصلين، كي يتهيؤوا لقضاء يوم التروية.. ويوم التروية هو هذا اليوم، الاثنين، الثامن من ذي الحجة،1444هجرية..  الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبرُ الله أكبر ولله الحمد.. .. لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرٍيك لَك لَبَّيْكَ.. إنَّ الحَمْدَ والنِعْمَةَ لَكَ والمُلْك.. لا شَرِيِكَ لك..  ويوم التروية هو يوم التحضير والتهيئة للنفس والبدن، والتهيئة للتعايش مع ملايين الناس من جنسيات والوان وألسن مختلفة، وحتى لا يتسبب ازدحام الاجساد بمزاحمة القلوب والأفئدة، بل   يوسعها.. وهذه التروية، روانا الله واياكم من حوض نبيه محمد  صلوات ربي وسلامه عليه، شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً، هو تهيئة واستعداد لليوم الأكبر، يوم الوقوف بعرفة، الذي هو بمثابة حشر مصغر ليوم القيامة.. ادخلنا واياكم ربنا برحمته، الجنة، وسعت رحمته كل شيء، فعليه الاعتماد والتوكل.. قرب زمن عرفة، المتبقّي سويعات قليلة على هذا اليوم العظيم.. لبيك الله حج.. اللهم تقبل حجنا وحج جميع المسلمين الذين اتو ملبيين خاضعين مستسلمين إلى بقاعك الطاهرة المقدسة، واشمل اللهم بلطفك وكرمك ورحمتك أهالينا ودولنا باليُمن والخير والبركة، والأمن والاستقرار، واعطي  اللهم كل واحد مسألته ممن أوصانا أو استوصانا يا عزيز يا حكيم يا غفار.. إن عرفة هو مقصد،  من مقاصد الحج العظيمة الدالة على وحدة الأمة والمساواة والتوحيد لله وحدّه.. قَرُب الزمن.. قَرُب الوقوف بعرفة.. فالوقوف بعرفة ركن الحج الأعظم، لأنه محدد بمكان وزمان، ولا ينفع التقديم أو التأخير في أي منهما.. عرفة افضل أيام الله.. الناس فيه سواسية، لا فرق بين أعجمي ولا عربي، ولا بين أبيض ولا أسود، فالكل خاضعين ذليلين لله وحده يرجونه الرحمة والغفران، وان يعودوا لديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.. .. ومن متابعتي لحجاجنا هذا العام .. فقبل التصعيد  الذي تحدثت عنه،  كان الوزير وقيادة مكتب شؤون حجاج اليمن، قد اطلعوا  قبل يومين على مخيمات اليمنيين في مشعر منى وعرفات، وحجم الاستعدادات والتجهيزات المقدمة لحجاج اليمن، وتأكد معالي الوزير بنفسه، من أنها متفقة مع المواصفات المرغوبة والشروط المطلوبة..  لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.. اللهم في يوم عرفة قربنا إليك، ولا تجعل في قلوبنا إلا إياك، اللهم لا تردنا خائبين، اللهم أجرنا من النار ومن حر النار، اللهم اعتق رقابنا ورقاب ابائنا وأمهاتنا وأزواجنا وأبنائنا وزيجاتهم وذرياتنا أجمعين من النيران، اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا، اللهم أتم علينا نعمتك، وأنزل في قلوبنا سكينتك، وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم افتح لنا أبواب الفرح، ويسر لنا أسباب الرزق، وارزقنا الفرج والتيسير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.. وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. آمين اللهم آمين..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي