اللهم إن هذا منكر لا ترضاه

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٢٦ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً

توفي صاحب البسطة التي صادرها ظلما مامور مديرية الشيخ عثمان.

المواطن وازر عبده صالح رجل بسيط من ابناء مديرية جبل حبشي: تعز كان يعمل بشرف ليعول اطفاله وبقية افراد اسرته بعرق جبينه ، لم يسلك مسلك النهابين ولا المليشيات المسلحة ولا الكسب الحرام.

عندما تعبثوا ببضاعته وصادروا بسطته ظلما وتجبراً واستقواء على ضعفه وقلة حيلته ، وهي كل ماله وما يملكه في حياته ، ذهب يشكوا لمقر السلطة المحلية ولانه انسانا بسيطا والمعتدون عليه مدججون بالاسلحة ومحميون بنافذين اتخذوا من قهر البسطاء منهجا وسلوكا معتاداً لم يعر احد شكواه ومظلمته أي اهتمام بل ربنا سخروا منه وزجره بعنف .

عندما لم يجد من يسمعه ولا من ينظر لكارثته ضاقت عليه الدنيا بما رحبت وفضل الموت على الحياة فأشعل النار في جسده مضحيا بنفسه ليوصل لأهل الضمائر الحية في الوطن وخارجة رسالة ظلم الانسان لأخيه الإنسان.

هل هذه الجريمة ستكون سببا في استيقاظ الضمائر واعادة النظر في هذه المظالم التي لن يكون وبالها ولعناتها إلا على مرتكبيها وعلى من يقف خلفهم ، ووضع حد للعابثين ، ومحاكمة المعتدين ، فالضحية انسان ولو كان من اقصى بقاع الدنيا فما مورس عليه ويمارس على الضعفاء امر لا يقره شرع ولا عرف ، حتى من لا دين لهم لا يقبلون بذلك.

نثق أن مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ محافظة عدن وكذلك القضاء والمجتمع كله سيولوا هذه القضية عناية خاصة ليثبتوا العدل مهما كانت مكانة مرتكبي الجريمة ، والا فلا خير فيهم وعلى الدنيا السلام ، وما لم ينصفوه فهم خصومه ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ويوشك ان تعم اللعنة علينا جميعا ، طالما لم تتمعر وجوهنا لهذا المنكر الذي يهتز له عرش الرحمن.   اللهم إن هذا منكر فأزله.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي