وتستمر حكاية الحجّ!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:٣٦ مساءً

من حين وصول معالي وزير الأوقاف والارشاد الشيخ محمد بن عيضة شبيبة إلى مكّة المكرمة،  وهو ما شاء الله عليه يعمل كخلية نحل في المكتب وفي الميدان،  حتى أنه ينسى أنه لم يتناول الأكل منذ ساعات طوال.. أصف هنا فقط انصافاً  للحقيقة.. الرجل يوظف طاقاته وعقله وبديع كلامه، كله في خدمة الحاجّ.. فيتحدى نفسه قبل غيره، إذ يحفز همّته حتى تكون عالية، ويتسابق مع نفسه ليكون قدوة للأخرين، ويتسابق  مع الزمن، حتى يحدث الأثر المطلوب لنجاح الحج بتفاصيل تفاصيله!؛ إنه فعلاً وبحق موظف مسؤول وفي وزارة دينية، فهو لا يدع الفرص تمر دون أن يوظفها لخدمة الحجّ.. يسعى لإحداث نقلة نوعية في كل شيء، في المفاهيم، وفي الإجراءات، وفي ابتكار الوسائل الابداعية، وفي الغوص في استلهام  الحكمة من العبادات، كي يرتقي الجميع بالتجويد  في أدائها ..  فمنذ وصوله أقام عدة فعاليات نهارية وليلية.. التقى باللجان وزار المواقع، والتقى بالمفوّجين والمطوّفين، والتقى بالدعاة والمرشدين.. فقد عقد معاليه سلسلة لقاءات عامة و خاصة، وتحدّث إليهم ووجههم بما للسؤال يعفي،  ونبههم وحذرهم بما يحمي، وذكّرهم بمغازي الحج بما يشفي ويكفي!؛  وسأبدأ على عجالة بالمرور بما كانت اللجنة الاعلامية المرافقة لبعثة الحج قد وثقته ونشرته.. فمن الأحدث فالأقدم، فقد التقى معالي الوزير في ليلة السابع من ذي الحجة فضيلة السادة العلماء والدعاة والخطباء والمرشدين، وألقى جملة من التنبيهات على مسامعهم، فنبّه إلى أمور الدعوة، فهي قبل أن تكون تشريف من الوزارة، فهي تكليف لهم من الله، فهي فريضة شرعية، واتباعاً لهدي النبي (ص)، حيث قال.. بلغوا عني ولو بأية.. وبيّن أن الدعوة ولإرشاد لله، وليس إلى الأحزاب أو إلى الأشخاص.. ثمّ نبّه وحذّر من خطورة التنازع والتناقض فيما بين الدعاة والواعظين، وحثّهم على التمسك والاقتداء بما قاله رسول الله(ص) بما معناه، من ضرورة إفشاء  السلام بينهم كدعاة، حتى تصل دعوتهم إلى القلوب والأفئدة ، لا أن تطير في الهواء، فترتد عليهم ضجرا وسخرية.. فلا تصلح الدعوة مع الخلاف، ولا الارشاد مع الفرقة.. فالله.. الله.. على الإخوة، المحبة، السلام، وصفاء القلوب.. فإن لم؛ فلتتركوا المختلف وتتفقوا وتتوحدوا بالمشتركات وهي كثيرة جداً.. فيكفي بلدنا ما فيه،  فبلدنا مكلوم وأوضاعنا محزنة ولا نزيد الطين بلّة.. استغلوا الفرص وعلّموا الحاج حتى حُسن قراءة الفاتحة قراءة صحيحة.. وذكّرهم بأن هناك فرق بين الدعوة والارشاد والفتاوى.. هذا وكان قبل ذلك قد أجتمع معاليه بلجنة الأفواج والمطوفين، حيث عقد معهم، اجتماعًا تنسيقياً، وشدد معاليه، على أهمية مواصلة عملية التنسيق بين كل الأفواج والمكاتب الميدانية المحددة لها، والتأكيد على منع تصعيد أي مقيم مع باصات ومخيمات حجاج بلادنا.. وكان قد أعلن معاليه قبل ذلك ايضاً، استكمال تفويج الحجاج اليمنين في الخامس من ذي الحجة  1444هجرية، حيث  استُكمل في الرابع من ذي الحجّة  تفويج  جميع حجاج الجمهورية اليمنية  إلى مكة المكرمة، والبالغ عددهم (24255) حاجاً، وقد تمّ تفويجهم بتوفيق من الله بمدّة قياسية، قرابة الاربعة عشر يوماً فقط.. بعمل ومجهود كبير بذلته كل الاطراف المشتركة في عملية التفويج، والمشاكل كانت محدودة وتكاد لا تذكر، فلله الحمد والمنّة.. والحمد لله على سلامة وصول حجاجنا الكرام متمنين لهم استكمال مناسكهم بسهولة ويسر، وأن يعودا إلى ديارهم سالمين غانمين ومغفوراً لهم..  .. بقي لي أن أشير إلى اهمية وجود العيادة الطبية لبعثة الحج، فهي تقوم بخدمة ما يربو على 24ألف حاج  يمني..  نحيّ القائمين على العيادة الطبية ، ونشكرهم على جهودهم وتفانيهم وتطبيب أجساد واسقام حجّاج بيت الله الحرام، وتُشكر اللجنة الاعلامية أن خصصت لهذا الموضوع مساحة من  مساحاتها، حيث نشرت وبثّت فيديوهات للعيادات وعملها، هذه العيادة لها اذرع في ابراج  السكن بحدود تسع عيادات،  وتهتم بالحالات الإسعافية والطارئة والامراض الشائعة التي تنتشر عادة  بين الحجّاج، ومتوفر في العيادات أغلب الأدوية للإسعافات الاولية، ويوجد لدى البعثة ثمانية عشر طبيباً من كافة التخصصات، ولدى العيادة كادر تمريضي كاف أيضاً، وعند الحالات المعقدة لا سمح الله، فسيتم تحويلها إلى مستشفيات المملكة  المتخصصة في مكة والتي تقدم أرقى الخدمات الصحية..  كما قامت اللجنة الاعلامية بعمل ملصقات توضيحية وتحذيرية مهمة، من بينها:  "ارفع يديك مُلبياً لا مُدخناً"، بالتحذير من آفة الدخان الجنائية، بالإضافة طبعاً إلى الصّحية،  فإشعال سيجارة بجوار أجهزة إنذار الحرائق، سيؤدي إلى إطلاق صفارات الإنذار المصحوبة بالتحذير الآلي مما يتسبب في نشر الهلع والخوف والتدافع لدى الحجاج، وقد يؤدي إلى نتائج كارثية لا سمح الله وعواقب غير محمودة، كذلك بثّت اللجنة  فيديوهات في الصفحة الرسمية لوزارة الاوقاف، أحاديث من أفواه الحجّاج، من أدعية وايصال رسائل مطمئنة لعوائلهم، وكذا من قبل مسؤولين ايضاً يوضحون فيها  العملية الانسيابية في الحجّ، وتبيان عدم وجود مشاكل في تفويج حجاج اليمن، فلله الحمد والمنّة على ذلك وبالله التوفيق.. حجّ مبرور.. وذنب مغفور.. وسعي مشكور..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي