الرئيسية > تقارير وحوارات > المرأة اليمنية في زمن المليشيا الحوثية.. سنوات من القمع والتعذيب

المرأة اليمنية في زمن المليشيا الحوثية.. سنوات من القمع والتعذيب

" class="main-news-image img

 

رغم أن المرأة اليمنية ظلت تحظى بمكانة رفيعة في المجتمع اليمني، وبمنأى عن الصراعات السياسية والحروب التي شهدتها اليمن عبر التاريخ، إلا أنها ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة وسيطرتها على المؤسسات بقوة السلاح تحولت إلى هدف للميليشيا التي تعمدت إقحامها في الصراع ونفذت ضدها العديد من حملات الاعتقال التي طالت المئات من النساء في صنعاء وكل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

المرأة اليمنية التي حظيت منذ الأمس البعيد بحصانة المجتمع اليمني ومثلت مسألة حمايتها وصيانة كرامتها تشريعا راسخا في وثيقة الأخلاق والمبادئ والأعراف اليمنية المتوارثة جيلا بعد جيل، تتعرض اليوم للقمع والاعتقال وتتعرض لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي في معتقلات المليشيا الحوثية وسجونها السرية.

ومنذ اقتحام ميليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء واستيلائها على مؤسسات الدولة أواخر العام 2014م ارتكبت المليشيا عشرات الجرائم والانتهاكات ضد المرأة اليمنية التي تحولت إلى ضحية حرب ولم تسلم من الاستهداف إما بالقتل المباشر عن طريق القنص أو بالصواريخ البالستية والقذائف التي تطلقها المليشيا عشوائيا على القرى والمدن والأحياء السكنية، وإما عن طريق انفجار الألغام الأرضية أو عن طريق التصفية في المعتقلات والسجون.

وعقب سيطرة الميليشيا على الأجهزة الأمنية شهدت العاصمة صنعاء والمدن الخاضعة للحوثيين، موجة غير مسبوقة من الاختطافات التي طالت فتيات وطالبات تم اختطافهن من الشوارع والأسواق واقتيادهن على متن سيارات وأطقم عسكرية حوثية إلى جهات مجهولة وإعادتهن بعد عدة أيام من اختطافهن بأساليب وطرق مهينة تمثلت في إلقائهن في الشوارع في أوقات متأخرة من الليل لتتكفل أجهزة أمن الحوثي بإيصالهن إلى منازلهن وإجبارهن وإجبار أسرهن على تقبل الأمر وعدم الإفصاح عن ملابسات الاختطاف والأماكن التي تم اقتيادهن إليها.

تقارير حقوقية كشفت عن ارتكاب الميليشيا الحوثية لأكثر من 1893 واقعة اختطاف وتعذيب واغتصاب ضد النساء منذ ديسمبر 2017 وحتى أكتوبر 2022، بينهن قاصرات بسجون المباحث الجنائية وسجون الأمن والمخابرات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

وكان "تحالف نساء من أجل السلام في اليمن" أكد أنه رصد أكثر من 504 نساء في السجن المركزي بصنعاء، و 204 فتيات قاصرات بين سن الـ12 والـ18 عاماً، و283 حالة إخفاء قسري في سجون سرية تابعة  للجماعة، وصدور 193 حكماً غير قانوني تفاوتت بين السجن والاعدام بتهم التجسس والخيانة وتكوين شبكات دعارة ومزاعم الحرب الناعمة.

وعلى مدى السنوات الثمان الماضية، كشفت العديد من التقارير الحقوقية المحلية والدولية عن هول المأساة الإنسانية في سجون جماعة الحوثي، مؤكدة أن النساء المعتقلات في سجون المليشيا يتعرضن للتعذيب الجسدي مثل الضرب بالعصي والاسلاك والصعق الكهربائي والخنق بالإضافة للتعذيب النفسي مثل الإهانة والتعذيب اللفظي والتحقير واجبارهن على تسجيل اعترافات بجرائم لم يرتكبنها وجرائم غير أخلاقية لتقوم وسائل إعلام المليشيا ببثها لتبرير جرائم الاعتقال والتعذيب التي مارستها بحق النساء، غير مكترثة بما سيترتب على ذلك من عواقب.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي