تتصرف الحيتان القاتلة "الأوركا" بطرق غريبة وعدوانية، في وحول مضيق جبل طارق الذي يفصل إسبانيا عن المغرب.

ومنذ يوليو 2020، سجل البشر مئات الحالات التي قامت فيها الثدييات البحرية العملاقة (Orcinus orca) بالعبث بالقوارب، وعلى ما يبدو أنها تكسر أجزائها عن قصد قبل المغادرة.

وفي تصعيد غريب، اتبعت مجموعة من حيتان الأوركا يختا عائدا إلى الميناء بعد كسر دفته.

وفي قرون من الأدب البحري، لا توجد هجمات قاتلة مسجلة على البشر من قبل الأوركا في البرية. في الواقع، كانت هجمات الأوركا البرية على البشر نادرة بشكل صادم، نظرا لسمعة الحيوانات.

ومن الناحية الفنية، قد لا يزال هذا هو الحال - القوارب، وليس البحارة، يمكن أن تكون مصدر تسلية أو غضب الأوركا - لكنها بالتأكيد مدعاة للقلق.

وهذا ليس فقط لأن حيتان الأوركا تحتوي على ما يصل إلى 10 أطنان من الشحوم والعضلات والأسنان الانسيابية التي يمكن أن تتفوق بسرعة على يخت السباق من أجل السرعة، بسبب دهائها الحاسم، تعتبر الأوركا من بين أكثر الحيوانات المفترسة فعالية في المحيطات.

وعند طلب تسمية حيوان ذكي، سيفكر الكثير من الناس على الفور في الشمبانزي أو الدلافين. لكن حيتان الأوركا قد تتفوق على حد سواء.

وتتواصل الحيوانات بطرق مختلفة، ولكن في أعماق المحيطات الباردة، يعد الصوت أحد أهم الأدوات في مجموعة أدوات الاتصال الخاصة بالحيتانيات. وينتقل الصوت في الماء أسرع بكثير منه في الهواء ويمكن أن يفعل ذلك عبر مسافات أكبر بكثير. وتنتشر الأوركا في جميع أنحاء العالم، وقد طورت المجموعات الإقليمية لهجاتها الخاصة.

ووجد العلماء الذين يدرسون النقرات والصفارات التي تستخدمها هذه المجموعات للتواصل مع الاختلافات الإقليمية بينها. ويمكن أن تُعزا هذه إلى الوراثة، حيث تمرر الأم طريقتها في "التحدث" إلى نسلها، ولكن وجدت الأبحاث أيضا أن مشاركة اللهجة ليست مؤشرا موثوقا به للرابط الجيني.

وبدلا من ذلك، يبدو أنه نتاج جزئي للثقافة المحلية.

ويمكن أن تتعلم الأوركا من بعضها البعض، وببراعة أيضا. وتصطاد حيتان الأوركا قبالة سواحل جنوب إفريقيا أسماك القرش، وتنزع أحشائها بدقة شبه جراحية للحصول على أكبادها اللذيذة والمغذية والغنية بالزيوت.

ويعتقد بعض العلماء أن ثقافة الأوركا هي محرك مهم لتطورها، إلى جانب علم الوراثة.

وتمارس الصيد باستخدام تكتيكات تتطلب العديد من الأعضاء للعب أدوار مختلفة. وهياكلها الاجتماعية معقدة، ولكن عادة ما تكون القرون أمومية، وترأسها إناث.

ويبدو أن نمط الحياة هذا يزيد من بقائها على قيد الحياة، ليس أقله بسبب هذا الهيكل.

وقبل بضع سنوات، تصدرت الحوت Wikie عناوين الصحف من خلال "التحدث'' بكلمات بشرية. علمها أحد العلماء كيفية نطق أصوات تبدو وكأنها كلمات بشرية، مثل "مرحبا" و"وداعا". ولم يكن هناك ما يشير إلى أن Wikie كانت تعرف ما تعنيه الكلمات، لكن حقيقة أنها تستطيع إصدار الأصوات كان من المدهش سماعها.

وفي الحقيقة، قد تنخرط حيتان الأوركا في محاكاة أكثر مما نعرف. ووجدت دراسة أجريت عام 2011 أن حيتان الأوركا يمكن أن تحاكي أصوات حيتان الأوركا الأخرى بلهجة مختلفة، على سبيل المثال. ولوحظت أيضا وهي تنسخ الأصوات الصادرة عن الأنواع الأخرى. وتم تسجيلها وهي تصدر أصواتا مرتبطة عادة بالدلافين القارورية؛ ليس غريبا، ربما، لأن الأوركا هي أيضا نوع من الدلافين.

لذا مهما كان ما يحدث مع حيتان الأوركا في مضيق جبل طارق، فلا شك أنه سيكون ممتعا. هل تسعى للانتقام من القوارب بعد بعض الإهانات الجسدية؟ هل هذا نوع من الفضول؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا الآن؟ لماذا المراكب؟.

تكهنت ورقة في العام الماضي بأن الحركة (أو البدعة) يبدو أنها قادتها أنثى واحدة من الأوركا تسمى "وايت غلاديس". ومع ذلك، فإن ما يحفزها على هز القوارب غير واضح ومن المرجح أن يظل كذلك حتى نحصل على مزيد من المعلومات.

المصدر: ساينس ألرت