الرئيسية > محليات > استعدادا لحرب جديدة.. تحشيد حوثي كبير رغم جهود الحوار والسلام

استعدادا لحرب جديدة.. تحشيد حوثي كبير رغم جهود الحوار والسلام

" class="main-news-image img

 

فيما تتجه انظار اليمنيين والعالم نحو خيار السلام والحوار وجهود إنهاء الحرب المدمرة ماتزال الميليشيا الحوثية تحشد آلاف المقاتلين إلى محافظة إب استعدادا لحرب جديدة، رداً على المساعي السلمية لطرف الشرعية ومبادرات حسن النوايا السعودية، ما يهدد بإفشال أية محاولات للتفاوض معها ونسف جهود السلام.

تدرك الميليشيا الحوثية جيداً ان خيار السلام والحوار وحده بات اليوم مطلب اليمنيين والعالم أجمع، ولم يعد الحل العسكري خيارا متاحاً، وان الحرب أوشكت ان تضع اوزارها؛ وآن الأوان لتنحية السلاح جانباً والشروع في تسوية سلمية تعيد لليمن توازنه واستقراره ودولته الجامعة!.

ورغم الجهود المضنية التي تُبذل داخليا واقليميا ودوليا لإسكات فوهات البنادق وتسوية الأرضية الملائمة لحوار اليمنيين؛ إلا أن الميليشيا الحوثية ما تزال تحشد آلاف العناصر المسلحة.

يأتي هذا التحشيد بالتزامن مع وصول قيادات حوثية إلى السعودية لأداء مناسك الحج لأول مرة منذ اندلاع الحرب والحصار، ضمن مبادرة حسن النوايا لتهيئة أجواء السلام في بلد ممزق تدمره الحرب طيلة تسع سنوات.

الاعتراف بالتحشيد جاء على لسان القيادي الحوثي نصر الدين عامر- منتحل صفة رئيس وكالة سبأ بنسختها الحوثية، زاعماً في منشور له أن أكثر من عشرة آلاف مقاتل من المنطقة الرابعة نظموا مسيرة عسكرية من محافظة ذمار إلى محافظة إب؛ في مؤشر على نية الميليشيا نقل مسلحيها إلى محافظتي تعز والضالع المجاورتين لخوض جولة قتال جديدة.. ما عده مراقبون إما استباقا لأي حوار بهدف تحقيق مكاسب ميدانية على حساب دماء اليمنيين؛ او محاولة لفرض شروط تعجيزية جديدة تنسف أمل السلام وتعيد الوضع الى نقطة الصفر.

وإلى جانب تحشيدها المسلح ماتزال المليشيا المتعنتة تبث خطاباً حربياً تعبوياً لا يتوقف، بدءا من خطاب استعلائي وجهه الحوثي لأنصاره بمناسبة شهر الحج الفضيل، لا يُفهم من مضمونه سوى المضي في فرض مشروعه التسلطي دون تراجع، واعتبار دعوات السلام نوعا من الاستسلام، فضلاً عن تصريحات متواصلة لقياداتها يهددون بعودة الصواريخ والمسيرات مالم يذعن الجميع لشروطها، مصرة على إدارة ظهرها لكل الجهود المكرسة لإعادة السلام، ودون أدنى مراعاة لموسم الحج.. وكلها مؤشرات لا تعكس اي تجاوب لدى المليشيا مع مبادرات السلام بقدر ما تؤكد مضيها في إطالة امد الحرب ومضاعفة كلفتها الكارثية، ما يفرض على اليمنيين الاستعداد لخيارات حاسمة تنهي المراوحة الراهنة، بعد ان بات واضحا للعيان ان الميليشيا تتخذ من كل هدنة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها، ومواصلة حربها العبثية.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي