الرئيسية > تقارير وحوارات > وسط معاناة مستمرة.. الأضاحي في اليمن لمن استطاع إليه سبيلا!

وسط معاناة مستمرة.. الأضاحي في اليمن لمن استطاع إليه سبيلا!

" class="main-news-image img

 

يستعد اليمنيون للاحتفاء بعيد الأضحى المبارك في الأيام القليلة القادمة في ظل ظروف اقتصادية مزرية انعكست على حياة المجتمع في مختلف المحافظات اليمنية.

 

العيد القادم الذي يحتفي به اليمنيون يأتي في ظل انقطاع المرتبات وانهيار متسارع للعملة الوطنية، انعكس أثره ليس على أسعار المواد الغذائية الرئيسة فحسب، بل امتد إلى أسعار الأضاحي، حيث تجاوز سعر البعض منها الـ 200 ألف ريال يمني، ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة ارتفاعا مهولًا، في ظل ازدياد العرض على الأضاحي الذي يتشبث به طيف عريض من اليمنيين كأحد أهم الطقوس التي تميز عيد الأضحى.

 

اتجه الحاج (علي البروي) إلى سوق الماشية في مدينة تعز، الجمعة الماضية، لبيع ضأنين له من أجل شراء خروفا لعيد الأضحى، لكن المفاجأة لم تكن في الحسبان، حيث وجد أن المبلغ الذي يريد الحصول عليه من خلال بيع ماشيته لا تمكنه من الحصول على خروف واحدا، حيث تراوحت الأسعار بين 150-250 ألف ريال وهو ما دفعه للعودة لمنزله خالي الوفاض.

 

ويستغرب البروي عن دور الحكومة إزاء هذا الغلاء الضارب المتفاقم من عام إلى آخر دون حلول، والذي قضى على حياة الناس، فصاروا لا يستطيعون الحصول على لقمة ورغيف الخبز، فما لفائدة من هذا العبث كما يقول.. وأضاف البروي "سنحاول العودة للسوق مرة اخرى أو سنكتفي باي خروف في المتناول يمكن شراءه لتلبية هذه الشعيرة الدينية".

 

ليس كل من يصل سوق الماشية قصده شراء أضحية العيد، فهناك من يتجه لبيع ماشيته حيث يدخره لهذه المناسبة للبيع بسعر أعلى للكسب وتحقيق فائدة أعلى لتلبية متطلبات العيد الاخرى.. حيث يقول المواطن (علي المشولي) من سكان تعز إن التجار الكبار في بيع الماشية مستغلون فهم يريدون الشراء من المواطن بسعر أقل في وقت هم يبيعون بأسعار اغلى وفوق طاقة المواطنين".

 

الاكتفاء بالكيلو

 

(رائدة حسين) موظفة في الإدارة المحلية بمدينة عدن، هم منذ سنوات تقول لا يستطيعون شراء الأضاحي بسبب شحة الأجور، وعدم استطاعة شراءها كونها تعادل أضعاف المرتبات، وهم يكتفون بشراء كمية من اللحم من الملاحم يوم العيد للاحتفاء بالمناسبة.

 

لكن زميلها في ذات المرفق (ماهر سلمون) يعتمد على احدى المؤسسات من خلال شراء (كبش العيد) من خلال التقسيط، حيث يتم شراء الكبش له من خلال التقسيط من راتبه في مرفقه الحكومي.

 

في صنعاء لايزال (مالك سعيد) دون أضحية حتى اللحظة، وربما يقضيه دون ذلك كما يقول نظرا لضعف السيولة المالية لشراء (كبش العيد)، فالمرتبات منقطعة منذ عدة سنوات وما يجده من الأجر اليومي في بيع الآيس كريم يغطي به ايجار البيت واحتياجات منزله.

 

ويؤمل مالك في الحصول على كبش ولو من خلال التوزيع من بعض الجمعيات الخيرية التي تنفذ عملية توزيع للكباش لبعض الاسر الفقيرة خاصة في ظل المعاناة الصعبة التي يعشها.

 

خيار التقسيط

 

في العام الماضي في مدينة لحج نجحت أسرة (أنسام الفقيه) في شراء كبش بالتقسيط بـ 120 ألف ريال من أحد الأشخاص، حيث تتم عملية الدفع بـ 60 ألف ريال في أول الشراء، ثم بقية الأشهر 20 ألف ريال، وتتحمل الأسرة تبعات ذلك، فراتب والدها التقاعدي في مكتب النقل 30 ألف ريال، فيما والدتها تعمل في الأمن، وساهمت الأسرة جميعها في شراء كبش العام الماضي، بيد أن الغموض يلف شراء كبش هذا العيد هذا العام في ظل توقف المرتبات.

 

في حضرموت يقول محمد اليزيدي إنه لم يتجه حتى اللحظة لشراء أضحية العيد، لكنه في حال عدم مقدرته نظرا لظروف تدريس أولاده من خلال دفع الرسوم للجامعة وتكاليفها سيضطر لنهج نفس ما ينهجه الكثير من السكان في المكلا في السنوات الأخيرة من خلال الشراء من الملاحم بالكيلو لقضاء ذلك اليوم، مشيرا إلى أن ظروف الناس باتت صعبة جدًا في ظل انقطاع المرتبات وتزايد الاحتياجات والمتطلبات المتعددة وتواضع امكانات الناس.

 

ومع كل قدوم كل عيد الأضحى تتزايد متاعب الناس داخل اليمن، بفعل عدم قدرتهم على توفير المال الكثير لشراء الأضاحي مع استمرار ارتفاع الأسعار وضعف الرقابة الحكومية، وجشع التجار.

 

وجميع تلك الأسباب تشكل هاجسا كبيرا للأسر اليمنية التي تقطعت بها السبل في شراء الأضاحي كما تفعل باقي الأسر المقتدرة.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي