ثلاثة من ابناء تعز هم رجالات دولة وليسوا مُحلّلين؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٩ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٤٩ صباحاً

شاءت الأقدار أو المكانة والقدرة والاقتدار أن يكون من أبناء تعز منهم في الصدارة! ولا شك أنهم رجالات دولة مشهودين ومشهورين؛ وليسوا ظاهرة عابرة وجِدتّ لتوّها، ليمرروا مشاريع انفصالية أو ما شابه، وليسوا كذلك محلّلين؛ ليعلم القاص والدان، هذا الأمر، وليبطّل البعض الاتهامات والتخوين! .. هؤلاء الثلاثة العليمي والبركاني وابن السفير المثقف والسياسي المحنك المعروف عبد الملك سعيد الوحش-يرحمه الله-، تقلدوا مواقعهم في ظروف سيئة جداً، في الوظيفة والسلطة والبلد عموماً، أي  في أوقات الانهيار والركود، وليس التطور والرفاهية!؛ وفي وقتنا الحالي هناك من يزايد عليهم، وهو لا يريد تحمّل المسؤولية في السلطة، ولكنّه يريد من خلالها أن يشرعنّ ذاته، ويمرر مشاريعه ومن دون مساءلة أو تحمّل تبعات! يريدون أن يمرروا ما يريدون باستخدام الملشنة والقوة؛ في هكذا بيئة وجدوا الثلاثة، ويعملون الرؤساء الثلاثة، لكن نثق بقدرتهم وعلى استطاعتهم تجاوز الصعاب والتحديات، وإفشال تمرير مشاريع ما دون الدولة اليمنية! هؤلاء الثلاثة الرؤساء تحملوا المسؤولية، وهم أهلاً لها،  ولا يعتقدنّ أحداً أن وجودهم منّة أو دور لحساب أخرين، بل هم وتعز مستحقيّن لها اثناء الحرب، ومن بعد الحرب لو طبقت الديمقراطية الحقّة!  أقول هذا، ليس اعتباطاً، وليس عاطفياً وتعصباً، وإنما اختيارهم وتكليفهم هو تكريماً لدور تعز، وهو  جزء من الاعتراف بالحقيقة، وإنصافا لتعز على تهميشها واقصائها عقب إعادة الوحدة اليمنية!.. وهنا سؤال يشغل العقول، تُرى لماذا يراد تهميش تعز والانتقاص منها ومن ابنائها وإغفال دورها؟ هل هو الخوف من تميّزها بالتعلم، وتوفر الكفاءات فيها أكثر من غيرها ؟ أم لمرض نفسي وعُقد تاريخية؟ أم ماذا؟؛ لأننا رأينا في الفترة الأخيرة شدّة وقساوة النزوع الانتقامي، والموغل في الحقد المكرّس للكراهية، فعند حدوث أي إشكال يدفع أبناء تعز الثمن قصفا وفتلاً، ومصادرة أموال أو مضايقة لأبناء تعز وممتلكاتهم، أو تجميع العمال وترحيلهم والسطو على محلاتهم  وملاحقتهم بشكل مهين!؛ كذلك يبرز التحريض والاتهام والتخوين بلغة هابطة يترفع المرء اقتباسها هنا!؛ أتُرى ما هو سبب بثّ الكراهية؟ هل يعود للجهل؟ أم أنه مقصود؟ وما هو السبب؟؟    ألم تكن تعز هي من وقفت بمسؤولية ومطالبة السلطات بإنصاف أبناء المناطق الجنوبية بعد 1994؛ وعندما تولى السلطة ابنها العليمي بدأ بتحريك هذا الملف والقيام بالإنصاف الفعلي على الارض لأبناء الجنوب؟؟؛ألم تتصدى تعز وبصدور عارية، بفلذات أبنائها للزحف الحوثي الغاشم تجاه الجنوب، وذلك في  مظاهرة غير مسبوقة في11 أكتوبر 2014، وتلتها عدة مظاهرات أخرى سقط فيها جرحى وشهداء برصاص الجيش والأمن المتملشن!؛ ولا تزال تدفع الثمن باهظاً من ذلكم التاريخ، حصاراً، مطبّق عليها حتى اللحظة، بل والتوقف عن استكمال تحريرها لغاية الآن، ومضايقة أبنائها عند الرغبة بدخولهم  للعاصمة المؤقتة عدن، بداً عن الآخرين!    لكن الحقيقة الماثلة أمامنا، هي أن  تعز كُرّمت فقط، من قبل الرئيس المشير عبدربه منصور هادي حفظه الله، وفي عهده؛ فله منّا التحية والتقدير؛ في عهده فقط الرئاسات الثلاث، اتجهت لتعز تكريماً وتقديراً منه لتعز ومكانتها، فلتعز مكانة ودور لا ينكره إلا جاحد أو جاهل أو حاقد!؛  تعز سفر خالد،  تعز تاريخ ناصع،  تعز إرث كبير من النضال الوطني والسياسي وعلى امتداد الوطن بتاريخه القديم والمعاصر.. امكانات تعز التي لا يمكن حصرها او عدّها،  ولا يمكن تجاهلها! فتعز هي عاصمة الدولة الرسولية وابحثوا لتجدوا انجازاتها، وتعز التي قاومت الإمامين وجعلتهم صاغرين يتخذونها عاصمة لإقامتهم حتى يسترضوها، ولن ترضى عنهم، فناضلت وكافحت ولا تزال مع غيرها من الوطنيين اليمنيين لإسقاط الإمامة، ومن بعدها الحوثية، وتعز قلعة وملاذ الأحرار في جنوب اليمن حتى تمّ دحر الاستعمار، وتعز التي كانت قبل اعادة الوحدة تستفرد بثلثي الحكومة بصنعاء وبثلثها تقريبا في عدن، بقيام الوحدة أقصيت وازاد الحقد عليها شمالاً وجنوباً، عليها وعلى ابنائها؛ وهم ليسوا عالة، وإنما منتجين ومعطيّن انتاجهم وخدماتهم للجميع، وفي شتى المجالات والمهن والقطاعات، وتعز التي استُهدفت، لا تزال  متمسكة بالوحدة وتدافع عنها في الوقت الذي يحاول التنكر لها البعض!؛ تعز هي القاعدة العريضة والوسطى للكادر الوظيفي للدولة وهي العلم والثقافة والتجارة والشعر والفن..  تعز التي  في ربوعها بيوت القامات الكبار؛ عبد الله بن علي  الحكيمي ( ثائر، وتنويري، ومصلح اجتماعي، وسياسي، ورجل دين ومن اعلام اليمن)، وعبد الغني مطهر(ثائر ومخطط لثورة سبتمبر، ورسولها وداعمها)، ومحمد علي عثمان، واحمد محمد نعمان (وكل آل النّعمان  بسياسيّهم ومناضليّهم وشعرائهم)، وعبد الله عبد العالم القرشي، ومحمد عبد العليم البركاني، ومهيوب علي العرفي، وقاسم منصور الشيباني، وحسين عبد الباري الاديمي، وعبد العزيز عبد الغني، و الدكتور احمد الاصبحي، والدكتور فؤاد قائد الأغبري، ومحمد قائد سيف، ومحمد علي الاسودي، والدكتور محمد قائد الاغبري، ووزير الصحة والدكتور محمد عبدالودود، وعبد الله عبد الواسع البركاني، والبروفيسور الدكتور سيف مهيوب العسلي، ودرهم نعمان الحكيمي، ومحمد الكباب، ومحمد سعيد عبدالله (محسن)، وعبدالواسع سلام، وراشد محمد ثابت، والشهيد عيسى محمد سيف، والشهيد عبد السلام مقبل، والدكتور عبد الوهاب محمود، والدكتور قاسم سلام الشرجبي، والشيخ عبد الرب النجاشي (المقطري)، والشيخ عبد الرحمن أحمد، والشيخ الوحش، والشيخ أحمد سيف شرجب، والشيخ احمد عبد الجبار نعمان الحمودي وأخيه الشيخ محمد ، والشيخ محمد أمير البريهي، والشيخ سعيد محمد عبد الله العاقل، والشيخ علي عبد الله الضباب، والشيخ علي البحر، والشيخ سعيد عبد الله البركاني (والد الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب)، والشيخ عبد القوي ابراهيم حاميم، والشيخ عبد الله قاسم وابنه، والشيخ المناضل عبد الجليل قائد، وتعز هي  قوائم الشهداء الذين تامر عليهم النظام وقتلهم في الحجرية(قتل أشجع شيوخ تعز)، والقائمة طويلة جداً وأتوقف هنا، واعترف بالعجز ولا استطيع أن اعطي كل حقه، فالمعذرة!؛  وتعز هي، الحاج هائل سعيد أنعم وكل المجموعة الأكارم، ومجموعة الشيباني، وشاهر عبد الحق، والأسودي، وتوفيق عبد الرحيم، ومحمود سعيد، وإخوان ثابت، والعاقل، والنجاشي، والعبسي، وياسين طه،  والخليدي، والعليمي، والدبعي، والعديني، وعبد الله الكريمي وإخوانه؛  وتعز هي الشيخ المظفر، والشيخ احمد بن علوان، والشيخ عبد الهادي السودي، والشيخ احمد عبد الله الحضرمي، والشيخ طه البركاني، والشيخ ناصر الشيباني، والشيخ حسان بن سنان وأولاده، والشيخ ياسين عبد العزيز القباطي، والشيخ عبد الرحمن قحطان، والشيخ عبد الله سنان الجلال، والشيخ سعيد بن سعيد حزام، والشيخ احمد القميري، .. وغيرهم كثير.. و تعز هي البروفسورات،  والاستشاريين في الطب والاختصاصات الأخرى، والمدراء، والمبدعين،  وهي حصادات المسابقات والجوائز العربية والعالمية،  وهي مدينة التربويين العظام أمثال محمد سعيد صالح و نعمة احمد رسام وغيرهما!؛ وتعز هي عبد الله عبد الوهاب نعمان، وعبد الله سلّام ناجي، وعثمان ابو ماهر، ومحمد مرشد ناجي، وايوب طارش عبسي، وعبد الباسط عبسي، ومنى علي، وعبد ابراهيم عبده الصبري، و عبد الغفور الشميري، ونجيبة عبد الله، وأدم سيف، وفهد القرني، والشباب الجدد كثيرون ويصعب عدّهم..  تعز هي مصانع متنوعة منها، مصنع البسكويت.. مصنع الطلاء.. مصنع الاسفنج.. مصنع البلاستيك.. مصنع الرخام.. وهلم جرا.. الخ.. العليمي والبركاني ومعين عندما يعملون، عليهم أن يدركوا كل ما أسلفناه؛ ومن ثم يتصرفون ويتخذون قراراتهم، معتمدين على حنكتهم السياسية وخبرتهم، وعلى ضميرهم الوطني، وتركتهم التي أشرنا إليها، ورصيدها في الجوانب المعرفية والثقافية والاقتصادية والسياسية والمالية!؛ عليهم تفنيد ودحض أنهم أُتِيَ بهم ليكونوا محلّلين لمشاريع أقل من الدولة، فإن وجدوا ما يشاع فليقدموا استقالتهم احتراماً لأنفسهم ولمحافظتهم وتاريخها! .. وفي الختام انتهز فرصة قدوم عيد الاضحى المبارك وأقول كل عام واليمن واليمنيين والقيادة السياسية بألف ألف خير..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي