الرئيسية > تقارير وحوارات > تذليل الطرق الخطرة عدوى حميدة في محافظة الضالع

تذليل الطرق الخطرة عدوى حميدة في محافظة الضالع

" class="main-news-image img

ظل المجتمع المحلي في مناطق مريس يعاني من مشكلة وعورة الطرقات ومنعطفاتها الخطيرة التي تسببت بالكثير من الحوادث وسقوط وفيات وكذا صعوبة ايصال متطلبات الحياة واسعاف المرضى والكلفة العالية لشدة قساوة الطرقات كما كان الحال في نقيل نجد المعرش ولم تقدم لهم الحكومات المتعاقبة أية حلول سوى وعود قابلة للتبخر.

 

في مريس المروي والضيعة تحديدا نشأت نواة البداية للسير صوب الحلول الاجتماعية.

في الثاني من ديسمبر 2020تمكن المجتمع المحلي من حشد طاقاته لرصف طريق نجد المعرش حيث ساهم الجميع كل بما يستطيع من مال او جهد او سيارات لنقل المواد.

تستفيد من هذا الطريق قرى المروى، الضيعة، حمث، الجاو، المطارين، العتبات، اللحسون، وقرية المنمار التي يقطنها نحو 8 الاف نسمة. 

حلم أصبح حقيقة:

 

سهيل الهادي المسؤول الاعلامي للتجربة المجتمعية يقول: "انطلق مشروع رص نقيل نجد المعرش وكان بمثابة الحلم حتى أصبح حقيقة".

 

واوضح سهيل: "في قرية المروي وهي الأشد عناء من هذا النقيل بدأ حوار مع المجتمع بشأن "نقيل نجد المعرش" وحينها كان هناك مبلغ وقدره ثلاث مئة ألف ريال توفرت من خلال تغريم أشخاص اختلفوا في القرية فتم وضعها لصالح الطريق ومن ثم تم تشكيل لجنة من عقال قرية المروي على أساس التهيئة لانطلاق العمل في الطريق وبعدها انطلقت اللجنة المجتمعية بجهود ذاتية للبدء بتكسير الأحجار من قبل كبار السن في نقيل نجد المعرش لاشعار الجميع بجدية المشروع ". 

 

يضيف سهيل توقفت اللجنة عن العمل وبدأت بجمع التبرعات وتم التواصل بمقاول ليزور الطريق وبصحبة مهندس لمسح الطريق 

وبعد نصف شهر تم جمع ما يقارب 7 مليون ريال من قرية المروي وتم إحضار المقاول وبدء العمل.

 

وبحسب بعض العاملين في التنفيذ فقد توسعت دائرة التبرعات لتشمل سكان قرية الضيعة التي شكلت بدورها لجنة اخرى انضمت الى الاولى للعمل معا من اجل ايصال الطريق اليها. 

بدأ العمل يوماً بعد يوم وكانت التغطية الاعلامية ترافق العمل خطوة بخطوة من خلال البث المباشر على مواقع التواصل الامر الذي شجع الناس على الاقبال والمساهمة.

 

يقول سهيل " بدأنا انجاز ما يقرب من مئة متر مربع لنتفاجأ برجل خير يتواصل بنا رغبة منه في اضافة بصمته الى المشروع ليضيف مقاولا آخر يعمل على نفقته في موقع اخر للتسريع بالإنجاز".

استمر المجتمع بالتفاعل أكثر فأكثر حتى وصلت موازنة العمل الى نحو 22 مليون ريال.

تمكنت هذه التجربة المجتمعية من شق ورصف خط بطول 4 كيلومتر بعرض ستة أمتار لكل منعطف الامر الذي حد من المخاطر بقدر كبير فاعل.

 

توافد التبرعات المجتمعية:

 

مع استمرار الانجاز وجودته تشجع اخرون لتتوالى التبرعات أكثر فأكثر من اجل الاستمرار في العمل وافادة مساحة اوسع من القرى والسكان فبلغت الموازنة نحو 79 مليون ريال يمني.

كان اللافت أكثر في المشروع انضمام آخرين من قرى ومناطق غير مستفيدة بشكل مباشر من الطريق حبا في المساهمة من اجل التخفيف عن المتضررين من مخاطر الطريق السابق.

 

 

تجربة ملهمة:

 

يقول ماجد القاضي أحد المستفيدين من الطريق "تعد طريق نجد المعرش شريان هام يربط مديرية الشعيب بمنطقة مريس التابعة لمديرية قعطبة وكان حلم رصفها يراود السكان لكن التكاليف الكبيرة ظلت عائقا لفترة من الزمن. 

 

حوادث الطريق ومعاناة في التنقل:

 

 المواطن صالح السناني سائق يقول "شعرنا بالراحة بعد رصف الطريق واعطانا هذا النجاح حافزاً للتفكير في انجاز خدمات اخرى في المنطقة. 

 

وبحسب الاهالي فمع نهاية انجاز المرحلة الاولى في تعبيد عقبة النقيل بمساحة 1300متر مربع بتكلفة قدرت بـ 22 مليون ريال بدأت لجنة القرية التالية "الضيعة" في يوليو 2021 التحضير للمرحلة التالية ورصف ما يقارب 1500متر مربع بتكلفة مقاربة للسابقة ليستمر العمل مرحلة تلو اخرى حتى انجاز كامل المساحة المستهدفة من الطريق.

 

حلول ناجحة:

 

وفي حين تحول فريق عمل طريق نجد المعرش لرصف الطرق الفرعية الى القرى، استفاد المجتمع المحلي في مريس محافظة الضالع من التجربة وتم نقلها ورصف طريقهم الوعرة الأشد صعوبة من سابقتها ليلحق بهم أهالي نقيل عزان قرية الضيعة في تكرار التجربة ورصف عقبة الموجلين في قرية المروي ثم رص طريق قرية المدرج وبعدها رص طريق ظفي وبناء مدرسة الكتمي كتطور اضافي لتجربة حلول مشاكل الطرقات.

 

*تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الإقتصادي.

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي