حيّو معي "مانديلا" اليمن!

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٤ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٦ مساءً

 

 
بصراحة وانا أتابع وصول الوفود يومياً من كل صوب من اليمن إلى منزل القائد البطل الحر اللواء محمود الصبيحي، أتساءل لماذا كل هذه الشخصيات السياسية منها والاجتماعية، المهمة منها والعادية؛ لم تختار ممن أطلقوا من الأسرى سوى الصبيحي؟!؛ والإجابة في تقديري بسيطة جداً، تكمن في أن كل شخص هو من يحدد قيمته، ويضع نفسه في المكان والمكانة التي يريدها، فهو أولاً؛ لأنه ذهب لمنزله في اليمن ولم يهرول للخارج، وثانياً؛ لأنه ثابت الموقف، شجاعاً مقداماً، حكيماً ومتزناً، لا يتلوّن ولا يتغير، خرج وهو على عهده بموقفه وصلابته، لم يضعفه السجن، خرج بعنفوانه، واقف شامخ كجبل شمسان، لذا يستحق أن يُزار وتأتيه الوفود من كل صوب، فهو رجل جامع !؛
 ينبغي للقلم أن يكتب ولو بكلمة عن الصبيحي الذي يمكن ان بطلق عليه "مانديلا" اليمن؟؛ إنه اللواء محمود الصبيحي الخارج لتوه من أسره الذي دام لعدة سنوات، ولربما تساوت السنين القليلة له في المعاناة مع ما يزيد على ثلاثين سنة اعتقال للزعيم نيلسون مانديلا.. مانديلا اليمن محمود الصبيحي، تم اختطافه في كمين محكم، وهو من أعلن عن ذلك بعد أن خرج من أسره، فقال: " لكل من يسأل كيف تم أسرنا، القصة طويلة وسأرويها في وقتها، ولكن البيع تم عن طريق عبداللطيف السيد، وسيدفع الثمن".. أي أن أسره لم يكن صدفة أو في معركة، بل كان مدبراً، وهو من أفصح عن البائع، والذي أُعلن عن وفاته قبيل خروج الصبيحي بسويعات قليلة!؛ استفهامات كثيرة بهذا الجزئية، ليس مكانها هنا، وننتظر سردّها من الصبيحي نفسه!؛ الزعماء والقادة لا يرتاحون بعد خروجهم من سجنهم، فقد اعتقل نيلسون مانديلا وخرج ليحكم جنوب افريقيا زعيماً ورئيساً، وخرج مانديلا اليمن "الصبيحي"، وأصبح بيته مزارا للعاديين قبل المهمين، ولم يقول دعوني ارتاح بعد السجن قليلاً، ومن توضعه هو من زار الزبيدي، ومن هيبته لم يُرى علم الانفصال خلف الزبيدي!؛ أقف هنا لبرهة وأطلب من رئيس مجلس القيادة الرئاسي زيارة الصبيحي لمنزله إن كان ذلك ممكنا، فهو من يستحق الزيارة بعد معاناة السجن الطويلة.. خرج الصبيحي ليُمارس السياسة من أوسع أبوابها، من لحظة خروجه، ومن تصريحاته وخطاباته في الزائرين، فقد دعا الصبيحي الأطراف اليمنية (شمالاً وجنوباً) إلى الانخراط في حوار سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتقي في صنعاء، وعبّر أمام جمع كبير من الزائرين، القاصدين منزله للاطمئنان عليه، قال لهم، أن الجميع مع إقامة يمن اتحادي (متعدد الأقاليم)..ترى لماذا هذا الاهتمام الشعبي بالصبيحي تحديداً؟! وهل سيبقى علماً بازاً يلتقي معه وحول ما قد يطرحه من حلول لمشكلات الشعب اليمني؟! ثمّ ترى لماذا كل هذه المحبة من الناس للأخ الصبيحي؟!؛ لأن المرء يضع نفسه حيث يشاء، فكان لهذا البطل مكانته التي يستحقها، وهي محبة كل الناس، فتحوّل منزله إلى مزار، وزواره يأتون من كل انحاء الجمهورية اليمنية، وأصبح رمزاً وايقونة للوحدة اليمنية التي لن تُمحى، طالما تواجد مثل هؤلاء الرجال الأبطال العظماء!
هيّ حيّو معي من الاعماق البطل الوحدوي اللواء محمود الصبيحي، وتهانينا له حريته على طريق حرية اليمن وكل اليمنيين، وهنيئاً له هذا التأييد الشعبي العارم والمتزايد، وحفظ الله اليمن وحفظ الصبيحي ورفاقه من كل سوء ومكروه..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي