الرئيسية > محليات > ممارسات إجرامية لمليشيا الحوثي .. فرض زيارات إجبارية للمقابر في المناسبات والأعياد!

ممارسات إجرامية لمليشيا الحوثي .. فرض زيارات إجبارية للمقابر في المناسبات والأعياد!

" class="main-news-image img

أرغمت مليشيا  الحوثي في صنعاء وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتها الموالين لها ومسؤولي المؤسسات الحكومية على تنفيذ زيارات ميدانية لمقابر قتلاها، بما فيها قبر رئيس مجلس حكمها الانقلابي السابق صالح الصماد الذي كان قتل في 2018 اثر غارة جوية نفذها التحالف السعودي الإماراتي.

وقد مثلت مؤخرا  هذه الممارسات الإجبارية بهدف تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى، واحدة من الضغوط على مسؤولين ووجهاء وأعيان المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا ومعها السكان في صنعاء 

ولم تتوقف مليشيا الحوثي في إجبار الناس على  مثل هذه الممارسات عند المناسبات فقط ولكنها حولت قبر الصماد إلى مزار يومي وهو الأمر الذي تنتهجه المليشيا دائما كما فعلت بالنسبة لقبر  حسين بدر الدين الحوثي. 

ويندرج سلوك الجماعة الحوثية بخصوص زيارة مقابر القتلى ضمن برنامج خاص أعدته حديثا بالتزامن مع حلول عيد الفطر لاستهداف السكان في صنعاء وفي بقية المناطق تحت سطوتها لإرغامهم تحت أساليب متعددة على تنفيذ تلك الزيارات الميدانية لإثبات الولاء لها.

وتسعى المليشيا عبر تلك الممارسات إلى تضليل وخداع الرأي العام بأن قتلاهم يحظون بشعبية في أوساط المجتمع اليمني، كما تستغل الجماعة المناسبات الدينية والأخرى ذات الطابع الطائفي لاستقطاب المزيد من المجندين من صغار السن وطلبة المدارس وأقارب القتلى.

تفيد مصادر مقربة من دائرة حكم الحوثيين في صنعاء عن تخصيص الميليشيا قبل أيام مبالغ مالية لتمويل تنفيذ زيارات يومية يقوم بها السكان إلى مقابر القتلى عبر ما تسمى «هيئة رعاية أسر الشهداء»، وهي كيان حوثي أنشأته المليشيا في وقت سابق.

ويقول مراقبون يمنيون إن قادة الميليشيا يقومون بإغداق الأموال والمساعدات الغذائية على أتباعهم، دون غيرهم من السكان، ويقدمون الرعاية لعائلات قتلاهم عبر العديد من الكيانات التي كانت الجماعة أسستها في أوقات سابقة وأوكلت إليها مهام السطو على أكبر قدر من المساعدات الدولية.

وتحدث سكان في أحياء عدة بصنعاء عن إجبارهم حديثا من قبل مشرفي الحارات التابعين للميليشيا على الخروج بصورة جماعية من منازلهم لزيارة المقابر.

وتحدث بعض السكان عن أن مشرفين انقلابيين توعدوا من وصفوهم بـ«المتقاعسين والمتغيبين» عن تنفيذ تلك التعليمات بضم أسمائهم ضمن القوائم السوداء، وبموجبها سيتم حرمانهم من الحصول على بعض المساعدات وغاز الطهي المنزلي.

وأشار السكان إلى قيام مشرفي الجماعة بنقل سكان بعض الأحياء من مختلف الأعمار في صنعاء إلى مقابر القتلى على متن حافلات بعضها تم استئجارها، وأخرى تم نهبها على يد مسلحي المليشيا لحظة اقتحامهم العاصمة صنعاء من مؤسسات ومبانٍ حكومية، إلى مقابر قتلاها التي باتت منتشرة بكثافة بكل منطقة ومكان في العاصمة.

ويؤكد بشير، وهو من سكان حي النهضة في صنعاء أن المليشيا تستهدف كل يوم سكان حي جديد في العاصمة المحتلة حيث تجبرهم بالقوة على تنظيم زيارات إلى قبر الصماد، ومقابر القتلى الأخرى المنتشرة في مختلف أنحاء المدينة.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تحشد فيها المليشيا المسؤولين الخاضعين لها والموالين لها طائفيا في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفذت خلال مناسبات عدة سابقة عمليات تحشيد كبيرة مماثلة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

وسبق أن شكا سكان في أحياء متفرقة بصنعاء في وقت سابق، من استمرار الضغوط والانتهاكات الحوثية بحقهم لإجبارهم على القيام بزيارات جماعية للمقابر.

وذكرت مصادر محلية يمنية في وقت سابق أن الجماعة الانقلابية شيدت أكثر من 100 مقبرة جديدة لقتلاها في سبع محافظات تحت سيطرتها، هي صنعاء وصعدة والمحويت والحديدة وريمة وإب وذمار، لتضاف إلى 400 مقبرة كانت أنشأتها خلال السنوات الماضية وقامت بتزيينها بالأعشاب والزهور، ضمن مساعيها للإعلاء من ثقافة الموت وتمجيده بغية استقطاب مزيد من المجندين.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي